مقالين.. دبلوماسيّة مافيويّة أمريكيّة تفاوض الأرهاب(طالبان) في قطر! ما علاقة التفاوض مع طالبان

مقالين للروسان أحدهما التالي: عاجل: دبلوماسيّة مافيويّة أمريكيّة تفاوض الأرهاب(طالبان) في قطر! ما علاقة التفاوض مع طالبان واتفاقية الصواريخ النووية مع روسيّا ما هي التداعيات والعقابيل والتوظيفات على الصين وموسكو *كتب:المحامي محمد احمد الروسان* *عضو الم…

دبلوماسيّة مافيويّة أمريكيّة تفاوض الأرهاب(طالبان) في قطر!

ما علاقة التفاوض مع طالبان واتفاقية الصواريخ النووية مع روسيّا

ما هي التداعيات والعقابيل والتوظيفات على الصين وموسكو

*كتب:المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

المحادثات والمفاوضات مع حركة طالبان تجري و تتزامن مع تعليق واشنطن لأتفاقية الصواريخ النووية مع موسكو التي وقعها ريغان وغورباتشوف عام 1987 م لمدة ستة أشهر لاعادة كتابتها من جديد، في تزامن غير بريء ويثير الشكوك، ولكنه واضح جداً لغايات العبث أيضاً في الصين وروسيّا من أفغانستان عبر طالبان وغيرها، حيث واشنطن تعتبر بكين عدواً نووياً، بشهادة مجتمع المخابرات الأمريكية والدولة العميقة هناك(البلدربيرغ)وتعمل على استدراجها لدفعها، للتوقيع على اتفاقية جديدة مشتركة أمريكية روسية صينية، والأمريكي هو من اخترق المعاهدة ونشر صواريخه في أوروبا والبحار والمحيطات وفي بولندا ورومانيا بالقرب من الحدود مع روسيّا، والقرار متخذ مسبقاً وتم تفعيله الآن بعد الأنتصار السوري، وبشكل متزامن مع المحادثات مع طالبان في الدوحة، لدفع روسيا الى باب من سباق تسلح مرهق للأقتصاد الروسي.

فهل صار الأنسحاب الأمريكي من المعاهدات الدولية استراتيجية أمريكية جديدة؟ واشنطن انسحبت من الأتفاق النووي مع ايران بالرغم من صدوره كقرار من مجلس الأمن الدولي، وها هي تعلق مشاركتها باتفاقية الصورايخ النووية مع موسكو بحجة مزعومة وغير حقيقية أنّ روسيا خرقتها، وهذا من شأنه أن يعرّض الأمن والسلم الدوليين الى خطر ماحق، والى حالة من عدم الأستقرار في العلاقات الدولية. التعليق الأمريكي لمشاركة واشنطن في اتفاقية الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدي، مؤشر عميق على عمق رأسي وعرضي للصراع الأمريكي الروسي، والذي هو أصعب وأكبر من وقت الصراع أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي آنذاك، وتعتقد أمريكا أنّ الأتفاقية لم تعد تناسبها، بسبب الصعود الصيني والروسي المشترك والمتفاقم، فانسحبت لمنع تفوقهما عليها، ولعرقلة وفرملة اندفاعة النظام الدولي المتعدد الأقطاب، حيث الهيمنة الأمريكية تتصدّع في العالم، وواشنطن تعيد صياغة استراتيجياتها للدفاع عن هيمنتها المتصدّعة بسبب عبثها في دماء الجغرافيا والديمغرافيا السورية على مدار ثماني من السنوات، وجاءت أيضاً الأزمة في فنزويلا ورغبة واشنطن في فرض شرعية خوان غوايدو بالقوّة العسكرية، تمهيداً لأعادة هيكلة دول أمريكا اللاتينية، بما يتفق ومصالحها ولمواجهة النفوذ الروسي والصيني والأيراني وحزب الله هناك، لتعكس أيضاً عمق الصراع الأمريكي الروسي الأممي، والذي هو نتاج العبث بالفالقة السورية الأستراتيجية ذات طبقات التصدّع الزلزالي، بحيث اذا تحركت طبقة تحركت الأخرى امّا ارتفاعاً أو هبوطاً. تؤكد تقارير الاستخبارات الدولية والإقليمية، المعنية بشؤون الساحة الأفغانية وشبه القارة الهندية، أنّ كل المعلومات والمعطيات الجارية هذا الأوان، تشي أنّ المفاوضات والمحادثات الأميركية والناتويّة سواءّ التي جرت في جزء منها في الأمارات وهي ليست مهمة(فقط ارضاء تكتيكي لها في صراعها مع الدوحة)، والجزء الأهم في قطر الان، ان لجهة السريّة أو العلنية مع حركة طالبان بحضور المبعوث الأمريكي زلمان خليل زادة، تجري بثبات على قدم وساق، وبتفاعلات غريبة عجيبة توحي، بأنّ شيئاً في الأفق يلوح باستمرار، ويعاني من حالات مخاض ليس عسيراً، لجهة التوصل إلى اتفاق قد ينهي، حالة الصراع المسلح الجاري حالياً في أفغانستان المحتلة، خاصةً وبعد قرار الرئيس ترامب في الأيعاز لمؤسسة البنتاغون الأمريكي، ومفاصل مؤسسات الأستخبارات والمخابرات البدء في تخفيض عدد وعديد القوّات الأمريكية هناك الى النصف، تمهيداً لا أقول لسحبها بل اعادة انتشارها وتموضعها(كون الأمريكي لن يترك الأفغانستان هكذا للروسي والأيراني)في ظل قرار الكونغرس الأمريكي الأخير في تأجيل البدء في ذلك بما فيه الساحة السورية أيضاً، حيث العدد في أفانستان يبلغ خمسة عشر ألف جندي، وبعد تصفية بن لادن في عهد ادارة الرئيس باراك أوباما، وفقاً لسيناريو تصفيته المعلن أمريكيّاً. والولايات المتحدة الأمريكية الان، وبناء على نصيحة وخطة التفاوض مع حركة طالبان من مؤسسة راند الأمريكية الفكرية خاصةً، صارت تعتبر جلّ منحنيات وتفاصيل وكوادر وقادة مجتمع حركة طالبان جزء رئيس من النسيج الأفغاني، بعد أن شنت عليها حرباً أممية بلا هوادة، بعد أحداث أيلول 2001 م واعتبرتها ارهابية يجب مسحها من الوجود، وقبل ذلك دعمتها وعملت على خلقها وتخليقها بمساعدة الوهابية السعودية لمواجهة الوجود الروسي في كابول، حيث الهدف كلّه يكمن في مسارات خطوط الغاز والنفط القادمة من بحر قزوين وأسيا الوسطى بكل ما تعنيه لعنة الغاز والطاقة من معنى، كما كانت وما زالت سبب من أسباب التآمر على سوريانا وشعبها الآرامي العظيم.

