الإسلام السياسي مصطلح مغلوط

كثيراً ما يستخدم الأكاديميون والمثقفون مصطلح (الإسلام السياسي ) على نظام سياسي عراقي يحكمه دستور«علماني» وقادته من جميع الآيدلوجيات والديانات، وهذه مغالطة أصبحت سائدة في كل الأوساط العراقية، والحقيقة لا أعرف لماذا لا يستخدمون هذا المصطلح على الأنظمة السياسية التي تأسست وفق نظريات إسلامية مثل نظام المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية إيران، وتركيا التي يقودها رئيس وطاقم وزاري إسلامي ؟

فإذا كان المقصود من استخدامهم لهذا المصطلح هو فشل الاحزاب الإسلامية في العراق فهذا لا يبرر لهم استخدام مصطلح «الإسلام السياسي» لأن النظام السياسي الحالي نظام علماني كما أسلفنا، وإذا كانت وجهة نظرهم أن يكون الدين بعيداً عن السياسية فلماذا لا تكون وجهة نظرهم مماثلة حيال الاحزاب «المسيحية» الحاكمة في بعض دول أوروبا، كالمستشارة الألمانية ميركل التي تنتمي الى حزب ديني إسمه«الحزب المسيحي الديمقراطي»،أو حزب الشعب المسيحي» في النرويج مثلاً، وكذلك الحاكم الأعلى «لكنيسة إنجلترا» وهو لقب يحمله أعلى مسؤول بالمملكة البريطانية – الملكة اليزابيث حالياً، وغيرها الكثير من الأحزاب المسيحية التي تدير العمل الحكومي والسياسي في كثير من دول العالم ؟؟!.

ثم ما معنى الإسلام السياسي
هل يوجد إسلام سياسي وآخر غير سياسي ؟؟.
أعتقد هذا المصطلح مغلوط، وفيه تجنّي على الإسلام، والسياسة ليست حكراً على دين أو مذهب، وما المشكلة إذا شارك الإسلاميين في صنع القرار السياسي ؟. خذوا مثلاً المرحوم السيد محمد حسن الصدر الذي كان رئيساً للحكومة العراقية في العهد الملكي وهو إسلامي ينحدر من عائلة دينينة، فهل كان الإسلام السياسي هو الحاكم أم المسألة ذوقية ومزاجية هنا ؟؟.

أقول : بغضّ النظر عن فشل تجربة الاحزاب الإسلامية، النظام السياسي الحالي هو نظام علماني بحت، ولا يوجد شئ إسمه الإسلام السياسي، كل ما هنالك مجموعة من المرتزقة يدعون وصلاً بالإسلام والإسلام منهم براء، ولا علاقة للإسلام بما يقع علينا من ظلم في ظل النظام السياسي القائم، وأكرر النظام السياسي علماني والدستور علماني ولا علاقة لا للإسلام ولا للمسيح ولا لأي ديانة بما يجري في العراق، كل ما هنالك مجموعة من اللصوص والحفاة يدعون بالإسلام وصلاً والإسلام منهم براء !. الإسلام نظام صارم لا يبيح السرقات والقتل والكذب،وهؤلاء ما هم الا كذابون مرتشون سراق قَتَلة مرتزقة عملاء، ولو كانوا يحملون مبادئ الإسلام لما تجرأوا على إنتهاك الحرمات التي نهى عنها الإسلام .

حيدر الشويلي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here