مير بصري (سيرة وتراث) تناولها تجمع شارع المتنبي

عامر عبود الشيخ علي

ضيف تجمع شارع المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة 1/2/2019 الدكتورة فاتن محيي، لتقدم محاضرة ضمن فقرة رسائل علمية وشخصيات تأريخية وثقافية، بحضور حشد من المثقفين والاعلاميين ورواد شارع المتنبي الذين غصت بهم القاعة.

الندوة التي حملت عنوان “مير بصري سيرة وتراث”، التأمت على قاعة مصطفى جواد في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، ورحب مدير الجلسة بالحضور ومعرفا بالسيرة الذاتية للدكتورة فاتن. مبينا “هناك من أرخ للعراق وترك بصمة كبيرة. هؤلاء أثروا الفكر التاريخي الحديث بما كتبوه من تسجيلات معرفية وثائقية على الخط التاريخي الصادق، والطريق الروائي للتاريخ امانةً وعلماً وثقة. وهناك من المثقفين الادباء والكتاب والشعراء اغنوا الساحة الثقافية والادبية بعطائهم، ويأتي مير بصري العراقي اليهودي المولود عام 1911 في اطار العلماء بالتاريخ المعاصر للعراق، والاديب والشاعر والسياسي والاقتصادي وبذلك هو يرتقي للتكامل”.

بعد ذلك تحدثت الضيفة عن الملامح الاساسية ومنابع التكوين الفكري للمؤرخ والشخصية الثقافية ومعرفة به “هو مير بصري بن عزرا بن عوبديا. ولد في بغداد عام 1911 في دار العائلة الواقعة في محلة (تحت التكية) قرب سوق السراي، ينتمي الى أسرة يهودية عرفت بادىء الامر بأسم (آل بصري) ثم اشتهرت بعد ذلك بأسم (عوبديا). وبعدها عادوا الى استخدام تسمية (آل بصري) في اواخر القرن التاسع عشر.

وبينت الدكتورة فاتن “أن مير بصري كان شخصية غير نمطية، فلم تكن اهتماماته منصرفة الى الأدب واللغة فحسب، بل كان مؤرخاً وباحثاً اقتصادياً، وكاتباً بليغ العبارة، ومترجماً دقيقاً، عن اللغات الحية التي كان يجيدها وهي العبرية والانكليزية والفرنسية، فضلاً عما قدمه من انجازات في اثناء عمله الاداري والاقتصادي.

وعن منابعه الفكرية ذكرت الدكتورة فاتن ” نشأ مير بصري نشأة علمية، واسعة الأفق، اذ ادخلته عائلته في صيف عام 1915، في كتاب المعلم (ابراهيم القصير)، في محلة (التوراة) في بغداد، ولم يتجاوز الرابعة من عمره. لكنه لم يستمر في الدوام سوى أيام معدودة. وفي خريف ذلك العام دخل مدرسة (التعـاون الاهلية) في بغداد.

تعلم في مرحلته الدراسية هذه علوم الطبيعيات والرياضيات والجغرافية، ومبادىء اللغة العبرية والتوراة. ودرس اللغة العربية على يد جواد محمود الأوقاتي الذي زرع فيه حب الادب العربي.

مبينة “تمتع مير بصري بميزات ومواهب مختلفة، إذ يعد من أولئك الذين لم يتركوا باباً الا وطرقوه ولا موضوعاً الا وبحثوه، فقد أطلق عنان قلمه لما تجاوز السابعة عشر من عمره، فهو شخصية جمعت بين التاريخ والاقتصاد والادب والشعر، فقد كان عطاؤه الفكري ثراً وقدم للمكتبة العربية مؤلفات قيمة تناولت موضوعات تاريخية وأدبية واقتصادية أصبحت مصادر مهمة يغترف منها الباحثون.

وكان خبيراً اقتصادياً ووجهاً من أبرز وجوه الفكر الاقتصادي، اذ أنه ورث التجارة من أجداده منذ صباه فكان خبيراً فيها، ثم مارس الكتابة وكتب أبحاثاً ومقالات عدة في المجال الاقتصادي، فضلاً عن كتابة (مباحث في الاقتصاد العراقي).

مؤكدة “أظهر مهارة واطلاعاً واسعين في القضايا الاقتصادية والمالية عن طريق المناصب الادارية التي شغلها. تركز كفاح مير بصري على تأكيد ولاء اليهود نحو العراق، بإظهار مشاعره الوطنية العراقية، والاصرار على الاثر الثانوي للدين في بناء الهوية الوطنية العراقية المشتركة.

بعد ذلك بين الحقوقي محمد السلامي في مداخلته اثر اليهود العراقيين في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، ودورهم في الحركات الثورية والنضال الوطني التقدمي، حتى بعد اسقاط الجنسية عنهم، الا انهم ضلوا يعشقون بلدهم العراق وذلك من خلال تشكيل تجمعات عراقية في بلدان المهجر، وكذلك تمسكهم باللغة العربية والاستمرار في التحدث بها معتبريها لغة وطنهم الام.

وبعد ذلك قدمت عدة مداخلات من قبل الحضور أغنت الموضوع واضافت اليه، واخيرا قدم الحقوقي محمد السلامي شهادة تقديرية باسم اعضاء التجمع للدكتورة فاتن محيي لجهودها المبذولة في توثيق الشخصيات الوطنية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here