طالبان لم تهزم وتسيطر الآن على أكثر من 45% من المقاطعات الأفغانية، وثمة تراجعات من سيطرة حكومة كابول على الباقي من الكل الأفغاني، والقاعدة ما زالت موجودة هناك، بالرغم من مرور أكثر من سبعة عشر عاماً من الأحتلال الأمريكي للساحة الأفغانية والعبث في شبه القارة الهنديّة، وها هي واشنطن دي سي تفاوض الأرهاب في الدوحة، وتمارس دبلوماسيات مافويّة عبر الوكيل القطري، تؤسس لحوارات مع منظومات ارهابية كحركة طالبان، للوصول الى اتفاق الضرورة معها(تم التوصل لمسودة اتفاق يخضع للنقاش والحوار، ومن يقرأ تفاصيله بين سطوره، سيلحظ مدى التنازل الأمريكي للحركة وأنّه جاء لصالح رؤية طالبان في أفغانستان، والتي تتقاطع الى حد كبير جداً مع الأستراتيجي لواشنطن في شبه القارة الهنديّة)، وبعد رفض طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية، بالرغم من حالة ضعف طالبان نتيجة قتالها القوّات الأمريكية وقوّات الناتو وغيرهما لسنوات ووقوع ضحايا لها. والتفاوض مع طالبان يعني أنّها لم تعد ارهابية بالمطلق ولا كوادرها كذلك وأتباعها، وطالبان لن تعود الى سيرتها الأولى، جوهر امارتها الأسلامية السابقة، وتوظيفاتها للدين الأسلامي، وفي نفس الوقت لا تقبل بحكومة كابول، وتريد حل وسط، وان صارت تقترب كثيراً من مفهوم التعاطي مع الغرب، وفقاً لنماذجه المعروفة للعامة قبل الخاصة من النخب والمجتمعات المخملية في السياسة والأقتصاد، والتوظيف والتوليف وفقاً للمصالح المشتركة. أمريكا ما زالت تبحث عن حلفاء استراتيجيين في الموضوع الأفغاني وعينها دائماً على الباكستان، وفي الموضوع السوري وعينها على تركيا، وفي الموضوع الأيراني وعينها على السعودي وباقي مصفوفة عرب روتانا، وما تنتجه من ما تسمى بالحركات الجهادية السنيّة، والتي تخشاها ايران. كما تؤكد معلومات التقارير الأنفة، أنّ خلفية المفاوضات والمحادثات الأميركية والأطلسية السريّة الحالية، مع حركة طالبان لجهة المباشرة منها، وان لجهة غير المباشرة منها، عبر أطراف أخرى، يعتقد أنّها إسلامية وعربية، خلفيتها كانت محادثات سريّة، جرت عبر وكلاء لحركة طالبان بنسختيها – الأفغانية – والباكستانية، من تلك الأطراف، من داخل التنظيم الدولي للأخوان المسلمين من جهة، وأطراف من المخابرات الأميركية والأوروبية والحليفة لهما من جهة أخرى، جرت في أكثر من مكان وأكثر من مرة في أوروبا، وتحت عناوين حلقات نقاش إستراتيجية، تبحث الشأن الدولي وشؤون الشرق الأوسط والشأن الأفغاني، وتعرّج على مسألة حوار الأديان وتلاقح الثقافات، والبحث في القيم والموروثات والقواسم المشتركة. فما يجري الآن من مفاوضات ومحادثات سريّة في الجزء الأكبر، وعلنية في الجزء الأصغر، من جهة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي مع حركة طالبان بنسختيها، ليس جديداً حديثاً كما أشرنا آنفاً، وهو استمرار لمحادثات سريّة سابقة، جرت في أكثر من مكان في القارة الأوروبية، وأكثر من مرة قبل أكثر من عقد من الزمان، بما فيها العام الماضي، وستكون محطتها الشبه الحاسمة كما هو متوقع هذا العام 2019م، كما تسهب المعلومات بالحديث. وكان للحركة الإسلامية – العربية بنسختها الدولية، كل الدور لجهة التأثير في التوصل إلى مرحلة التفاهمات السياسية والأمنية والعسكرية، مع حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة، حيث الأخيرة تثق بتلك الأطراف العربية – الإسلامية، وهي مقرّبة من زعيمها الراحل الملا محمد عمر، وكان لها أدوار عملية في إسناده وحركته، وقت القتال(الجهاد) الأفغاني، وقت التواجد السوفياتي في كابول. تتحدث المعلومات والمعطيات الجارية، قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل، على إجراء المزيد من المفاوضات والمحادثات السريّة، مع حركة طالبان الأفغانية، والتي من شأنها أن تؤسس لجولات مماثلة مع حركة طالبان الباكستانية، وفي ذات السياق وضمن هذا النسق الدولي المخابراتي تقول المعلومة الأمنية: أنّ جهاز الاستخبارات السعودي، وبعض المنظمات الوهابية فيها، وفي جل مشيخات الخليج وخاصة قطر، وبالتنسيق مع بعض كوادر التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين، سعت وتسعى ومنذ سنوات، إلى رعاية محادثات واشنطن –طالبان، من أجل التوصل إلى صفقة أمريكية – طالبانية – سعودية – باكستانية، بخطوط سياسية، ذات تموضعات في التركيز على الفكرة التالية:- أن تذهب طالبان إلى إقامة دولة، على غرار النموذج السعودي – الخليجي، ضمن سياق نظام إسلامي – سلفي، يعتمد مبدأ التعاون مع واشنطن – والغرب الأوروبي، متساوقاً بذلك مع النسخ الموجودة، في شبه الجزيرة العربية، وعلى أن لا تقوم الدولة الأفغانية السلفية الطالبانية( الصفقة)إلى التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كذلك عدم التعاون مع الصين والفدرالية الروسية، وأن تقوم تلك الدولة السلفية الطالبانية( الصفقة)، بعقد اتفاقيات مع واشنطن، تستضيف من خلالها القواعد العسكرية الأمريكية، مع منح المزيد من المزايا للقوّات الأمريكية، وعلى هذه الدولة السلفية الطالبانية(الصفقة)، بذل مزيد من جهود التعاون النوعي والكمي مع واشنطن، لجهة مشاريع تصعيد التوترات الداخلية إزاء الصين، وخاصة في إقليم(سينكيانج)الغربي الصيني، عبر دعم لا بل دعومات، لحركة الأيغور الإسلامية الصينية، وعلى أن تقوم هذه الدولة السلفية الطالبانية(الصفقة)، في إخماد فعاليات ومفاعيل حركة طالبان الباكستانية، وبقية الحركات الإسلامية الباكستانية الأخرى، ليتيح كل ذلك إلى استقرار الباكستان. ومن الجدير ذكره أنّ إدارة باراك أوباما الأولى الرئيس السابق، قد قطعت أشواطا كبيرة ومتقدمة، في المحادثات والمفاوضات السريّة والعلنية مع حركة طالبان الأفغانية، ويستكملها الرئيس ترامب الان، والتي جاءت على خلفية المحادثات السرية السابقة ومنذ سنوات، حتّى أنّ الكونغرس الأمريكي، قد يعد العدّة لماراثونات نقاش موضوع لاحقاً، اعادة انتشار وتموضعات، لا انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان المحتلة، لكي يصل إلى جداول زمنية محددة لهذا التموضع بنكهة الانسحاب. فبعد اغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وموت الملا محمد عمر، ثمة كوادر من حركة طالبان بعضها معروف والأكثر غير معروف، صارت تشكل عنصر أساسي للولايات المتحدة الأمريكية، في المحادثات والمفاوضات السريّة، مع حركة طالبان الأفغانية، للتوصل إلى تسويات سياسية في أفغانستان، حتّى أنّ الممثل الأمريكي لأفغانستان وباكستان، تحدث عن مهمات أخرى له، تتمحور حول البحث مع الرصد لأي معلومات، تقود إلى القضاء على العناصر المتطرفة من الحركة والتي ترفض التفاوض، وذلك يشي بوضوح أنّ واشنطن ومخابراتها، لا يريدون التخلص من العناصر والكوادر المتطرفة، وتضيف المعلومات الأستخبارية، أنّ جهاز المخابرات الألماني – الفرع الخارجي، ساعد ضباط من المخابرات الأمريكية، ومعهم بعض من قادة وكوادر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بالاتصال مع بعض قادة حركة طالبان وخاصة نائب رئيس اللجنة السياسية في حركة طالبان، شارك بتلك المحادثات السرية، التي ساعدت عليها المخابرات الألمانية، وبمباركة شخصية من رئيس مجلس الشورى لحركة طالبان، وقد ساند هذه المعلومات الأستخبارية تصريحات غير مسبوقة، لمسؤول في الخارجية الأمريكية في حينه ووقته:(… لا ننكر ذلك وأنّ الحل السياسي، هو الكفيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان)وكان يشير إلى لقاءات مخابراتية مع نائب رئيس اللجنة السياسية للحركة، وان كان تصريحه هذا، والذي جاء على شكل سيناريو زلّة لسان، يشير إلى سمة الأدارة الترامبية وليس الأمريكية، السمة الأركولوجية المضطربة. وتتحدث معلومات استخباراتية، أنّ الطرف العربي والإسلامي غير الرسمي، والحاصل على دفع ومباركة عربية واسلامية رسمية – كل حسب دولته وعمله بعلاقات مع الحركة الإسلامية الباكستانية بزعامة المرشد الباكستاني، وعبر جناح محدد ومعني بالموضوع، في المخابرات الباكستانية مسنوداً من قبل الاستخبارات السعودية، والمخابرات الأميركية ومخابرات الناتو، وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي، وأجهزة مخابرات دول حليفة أخرى على الساحة الأفغانية. كما تشير ذات المعلومات الأستخباراتية الأنفة، أنّ كوادر وقادة حركة طالبان الأفغانية، ونظيرتها الباكستانية وأخواتهما، على علم بمضمون علاقات الوسيط الإسلامي الدولي والعربي مع خصومهم، ومع ذلك وفي مفارقة تثير التساؤلات المحرجة، استمروا بالتفاوض للوصول إلى الحد الأدنى، من سقوف مطالب حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما، وبالتالي لاحتمالات التوصل إلى مخرج من مأزق الحرب الأفغانية، عبر دراسة وفحص السبل التي يمكن أن تتيح الفرصة والمجال، أمام التوصل إلى صفقة متوازنة مع حركة طالبان، تلبي المطالب الموضوعية والمعقولة للأخيرة، وإشراكها بالعملية السياسية الأفغانية، وفق توافق داخلي مع حكومة الرئيس الأفغاني، حتّى ولو تم تعديل الدستور الأفغاني الحالي المعمول به. هذا وتقول معلومات المخابرات الدولية والإقليمية، أنّه تم نقل بعض من قادة حركة طالبان بنسختيها من شمال الباكستان، إلى الداخل الباكستاني والأفغاني وبمساعدة حثيثة، من قوّات ايساف التابعة للناتو لأجراء مزيد من المفاوضات السريّة في مرحلة ما، وبمشاركة من التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين، عبر وكلائه على الساحتين الباكستانية والأفغانية، مع وجود أطراف عربية واسلامية أخرى من ذات التنظيم. ورغم النفي المتكرر من جانبي معادلة، المفاوضات والمحادثات السريّة، لجهة حدوث مثل هذه المفاوضات والمحادثات السريّة في حينه، فانّ متتاليات هندسة النفي وعدم الاعتراف أنّ ذلك جرى، مصيرها إلى(سلّة المهملات)الدولية والإقليمية، حيث كل المؤشرات تشي أنّ تلك المفاوضات والمحادثات، جرت في السابق وقبل سنوات من محادثات الدوحة الآن العلنية 2018م – 2019 م، وأنّ هناك دور حقيقي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في ذلك، لا بل وأكّدت تقارير مجاميع مخابرات دولية، تهتم بشؤون وآليات عمل التنظيم الدولي، لحركة الأخوان المسلمين في البلاد العربية، أنّ الأخير دخل في جلسات عصف فكري سياسي، ومخابراتي حقيقي في لندن، وتحديداً في حي فوكسال كروس، وفي تيمس هاوس، حيث الأول مقر المخابرات البريطانية الخارجية، والثاني مقر المخابرات البريطانية الداخلية. ولجهة تأكيدات أنّ الآنف ذكره قد حدث، ويحدث هذا الأوان الأميركي – الأفغاني، فقد أكّد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة تشاك، ومن قبله زميله الكلب المسعور الذي اقاله ترامب، على حقيقة حدوث المفاوضات والمحادثات السريّة، مع حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما، كذلك الجنرال ديفيد بترايوس الرئيس الأسبق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وقت الرئيس السابق باراك أوباما، وهوقائد سابق للقوّات الأميركية الأحتلالية في أفغانستان، حيث أكّد أنّ حلف الناتو وعبر قوات ايساف وكذلك قوّاته، ساعدت على نقل شخصيات من كبار قادة حركة طالبان بنسخها في فترات زمنية، من غير زعيمها الراحل الملا محمد عمر. ويبدو أنّ لحظة الحقيقة حانت، فها هي طائرات حلف الناتو، نقلت وتنقل ممثلين عن طالبان بنسختيها وأخواتهما، معتمرين العمائم السوداء إلى كابول والدوحة علناً، وقوّات ايساف تؤمّن لها مسار آمن، والنتيجة حسب ظني واعتقادي تكمن، في أنّ هناك عملية تشريع علنية، للقنوات المفتوحة سراً في السابق، وهذا الأوان الأميركي – الأفغاني، مع قيادات وكوادر حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة، وذلك تمهيداً لتحركات وجهود أكبر، من أجل التوصل إلى عقد صفقة متوازنة مع طالبان، تقضي إلى توفير مخرج ما وآمن للقوّات الأميركية، وقوات الناتو والحليفة لهما، للخروج من أفغانستان، حيث باتت الأخيرة مستنقعات دموية لهم – فقد أعلنت بريطانيا وتعمل سرّاً، تخفيض عدد وعديد قواتها الأحتلالية في أفغانستان. وتقول المعلومات والمعطيات الجارية المرصودة، أنّ لعبة المواجهات العسكرية على المسرح الأفغاني، لم تعد منحصرة فقط على حركة طالبان في أفغانستان، ومن معها من تنظيمات وحركات مسلحة من جهة، والقوّات الأميركية المحتلة وقوّات الناتو والقوّات الحليفة الأخرى من جهة ثانية، فهناك قوى سياسية ومسلحة متصارعة، تشكل بحد ذاتها منظومات متقدمة بالغة التعقيد، لجهة ارتباطاتها الداخلية والخارجية، ولجهة ساحات عملها الخارجية على الساحة الأممية.

