مطرب يصبح فقيرا مدقعا .. ورادود ملكا متوّجا !!

بقلم مهدي قاسم

أمامنا حالتان عراقيتان تعبران عن أغرب الأمور و أعجبها
شواذا

بل . أكثرها سوريالية ولا معقولية وحيرة و فصولا ظلامية
في العراق

بعد زحف أسراب الجراد الملتحية و قضمها لكل ما هو متحرك
أو جامد

من خيرات العراق و تخريب حاضرها و ربما مستقبلها أيضا

دون وجود أمل بأي إمكانية للتغيير على المدى القريب

فأمامنا ــ أدناه ــ نص رسالة استغاثة عندليب الجنوب

و المطرب العراقي صاحب صوت رخيم و ساحر حسين نعمة

الذي جسده بصوته الجميل و العذب التراث الغنائي الشعبي
الزاخر لأهل الجنوب

و الذي وصلت عنده الآن درجات اليأس و الإحباط

من تغيير وضعه نحو الأحسن إلى مداها الأقصى

خاصة بعدما حاربوه في الغناء الذي عدوه مستهجنا و حراما
!!

بذلك يكونوا قد قطعوا مصدر عيشه الوفير

كفنان محبوب و ذي شعبية واسعة ..

فها هو الآن يستغيث متوجها بندائه نحو أهل الخليج ليفتحوا
أمامه أحضانهم

و يوفروا له العيش الذي يليق به و بأبنائه الذين هم أيضا
بدون بدون أي أمل في التعيين أو العيش الكريم بالرغم من شهاداتهم الجامعية الراقية ..

فهل نقول عيب و ألف عيب ؟

لا .. سوف لن نقول ذلك ..

لأنها ستكون بلا معنى سيما عندما نخاطب ” بشرا ” بلغوا
من درجات انحطاط قيم ومبادئ أقصاها

فهم يفتقرون أصلا إلى فطرة الخجل و الحياء ..

فالذين هم بلا حياء أو شعور بالعيب و العار فلا جدوى من
القول لهم

ـــ : عيب .. و خزي .. وعار عليكم !..

ولكن في مقابل كل هذا يوجد رادود كانوا مجهولا في يوم من
الأيام ونعني باسم الكربلائي

وهو قد اعتنى في السنوات الأخيرة و أصبح ثريا حتى تمت
عملية تتوّجيه ملكا و كأنه من سلالة ملوك الغال الفرنسيين ..

طبعا هذه الإمكانية كانت متوفرة للفنان حسين نعمه بصوته
الآسر و الأخاذ العذب لو أراد أن يكون رادودا يبكي الناس و يجعلهم حزنى و مزاجهم معتكرا

حتى يكتسب أموالا كثيرة ويعيش عيشة الملوك

ولكنه لم يفعل ذلك ..

لأنه فضّل أن يبقى ذلك المطرب المحبوب في ذاكرة الناس

على أن يتحول إلى مهرج في فصول الفجيعة .

فيما يلي رسالة الفنان و المطرب حسين نعمة :

‫ذهلت وأنا أقرأ هذه الكلمات من فنان كبير مثل حسين نعمة، أنشرها وأنا كلي ندم، فهذا مستقبلنا كلنا إذا أطال الله بأعمارنا،…

Geplaatst door Hamed Almaliki op Dinsdag 5 februari 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here