مَنْ يفقئ عين الأسد؟

حيدر حسين سويري

لنا مع الفيل حكايتان: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5){سورة الفيل})، تحكي السورة حكايتنا الاولى مع “أبرهة الحبشي” وأما حكايتنا الثانية فهي معركة القادسية مع الفرس الساسانيين، حيثَ فقئ المسلمون عين الفيل وطرحوه أرضاً؛ أما الأسد فلنا معهُ حكايتان أيضاً، فالاولى هي ما أرختهُ حضارة بابل، ومازال تمثالها شاهداً على الحدث، فهل نفقئ عين الأسد في حكايتنا الثانية؟

قاعدة عين الاسد) قاعدة القادسية سابقا) ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق بعد قاعدة بلد الجوية، وهي مقر قيادة الفرقة السابعة في الجيش العراقي تقع في ناحية البغدادي، محافظة الأنبار قرب نهر الفرات، بدأ ببنائها عام 1980 وأكتمل عام 1987 بواسطة إئتلاف ضم مجموعة من الشركات اليوغسلافية تتسع لـ 5000 عسكري مع المباني العسكرية اللازمة لإيوائهم مثل الملاجىء، المخازن المحصنة، ثكنات عسكرية وملاجىء محصنة للطائرات، بالإضافة إلى المرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية المفتوحة والمغلقة، ملاعب كرة قدم، سينما، مسجد، مدرسة إبتدائية وثانوية، مكتبة، مستشفى وعيادة طبية.

خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية آوت القاعدة ثلاث أسراب من الميغ- 21 اس و الميغ-25 اس، وكبقية القواعد الجوية العراقية تعرضت إلى غارات جوية مكثفة خلال حرب الخليج بإستخدام القنابل الموجهة بالليزر. أحتلتها القوات الأمريكية عام 2003 وأستخدمتها كقاعدة جوية ومركز رئيسي لنقل القوات والمؤن طوال فترة الوجود الأمريكي في العراق حتى شهر كانون الأول- ديسمبر 2011 حين تسلمتها القوات العراقية بصورة نهائية.

بدءً من نهاية عام 2014 ، كان هناك أكثر من 300 من أفراد الجيش الأميركي في عين الأسد. دورها الأساسي تدريب القوات العراقية على محاربة داعش حيث تبعد القاعدة بضع كيلومترات عن ناحية البغدادية التي سيطرة عليها داعش في اوائل العام2015 .

صرّحَ الرئيس الأمريكي ترامب وبكل وقاحة وتحدٍ أن قاعدة عين الأسد قاعدة أمريكية ثابتة، ليس ذلك فقط بل أن وجودها بسبب مشاكلهِ مع الجارة إيران! بالمقابل صَّرح الساسة العراقيون ضد هذا الكلام وأبدو إمتعاضهم منهُ، لكن هل يكفي الأمتعاض والشجب والإستنكار؟ ماذا سيفعل الساسة وترامب جادٌ بكلامهِ؟ ماذا لو أن الطرق الدبلوماسية لم تأتي أُكلها مع سياسة ترامب وتوجهاته؟

بقي شئ…

إذا كنتم عرباً ومسلمياً حقاً فعليكم بفقئ عين الأسد، وإلا فسيأكلكم الأسد رويداً رويداً.

…………………………………………………………………………………….

حيدر حسين سويري

كاتب وأديب وإعلامي

عضو المركز العراقي لحرية الإعلام

البريد الألكتروني:[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here