منظمة كويتاشوري – طالبان قوّة حقيقية تلعب دوراً:-

هناك شبكات طالبانية أفغانية، وغير أفغانية واسعة، تنضوي تحت لواء منظمة كويتاشوري – طالبان يتزعمها خليفة زعيم حركة طالبان الراحل الملا محمد عمر، وهناك أتباع الزعيم قلب الدين حكمتيار – الحزب الأسلامي، وأتباع الزعيم جلال حقّاني، حيث الأول هو الوجه الآخر للتيار الأصولي الإسلامي المنبثق، عن جماعة الأخوان المسلمين وامتداداتها الباكستانية والأفغانية، وهي عضو في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، كما تشير الكثير من المعلومات الأستخباراتية، وخاصةً لدى ملفات المخابرات البريطانية الخارجيةMI6 في حي فوكسال كروس في لندن، وكذلك ملفات المخابرات البريطانية الداخلية MI5 في حي تيمس هاوس.

في حين أتباع الثاني(الزعيم حقّاني)يتزعمون شبكة عنكبوتية، تضم العديد من الحركات الإسلامية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ويمكن وصفها – الشبكة الحقّانية – بالامتداد الطبيعي لتنظيم القاعدة، على الساحة الأفغانية والباكستانية، ولجهة الساحة الهندية أيضاً، حيث مخابرات الأخيرة – المخابرات الهندية – تتابع امتداداتها في ساحتها، خاصةً وكما تشير معلومات المخابرات البريطانية الخارجية تحديداً، ارتباط كل من جماعة عسكر طيبة، وعسكر الجبّار، وعسكر عمر، وسلاسل أخرى من العسكر والأسماء، بشبكة أتباع الزعيم جلال الدين حقّاني. وتشير تقارير ومعلومات أخرى، أنّ الرئيس الأفغاني السابق حامد كرازاي يشكل قوّة لا يستهان بها، وذلك بسبب ارتباطاته الداخلية والخارجية كرئيس، وهو الذي يدعو باستمرار إلى فتح قنوات حوار واتصال، مع حركة طالبان وكوادرها وهو في ذات الوقت، ينتمي للقبائل الباشتونية الداعمة لحركة طالبان، والارتباط العشائري الأخير للرئيس السابق كرازاي، هو بحد ذاته يشكل خط مساعد، لفتح قنوات اتصال مع طالبان بنسختيها وأخواتهما. وهناك المخابرات الباكستانية وأجنحتها المتعددة، لجهة الداخل الباكستاني والأفغاني والخارج الباكستاني والأفغاني، ونفوذها أقوى من نفوذ المخابرات الأميركية، وشبكات المخابرات الدولية والإقليمية الأخرى، والأخيرة دخلت الساحة الأفغانية والباكستانية، عبر قنوات المخابرات الباكستانية نفسها وتحت بصرها، وللمخابرات الباكستانية دور معقد بالمعنى الرأسي والعرضي تضطلع به، فهي توفر الملاذات الآمنة للكثير من كوادر طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، ولديها رؤية إستراتيجية محددة حيال فرض، الوضع السياسي فيما بعد الحرب على أفغانستان، وبالتنسيق مع إيران، حيث للأخيرة الدور النوعي والكمي على الساحة الأفغانية. هذا وقد أعاقت المخابرات الباكستانية، محاولات الرئيس السابق كرازاي من الاتصال والتفاهم مع بعض كوادر حركة طالبان أفغانستان، المختبئين في الأراضي الباكستانية، كون الرئيس السابق كرازاي لم ينسّق ولم يأخذ إذن الطرف الباكستاني، واعتبرت المخابرات الباكستانية ذلك، بمثابة إقصاء لدورها لجهة المفاوضات والمحادثات السريّة وحتّى العلنية في الدوحة، مع طالبان بنسخها وأخواتها، كما رأت المخابرات الباكستانية في حركة الرئيس السابق كرازاي هذه، دوراً ونفساً مخابراتياً هندياً خفياً، حيث هناك أدوار خفية للمخابرات الهندية على الساحة الأفغانية، مسنودة من المخابرات البريطانية والأميركية والإسرائيلية، حيث ترى نيودلهي في أفغانستان، جزء مهم من مجالها الحيوي في شبه القارة الهندية. ولا ننسى دور المخابرات السعودية على الساحة الأفغانية، وارتباطاتها بالساحة الباكستانية، وان كانت روابطها الداخلية، على الساحتين الأفغانية والباكستانية قد ضعفت، كونها لم تعمل على إعادة بناء شبكات روابطها من جديد، واكتفت فقط باعتمادها على علاقاتها السابقة، وقت ارتباط زعماء القتال(الجهاد)الأفغاني، مع منظومات المنظمات الوهابية السلفية، وقت الوجود السوفياتي في أفغانستان، وآخر نشاط لجهاز الاستخبارات السعودي الخارجي – كما تقول تقارير المخابرات المعنية بالشأن الأفغاني – استضافته لجلسة سرية كخطوة تأخرت كثيراً، ضمّت العديد من زعماء القبائل، وأمراء الحرب، وقيادات من الوهابيين السلفيين السعوديين، والقادة السياسيين الأفغان، من كلا طرفي النزاع، وبمشاركة واضحة من المخابرات الأميركية، والبريطانية، ومخابرات دول حليفة أخرى، في أواخر عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز أبو متعب، شقيق الملك الحالي سلمان. كما توجد هناك الإدارة الترامبية الحالية، كطرف مهم جداً على الساحة الأفغانية، فهي ترغب بالخروج من أفغانستان، بنكهة الأنسحاب عبر اعادة الأنتشار كما أسلفنا، وبالتالي يرى الحزب الجمهوري، أنّ الخروج المبكر من أفغانستان بنكهة الأنسحاب وهو في الحقيقة اعادة تموضع، سوف يعزّز شعبيته لدى الرأي العام الأميركي، حيث تدهورت بفعل الخطاب الشعبوي لترامب وسلوكه السياسي، لذلك ترمي الإدارة الترامبية لا الأمريكية من المفاوضات والمحادثات السريّة والمعلنة مع طالبان في الدوحة وغيرها الآن، إلى تأمين مسار سياسي جاذب لمقاتلي طالبان وكوادرها، من المستويات المنخفضة في هرم قيادة الحركة والتصالح مع رموزها، وقد يبدأ الانسحاب الأميركي الخدعة أيضاً، ببعض مئات من الجنود لاحقاً، وفي قادمات الأيام والأشهر من أفغانستان المحتلة، وفق الجدول الزمني الذي وضعته واشنطن لنفسها إن صدقت، وقت إعلان الرئيس الزئبقي المنفلوطي طرامب، عن إستراتيجيته لجهة كابول، للتوصل إلى اتفاق مع طالبان، وأطراف أخرى مؤثرة.

الطرف الإيراني – طرف مؤثر في الساحة الأفغانية:-

وتتحدث المعلومات والمعطيات الجارية، عن مفاعيل وتفاعلات الدور الإيراني النوعي والكمي، على الساحة الأفغانية والباكستانية، فطهران تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً، في تسهيل عملية التفاوض والتحادث السري والعلني الأميركي – الطالباني، ليس فقط مع زعماء حركة طالبان بنسختيها الأفغانية والباكستانية وأخواتهما، بل ومع رموز تنظيم القاعدة وشبكة أتباع الزعيم جلال الدين حقّاني، وذلك عبر استخدام وتوظيف وتوليف قدرات أتباع الزعيم قلب الدين حكمتيار، حيث أتباع الأخير حلفاء طهران الرئيسيين في المسرح الأفغاني، وأتباع حكمتيار لهم علاقات وثيقة مع كافة أطراف لعبة المواجهات العسكرية، على الساحة الأفغانية والباكستانية، ولهم علاقات وثيقة مع المخابرات الباكستانية أيضاً، وشبكات مخابرات دولية أخرى تعمل في أفغانستان وباكستان، وكان لشبكة حكمتيار مسنودةً من شبكة حقاني، الدور البارز في دعم إيران، بالمزيد من المعلومات الأستخباراتية التي أتاحت ومكّنت طهران، من ملاحقة وتصفية شبكة تنظيم جماعة جند الله السنيّة البلوشستانية، وزعيمها عبد الملك ريغي من سنوات طويلة خلت. كلّ المؤشرات السياسية، والأمنية، والدبلوماسية، والإعلامية، بجانب المعلومات والمعطيات الجارية، تشي بأنّ هذا الأوان الشرق الأوسطي الساخن، وبعد الأنتصار السوري، وجلّ محور المقاومة وتمفصلاته، والردّة العربية نحو دمشق، هذا الشرق كلّه، يشهد صراعاً استخباراتياً عنيفاً وعميقاً، رأسياً وعرضياً يمارسه الجميع، وخاصة بين شبكات المخابرات والأستخبارات، التابعة والمرتبطة بمحور واشنطن – تل أبيب، والتي تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها في المنطقة، والساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة، على حد سواء من ناحية، وبين أجهزة المخابرات والاستخبارات الإيرانية المختلفة، وشبكات حلفائها المخابراتية في المنطقة والعالم. وتؤكد المعلومات المرصودة، أنّ شبكات الاستخبار الخاصة، بمحور واشنطن – تل أبيب، والتي تستهدف الجميع، وعلى رأسهم سورية وحزب الله وإيران، تنهج نهجاً مختلفاً، في خلق واستخدام العملاء والجواسيس، من خلال ما يعرف بعلم: الاستخبار، بالشبكات العنقودية، لمزيد من السريّة المطلقة، وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة، التي تم تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة، بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية، أي زميل(جاسوس)آخر له في ذات الشبكة، وتكوينها البشري الأستخباري.

وتذهب ذات المعلومات، أنّ جهاز المخابرات الإيراني، والذي يمتاز بالحس الأستخباري العالي التقني، استطاع تفكيك إحدى الشبكات العنقودية الأستخبارية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA، من شأنها التأثير على الأمن القومي الإيراني، وهذه الشبكة العنقودية الأنف ذكرها، تابعة لمحور الخراب في المنطقة، المحور العبري – الأمريكي، حيث تم كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين المسلمين في حينه، ومن يقوم بالتفجيرات في الداخل الأيراني وآخرها في جنوب شرق ايران صباح يوم السبت 2 شباط 2019 م. كما تتحدث المعلومات، أنّ ما فعلته المخابرات الإيرانية، كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها، أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، حيث تم كشف إحدى الشبكات الذهبية الأستخبارية العنقودية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي يصعب اكتشافها، مما قوّض عمل شبكات الاستخبار الأخرى – الساكنة – التي لم تكشف بعد، لجهة الداخل الإيراني، ولجهة الخارج الإيراني، وتحديداً دول الجوار الإيراني الإقليمي. وتشير المعلومات، أنّ المخابرات الإيرانية، وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة، وخارجية تعاونية، ذات تنسيق أمني صادق وعميق مع المخابرات الروسية وجهاز الأستخبارات العسكري الروسي، ومع أجهزة المخابرات التركية \ الفرع الخارجي- رغم التنافس بين طهران وأنقرة – وجناح في جهاز مخابرات عربي إقليمي هو سوري، استطاعت كشفها – أي تلك الشبكة – وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس، ذات تقنيات عالية مربوطة، بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء إيران، والشرق الأوسط.

[email protected]

هاتف منزل – عمّان : 5674111 خلوي : 0795615721

سما الروسان في 3 – 2 – 2019 م.

————————————–

عاجل:-

أدوار عسكرية لأفريكوم من ليبيا لضرب العلاقات الجزائرية الروسية

والأزمة الفنزويلية انعكاس للصراع الروسي الأمريكي بكل بساطة

لا عفوية بالعمل السياسي والمنطقة بنكهة الأيرنة والروسنة والأتركة

صحيان متأخر للرجل العربي المريض على ايقاعات الناتو السنّي

الفكفكة واعادة التركيب والزحف على الشفاه

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

انّ تكلفة الأستسلام أكبر من تكلفة الصمود، لأنّك باستسلامك ستكون انبطاحيّاً وتزحف حبواً على شفاهك نحو الآخر، وانجازات الصمود أكثر فائدة من التكاليف، وأن تكون حليفاً لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدواً لها، والاستقلال السياسي يتطلب استقلالاً اقتصادياً، والمقاومة تتطلب اقتصاداً مقاوماً، وكل الأحداث تثبت صحة هذه المعادلة وتؤكد يوماً بعد يوم، أن الاستعمار ينطلق من الاقتصاد ويمر وينتهي به أنظر الى حالنا وكيف يستخدمنا الآخر لمحاربة بعضنا البعض، ضمن استراتيجيات الخداع الأستراتيجي(حروب عربية عربية)ولاحقاً عربية فارسية، كنهج ولاياتي أمريكي وهي انعكاس لأستراتيجية الصبر الأستراتيجي، التي يتحدث عنها كوادر استخبارات البنتاغون لصناعة حروب متنقلة(عربية عربية)والبدء من اليمن، وكلا الأستراتيجيتين وفّرتا الغطاء للعملية العسكرية على اليمن الطيب والفقير، حيث لعنة الجغرافيا تلاحقه فما ذنبه؟. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تشكيل بازارات من الحروب الطائفية والمذهبية، والتي يجري انضاجها على نار حامية في جلّ المنطقة العربية، وتجعل اسرائيل تتموضع في خارطة العمل العسكري الحالي على اليمن في الظل، حيث تتقاطع مصالحها(أي اسرائيل الصهيونية)مع البعض العربي الآخر، والذي بلع الطعم اليمني حتّى اللحظة بنهم، حيث آعاد التاريخ نفسه ولكن بالمقلوب في الحالة اليمنية الآن، حيث شعبها طيب وفقير وخطيئته الوحيدة هي الجغرافيا ولغتها، ومشاركة البعض العربي في هذه العملية العسكرية غير مقنعة لأحد ولكثير من الناس في الدواخل العربية، وهنا أتساءل: هل يراهن هذا البعض العربي على انزياحات تحققها خرائط التقسيم القادمة، والتي تحدثت عنها كوادر الأستخبارات الأمريكية وعبر استراتجيات الصبر؟ أمريكا تحارب ايران بالعرب، وتحارب العرب بالعرب، وتحارب المسلمين بالمسلمين عبر حلف ناتو عربي سنّي بدافع الرجولة الوهمية مع كل أسف، لأشعال حرب بسوس القرن الحادي والعشرين، ولمحاربة كل من لا يسير في الفلك الصهيوني والأمريكي من العرب، ولتشجيع تركيا بعاصفة حزم أخرى في سورية، ودفع مصر لتكرارها في ليبيا والسؤال هنا: هل استيقظ الرجل العربي المريض على ايقاعات الأيرنةً؟! ولأنّه لا عفوية بالعمل السياسي، تم القيام بحملات اعلامية مبرمجة لتشويه صورة المقاومة، من قبل وسائل ميديا المحور الخصم لمحور المقاومة. انّه تزامن مقصود ومدروس مع غرف موك اعلامية لتكذب وتكذب وتصنع رأياً دولياً مضاداً، للدولة الوطنية السورية والمقاومات في المنطقة، حيث المجاعة الحقيقية والتجويع تكمن ويكمن في اليمن العربي، بفعل الحصار والعدوان السعودي والبعض العربي عليه، واستخدام القنابل العنقودية التي انتقدها العالم. للمرة المائة أقول: أحسب وأعتقد، أنّ مستقبل العالم يتقرر ضمن عقيدتين اثنتين: امّا علاقات تسودها المواجهة والهيمنة(نلحظ عمق ذلك الآن وكل الخيارات مفتوحة)، أو بالتعاون والتنمية في ظل فرض عالم متعدد الأقطاب، بسبب الفعل الروسي والصيني وجلّ دول البريكس وعلى رأسها الهند، وعبر الفالقة السورية ومسارات خطوط أنابيب النفط والغاز، والفكفكة للمنطقة واعادة التركيب، والأمركة والأسرلة والبرطنة والفرنسنة والى حد ما الألمنة، نكايةً بالروسي والصيني والأيراني والسوري وحتّى التركي المخدوع، يقابلها السورنة والروسنة والصيننة والأيرنة والأتركة، وهو ما يميز سمة الصراع في المنطقة بمعناه العامودي والعرضي. ثمة تفاهمات أممية تجري، كنتاج لتلك الأنجازات الميدانية، على رتم زمجرة الجيش العربي السوري، وتحرير جلّ الجنوب وفرض قواعد اشتباك جديدة غير التي كانت سائدة عام 1974 م، حيث يجهد الأسرائيلي الى العودة اليها، بعد فشله في فرض قواعد اشتباك جديدة من خلال الأعتداءات على سوريانا، لذا نجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى وعمق، خطوط علاقاتها العرضية والرأسية، مع حلفائها(المستهدفون لاحقاً من قبلها عبر شطبهم واعادة تشكيل ورسم الدور الوظيفي الجديد لهم مجتمعين، في صراعها مع الروسي والصيني)في المنطقة الشرق الأوسطية الملتهبة والمضطربة بفعل الأرهاب المنتج والمصنّع والمدخل الى الداخل السوري واللبناني والعراقي، وملاذاته الآمنة وحواضنه في جلّ دول الجوار السوري والمنطقة ككل، وما يحاك للأردن، كنسق سياسي وجغرافيا وديمغرافيا من سيناريوهات جديدة تقترب من الواقع، ويعمل الآخر على طمأنتنا وتهدئة روعنا، والمصيبة الكبرى أنّنا نصدّق قوله ورؤيته، وبفعل نفوذ وضغوط جماعات المحافظين الجدد والأيباك، في مفاصل صناعة القرارات السياسية والدبلوماسية العدوانية التدخلية والمخابراتية والعسكرية، داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية، حيث تسعى الواشنطن دي سي، من أجل اعتماد مذهبية أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية، تدخليه عدوانية تصعيديه(انظروا العمل المريكي ازاء كراكاس وفي المعلومات تنقل أمريكا مجاميع ارهابية داعشيّة الى دول أمريكا اللاتينية للعبث فيها)، لجهة توظيف فرصة الأحداث الأرهابية ومحاربتها، عبر تحالف الخراب الدولي، بجانب الاحتجاجات الأخرى الجارية في معظم ساحات المنطقة، من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية، وصمود الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي والجيش العربي السوري، ومجتمع المقاومة في غزّة المحتلة وباقي الوطن الفلسطيني المحتل، شرق أوسط جديد سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة من زاويتها ووجهة نظرها، لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد، إعادة ترتيب جغرافياته وما عليها من ديموغرافيات سكّانية، وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة، وإدماج ” إسرائيل” في بيئة المنطقة وضمان أمن المصالح الأمريكية، لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به، والمتمثلة(أي قوى الشر)في سورية، وحزب الله، وحماس الداخل الجناح العسكري، والجهاد الإسلامي، والمقاومات الشعبوية الأخرى، وفي الدولة الإيرانية، وكوريا الشمالية(واشنطن ورغم لقاء ترامب بالرئيس الكوري الشمالي، لم تحقق أي اختراقات في هذا الملف الهام)، سوف تذهب وتبقى قوى الخير. انّ في ظلّ أجواء اللقاء في بولندا حول ايران في منتصف الشهر القادم،(نلحظ سؤال: هل ستشارك عمان فيه؟)، يتردد اسم مايكل ليدن بقوّة في كواليس مفاصل العبث في المنطقة وازاء ايران. ومايكل ليدن هذا لا يخفى علينا وعلى المختصين والمتابعين للشؤون الأستخباراتية الدولية، فهو مختص بالشأن الأيراني لدى مفاصل وكالة المخابرات القومية الأمريكية(تضم أكثر من 17 جهاز استخبارات داخلي وخارجي – مجتمع مخابرات)وما زال في الخدمة كمستشار ومهندس الأدوات القذرة التدخلية، وتحديداً في مجلس الأمن القومي الأميركي بالتعاون مع جون بولتون، وكذلك مع اليوت ابرايمز الذي عينه مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي للعمل على ملف فنزويلا الآن، وهو الخبير أي مايكل ليدن في كيفية تحريك وتحفيز الفتن، والصراعات العرقية والمذهبية، داخل النسيج الاجتماعي الأيراني، وارتباطاته بالمجتمعات العربية في الساحات الخليجية وبعض المجتمعات العربية والأسلامية الأخرى، وهو خبير في تشويه المقاومات، ويساعده سرّاً جيفري فيلتمان، والأخير صديق حميم لمجتمع الاستخبارات السعودي. ومايكل هذا هوّ مهندس وواضع مخططات العمليات الإرهابية السابقة في بعض الساحات بجانب الداخل الأيراني، ويعد لشيء جديد هذا المايكل ليدن في الداخل الأيراني لخلط الأوراق، ومايكل ليدن هذا كان يعمل في السابق في دائرة إيران، في معهد واشنطن للشرق الأدنى وقت رئاسة بوش الأبن، حيث شبكات المخابرات الإسرائيلية والأميركية، تشرف على عمل هذا المعهد في العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، وهو أيضاً ضابط التوجيه السياسي والأمني المخابراتي، لقوّات الوحدات الخاصة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، حيث تعمل الأخيرة ومنذ سنوات خلت على تدريب مجموعات إرهابية، سواءً لجهة امتداد الحدود الباكستانية الأيرانية، وإرسالها للداخل الأيراني، وان لجهة امتداد الحدود العراقية الأيرانية، وإرسالها إلى المدن الكردية السنيّة الأيرانية في مناطق شمال غرب إيران، والى القرى العربية الشيعية الأيرانية، جنوب غرب إيران بالتنسيق مع مجتمع الأستخبارات السعودي وتوظيفات الفكر الوهابي المتطرف، والذي يعتبر أنّ حربه مع ايران حرب سنّه وشيعه، كل ذلك بجانب أهداف أخرى يطول شرحها هنا، تهدف فيما تهدف اليه بعرقلة استمرارية تطبيق الأتفاق النووي مع ايران بعد الأنسحاب الأمريكي منه، وجعله صعباً للغاية عبر تأزيم العلاقات السعودية الأيرانية من جهة، وتأزيم العلاقات الأوروبية الأيرانية من جهة أخرى، ودفع الرياض الى فخ آخر بعد فخ اليمن ليستنزفها ماديّاً بشكل متسارع، وينشّط مبيعات المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لكافة الأطراف المتصارعة، ليصار الى تقسيمها من جديد واعادة تشكيلها بما يتلائم مع استراتيجيات الأستدارات للبلدربيرغ الأمريكي جنيين الحكومة الدولية، خاصةً في ظل ادارة الرئيس الزئبقي ترامب وادارته الصقورية، كما تهدف الى تقويض استقرار إيران الداخلي، وإضعاف الجبهة الداخلية، وبالتالي إضعاف الدولة المركزية وإرباكها. من ناحية أخرى، تقوم شبكات المخابرات الإسرائيلية مجتمع المخابرات الصهيوني(وحدة آمان، الموساد برئاسة يوسي كوهين ذو العلاقات العميقة مع بعض المشيخات العربية والتي لا ترتبط بمعاهدات سلام مع ثكنة المرتزقة “اسرائيل”، الشاباك، مخابرات وزارة الخارجية، والوحدات الفرعية الأخرى)، إلى تقديم الدعم المطلوب واللازم منها إلى جماعة جند الله الأيرانية مثلاً، وحزب بيجاك الكردي، ومجاهدي خلق، وأخريات العمل جاري على خلقها كأدوات في الداخل الأيراني، حيث كانت في البداية عبر غطاء المخابرات الأميركية، ثم سعت وبشكل مستقل إلى بناء المزيد من الروابط، وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر، مع زعيم التنظيم الذي أعدم من سنوات، والآن تقول المعلومات الأستخبارية ذات المصداقية، أنّ مجتمع المخابرات الإسرائيلية وعبر جهاز الموساد بمساعدة جهاز استخبارات دولة اقليمية على خصومة شديدة مع ايران(الأستخبارات السعودية بادارة الفريق الحميدان وخبراء من متقاعدي المخابرات والأستخبارات الأمريكية)، يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منها، مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الأيرانية وغيرها، من أجل إعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات مخابراتية متطورة، مع تعميق و”حدثنة” في عقيدة بنائه وعمله، مع دعم وتفعيل وحدة الاستطلاعات المخابراتية، التي تم إنشاؤها داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدد، لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن – تل أبيب في المنطقة، وخاصةً لجهة الداخل الأيراني المتماسك حتّى اللحظة، مع استنساخات أخرى من جماعة جند الله الأيرانية، للعمل في الداخل السوري والداخل اللبناني لا بل وفي دول أمريكا اللاتينية، وما زيارة رئيس البرلماني الفنزويلي خوان غويدو السريّة الى واشنطن، لكي يعد لمخطط الأنقلاب في كراكاس على الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، الاّ في سياقات العبث في حدائق اليانكي الأمريكي في ساحات ودول أمريكا اللاتينية، وما يجري أصلاً في فنزويلا هو انعكاس للصراع الروسي الأمريكي بكل بساطة، وأمريكا تقلق من تدخل الآخرين في انتخاباتها، بينما هي تحاول صنع مصير الشعوب، والتحذير الروسي لواشنطن وصل درجة التهديد، ان اعتدت عسكرياً وعملاً مخابراتيا قذراً في كاراكاس، وهذا الحسم الروسي مع استعدادا كاراكاس من المعوقات الهامة أمام عدوان أمريكي محتمل، مع فرملة الأندفاعة الأمريكية ازاء فنزويلا، فترامب المأزوم داخلياً، والمضطرب في سورية، والمرتبك في العراق، والقلق من ايران، يختار المواجهة مع نيكولاس مادورو في كاراكاس لترحيل مشاكله والهروب الى الأمام، والأخير أفرغ الحملة الأمريكية على بلاده تدريجياً، حيث رده كان مدروساً وليس انفعالياً، مما جعل العالم في مواقفه ينقسم نحوه: فنصف المعارضة في بلاده ضد خوان غويدو، والموقف الأوروبي جزء منه مع خوان غويدو، والقسم الآخر مع مادورو الرئيس الشرعي – موقف اليونان مهم والموقف الأهم هو المكسيك المؤيده لمادورو، فهذا الأنقسام الدولي أفشل خطط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عبر البيدق خوان غويدو.

انّ من أهداف دعم منظمة جند الله أيضاً، بجانب تقويض استقرار إيران الداخلي، واستيلاد نسخ منها لتعمل في ساحات ومناطق ودول أخرى لتأجيج الفتن والصراعات السنيّه الشيعيه، وفي بعض ساحات دول أسيا الوسطى والتي صارت في عمل وفكر مراكز الثنك تانك الأمريكية والغربية أسيا الكبرى، هناك هدف آخر يتموضع بضرب حركة التجارة الأيرانية مع الباكستان، عبر بحر العرب، ومن أجل أن تكون هذه المنظمة الإرهابية بمثابة، قاعدة عسكرية مخابراتية متقدمة، ذات أدوات شعبوية عميقة، لأي قوى عسكرية خارجية، في حال استهداف إيران الدولة الإسلامية الجارة، بسبب تداعيات برنامجها النووي والذي هو بمرحلة الأحتضار التطبيقي بعد انسحاب واشنطن منه، باستهداف مستمر لأيران ودورها الاستراتيجي، ومجالها الحيوي، وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، على أسيا الوسطى – القوقاز الجنوبي. ففي الوقت الذي تعيد واشنطن اعادة انتشار تواجدها العسكري بالمنطقة والذي قد يصل الى مرحلة شبه مغادرة للمنطقة، نتج عن ذلك فراغ سياسي واستراتيجي عميق، يحاول الروس ومن ورائهم الصينيين ملئه، فهي أي الرياض لم تحصد من الناحية العملية على أي ثمار سياسية ان في سورية وان في اليمن وان في لبنان وان في العراق وان في فلسطين المحتلة في رعاية المقدسات عبر العباءة الأمريكية والصهيونية(الرعاية هاشمية دينية وسياسية مهما كانت الضغوط أو التنازلات التي قد يقدمها البعض في الداخل الأردني، في لحظة الوهن الأنبطاحي وعلى قاعدة : لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)، كما لم تنجح الرياض في بتر أي من الأصابع أو الآيادي الأيرانية كما تراها هي، وأيضاً ان في ليبيا والتي ستكون نقطة انطلاق عسكري عميق للولايات المتحدة الأمريكية في صراعها مع الروس والصينيين، عبر ما ما يعلنه البنتاغون على لسان خبراء يتبعون له مثل: رودريغاز عن أدوار عسكرية لأفريكوم انطلاقاً من ليبيا لمدة خمس سنوات قادمة، بحجة محاربة داعش والأرهاب الذي صنعته في شمال أفريقيا، وفي مالي عبر التعاون مع الفرنسيين والبريطانيين والأيطاليين، ليجعلوا من مصر سورية ثانية، ومن أجل استهداف الجزائر ومحاصرتها بالدرجة الأولى لضرب خطوط العلاقات الجزائرية الروسية، والجزائرية الصينية، والجزائرية الأيرانية، حيث تتحدث المعلومات، أنّ العمل يجري على تغير للمشهد في الجزائر واعادته الى سيرته الأولى مطلع تسعينيات القرن الماضي، ليكون مشابهاً لما يجري في المشاهد السورية والليبية والعراقية واليمنية، ولكن ما يطمئن النفس أنّ وعي الشعب الجزائري وقيادته وتساوق وتماهي هذا الوعي، مع عمل دؤوب ومستمر لمجتمع المخابرات الجزائرية وتنسيقاته مع الحلفاء والأصدقاء، وخاصة مع الروس والصينيين والأيرانيين، سيحبط مخططات محور واشنطن تل أبيب، ومن ارتبط به من بعض العرب والغرب. وفي ظل ما أعلنه البنتاغون الأمريكي عبر قيادة قوّات أفريكوم، حيث يجيء هذا الكشف الأمريكي في ظل التوترات والأحتقانات الأيرانية السعودية على طول خطوط ومفاعيل وتفاعلات العلاقات الثنائية والأقليمية، وعلى وقع انجازات الجيش العربي السوري وتحرير الجنوب السوري والعمل جاري على فتح معابر أخرى مع الأردن غير نصيب، عن خطة خمسية لمحاربة داعش والأرهاب في شمال أفريقيا، ومع توالي الهجمات الإرهابية التي يتبناها تنظيم داعش في ليبيا ومالي، وبوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب المسلم في الصومال، بات التساؤل عن خلفيات هذه الهجمات وإمكانية وقوف جهات بعينها وراء هذه الأحداث من قبيل الهوس بنظرية المؤامرة، ونتساءل هنا تحديداً حول خلفيات الهجمات على فندق(راديسون بلو)بقلب العاصمة المالية باماكو في شباط 2016 م، خصوصا وأن ثلث الضحايا هم صينيون وروس ولهم مواقع حساسة داخل مؤسسات عملاقة وهنا العقدة في محاولة الفهم هذه. وبحسب المعلومات التي تم رصدها من قبل كاتب هذه السطور في عام 2016 م، فإن عدد القتلى من الصينيين بلغ ستة أشخاص أنذاك، من بينهم ثلاثة ينتمون لشركة “شاينارايل واي”، بالإضافة إلى القتلى الروس الذي يشتغلون في الشركة الروسية “Volga-Dnepr”، وهي شركة عملاقة متخصصة في النقل الجوي للمعدات الضخمة وحتى الأسلحة، وفي الواقع كما أحسب، أن الهجوم يأتي في سياق التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين، وهو ما يفتح الباب أمام تفسير الهجوم بكونه خطة مدروسة الملامح ورسالة واضحة المعالم لكل من روسيا والصين ازاء مالي وازاء الجزائر أيضاً، وتضيف المعلومات، أنّ المسؤولين الصينيين الذين قتلوا هم المدير العام لشركة(شاينارايل واي)والمدير المساعد له والمدير المسؤول عن غرب إفريقيا، وهؤلاء يعتبرون صلة الوصل بين الحكومة المالية والصينية في ما يتعلق بمشاريع البنيات التحتية، خصوصا مشروع تجهيز السكة الحديدية في مالي. في عام 2014 م قام الرئيس المالي بزيارة إلى الصين للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وعلى هامش هذا اللقاء وقَّع على العديد من الصفقات الضخمة مع الحكومة الصينية، أهمها مشروع تشييد السكة الحديدية بين باماكو والعاصمة الغينية بقيمة 8 مليارات دولار، وهو المشروع الذي تراهن عليه مالي حتى تتمكن من تصدير ثرواتها الطبيعية عبر ميناء غينيا، بالإضافة إلى مشروع آخر لتشييد سكة حديدية بين باماكو والعاصمة السنغالية داكار، تبلغ قيمة صفقته حوالي 1.5 مليار درهم. بالإضافة إلى هذين المشروعين البالغة قيمتهما حوالي 10 مليارات دولار، هناك مشاريع أخرى تشرف عليها الشركة الصينية نفسها تهم تشييد الطرق في شمال البلاد، وتشييد قنطرة في العاصمة باماكو، ليصل حجم الاستثمارات الصينية في مالي إلى 12 مليار دولار، الأمر الذي جعل من الصين المستثمر الأكثر هيمنة في مالي، وهو أمر لا يمكن أن ترضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وأعتقد أن قتل المسؤولين الصينيين لا يمكن أن يكون بريئا خصوصاً، وأنه يمكن اعتبارهم أهم ثلاثة أشخاص كانوا متواجدين في مالي خلال تلك الفترة. وبخصوص ما يتعلق بالقتلى الروس، البالغ عددهم ستة، فهم أيضا أطراف في الشركة الروسية “Volga-Dnepr”، التي تعتبر رائدة عالميا في مجال النقل الجوي للشحنات الكبيرة، حيت تقوم بنقل أجزاء الطائرات ومعدات البناء الكبيرة وحتى المروحيات، وكانت الشركة الروسية هي المكلفة بنقل معدات الشركة الصينية التي ستحتاجها في مشاريعها بمالي، وكانت بين الشركة الصينية والروسية شراكة على هذا الأساس، وهو ما يحمل أكثر من دلالة على أن العملية كانت من أجل ضرب الاستثمارات الروسية والصينية في البلد، تمهيداً لضرب الروسية نحدياً في الجزائر وكذلك الصينية. وتتحدث المعلومات أنّه ثمة شراكات تجمع بين الصين ومالي مؤخراً، من بينها أن الصين قدمت دعما لمالي قيمته 30 مليون دولار، وقرضا بدون فوائد قيمته 13 مليون دولار، بالإضافة إلى منحة لفائدة 6000 طالب مالي للتعلم في الصين خلال الفترة ما بين 2015 و2017، كما أعلنت الصين عن افتتاح مركز للتكوين في مجال الهندسة لفائدة الطلبة الماليين، إضافة إلى الصفقة التي حصلت عليها الصين لتشييد 24 ألف سكن اقتصادي بمالي. أمّا بالنسبة لروسيّا، فقد وقَّعت خلال السبع سنوات الماضية على صفقات أسلحة مع الحكومة المالية بأكثر من مليار ونصف من الدولارات الأمريكية، وعليه عبر الهجوم الذي تم على فندق راديسون بلو عام 2016 م ونتائج الهجوم، فانّ الأمر الأكيد أن روسيا والصين قد توصلتا الى النتيجة والرسالة الأمريكية والفرنسية، ليبقى السؤال هو حول الطريقة التي سيرد بها البلدان معاً، في ظل اعلان أفريكوم(القوّات الأمريكية في أفريقيا)لخطة خمسية من ليبيا بذريعة مقاتلة الأرهاب في شمال أفريقيا حيث المعني الجزائر ومالي وبجانبهما مصر وباقي دول المغرب العربي. وسيناريو العدوى الليبية، يتضمن نقل الصراع والقتال، إلى الجزائر، ثم إلى المغرب وموريتانيا، حيث هناك إسلام سياسي في ليبيا، جاء نتيجة وبسبب الإسلام السياسي الجزائري، الذي هو أشد تطرفاً بالأصل، وعبر استراتيجيات الأستدارة واشعال حروب مذهبية وطائفيه وأثنية، وجعل السعودية تستنهض القومية العربية السنيّة وبعض الشيعة العرب القوميون في مواجهة القوميّة الفارسية الشيعيّة، ومن شأن كل ذلك أن يغطي على المدى القصير على الأقل على مجمل منحنيات الوضع الداخلي المأزوم سياسيّاً واقتصاديّاً، وصراع داخل توليفة الحكم، وهروب الى الأمام نحو الكارثة بسبب المتاهة اليمنية، والاّ كيف يقرأ اعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن خصخصة عدد من المؤسسات الحكومية الأقتصادية السعودية الناجحة، وبعد أربع سنوات وأكثر من الحرب والعدوان على اليمن العربي الشقيق؟ فما أعلنه هذا الأمير الشاب المتحمّس من الجيل الثالث لتوليفة الحكم في السعودية، يثير مروحة واسعة بالمعنى العرضي والرأسي من التساؤلات، على أعتاب تغير اقتصادي يجعل أفواه البعض مفتوحة من وجل لقادم من الأيام والشهور والسنوات!. بجانب فشل الرياض في جلّ الساحات الساخنة والتي ذكرناها سابقاً، ثمة رأي عام دولي صار يذهب الى اتهام الرياض برعاية فكر اسلامي متطرف، انظروا الى الصحافة الأوروبية كيف تتحدث عن حواضن الأرهاب في الداخل السعودي، كل ذلك جعل الرياض ترى أنّها تردد شعاراتها من دون صدى أممي واقليمي. نجد أنّه ثمة تسارع انخفاض في أسعار النفط لاحقاً، تماماً كما حدث في بدايات عام 2016 م، حيث أفقد السعودية بعض أسلحتها الداخلية للحفاظ على تماسك حكمها، وهو المال وما أدراك ما المال، وهنا نتساءل السؤال التالي: قام الكونغرس باقرار قانون برفع حظر تصدير النفط الأمريكي للخارج في عهد ادارة أوباما وما زال جاري في عهد ترامب، بعبارة أخرى في حال بدأ العملاق الأمريكي بتصدير نفطه الى الخارج لاحقاً لأغراق السوق، كم سيصبح سعر برميل النفط أيتها الحكومة الأردنية مثلاً؟ ستصبح العربية السعودية أكبر مستهلك للنفط وأحد كبار المصدرين، من هنا نفهم ما أعلنه ولي العهد السعودي البدء بمشاريع الخصخصة لبعض القطاعات الحكومية السعودية الناجحة، لسد عجوزات الميزانيات القادمة، وقد تكون هذه مشورات أحد الأقتصاديين الأردنيين للرياض، والذي كان له دوراً واضحاً في خصخصة بعض المؤسسات الأقتصادية للدولة الأردنية اقتصادياً في مرحلة سابقة، وهو مقرب بعمق من العائلة المالكة السعودية، وتموضع في منصب الموفد الخاص للملك الأردني اليها – أقاله الملك منذ أشهر من منصبه. وصحيح أنّ الرياض في السابق استخدمت الفائض المالي النفطي الهائل لها في ترسيخ منظومة حكمها في الداخل عبر سلاح المال، ولكن مع تدني أسعار النفط لاحقاً(هندسات لسعر هذه السلعة الأستراتيجية وحسب مقتضيات الصراع الأممي)وتراجع العائدات، وتآكل المدخرات وارتفاع المديونية وبيع لبعض الأستثمارات السعودية في محفظة الأستثمار الخارجية للرياض، مع عجوزات هائلة في الميزانية، ظهرت الحاجة الملّحة لتوليفة الحكم السعودية لتعويض دور المال في تماسك منظومة الحكم، فتمّ دفع الرياض عبر الأمريكان بايعاز من بلدربيرغهم، بفخ جديد الى سلاح الفتنة المذهبية والتجييش الطائفي الأثني بأقصى درجاته، من حيث يعلموا أو لا يعلمون. وبالنتيجة هناك خياران لا ثالث لهما، أمام ما نصب وينصب من فخاخ أمام خطوط العلاقات الأيرانية السعودية، امّا الدخول في حروب مفتوحة سوف تتخذ طابعاً وجوديّاً، وستكون السعودية في مرمى الخصوم، حول نظام سياسي جديد وطريقة حكم ودستور سعودي جديد، وفي حالة الحرب سوف تتفكك المنطقة ككل، فالسعودية لديها وحديثاً صواريخ بالستية تطول العمق الأيراني، وايران لديها قوّة عسكرية صاروخية رهيبة وبحرية كبيرة، وصحيح انّ طيرانها قد يكون محدود بالنسبة للطيران السعودي الذي يملك أكثر من أربعمائة طائرة مقاتلة وهجومية، فهناك فائض قوّة في عدد الطائرات السعودية، فعلاً انّه توتر القرن الحادي والعشرين.

[email protected]

هاتف منزل \ عمان : 5674111 خلوي:0795615721

سما الروسان في 27 – 1 – 2019 م.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here