ما هي أهداف امريكا وإيران في العراق؟

إيهاب المقبل

تتعدد النظريات المطروحة حول أهداف امريكا وإيران في العراق، ولكن يمكن اختصارها على النحو التالي:

– أهداف امريكا في العراق

1) عسكرية: إقامة قواعد عسكرية في العراق لحماية مصالحها الإستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط، والحفاظ على الجيش العراقي بنسخته الامريكية، ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة باستثناء إسرائيل، ومحاربة الجماعات الإسلامية المسلحة التي تتبع التفسير الحرفي للقرآن الكريم، وإحباط إقامة دولة إسلامية تحكم وفقًا للشريعة الإسلامية. النقطتان الأخيرتان تؤثران على المصالح الاستراتيجية الامريكية، ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضًا في القارات الامريكية والاوروبية والافريقية والاسيوية.

2) دينية: حاولَ الامريكيون في بدايات الغزو التبشير بالنصرانية، فلم يحققوا نجاحًا يُذكر، ولذلك يعملون اليوم على نشر الإلحاد عن طريق التشكيك والتشويه.

3) سياسية: تحويل العراق إلى مركز ديمقراطي في الشرق الأوسط، وتأمين الامدادات النفطية لحلفائها من بينهم إسرائيل.

ويعتقد الكثيرون ان امريكا غزت العراق من أجل سرقة النفط لنفسها. هذه الفرضية ليست صحيحة بالكامل، لان امريكا سمحت للحكومة العراقية المعاد تشكيلها بعد الغزو ببيع النفط بالأسعار المتاحة في السوق العالمية، ومن ثم شرائه بسعر السوق. فلو كانت الفرضية صحيحة بالكامل، لسرقت امريكا النفط العراقي، ورفضت دفع قيمته أو على الأقل انتزعت امتيازات كبيرة في شكل خصومات. وبدلاً من ذلك، غزت امريكا العراق، ومن ثم شرع الامريكيون في دفع نفس الثمن لبرميل النفط الذي كانوا يحصلون عليه قبل الغزو، وربما كانَ الثمن أعلى، لان غزو العراق عام 2003 تسبب في ارتفاع أسعار النفط في وقت لاحق بسبب زيادة الطلب من الاقتصادات النامية.

– أهداف إيران في العراق

1) سياسية: تلعب إيران سياسة ذات حدين في العراق. فمن ناحية تدعم إيران الميليشيات الشيعية مثل عصائب أهل الحق وحركة حزب الله النجباء كورقة تهديد للحكومة العراقية بإقامة دولة شيعية على حدودها في حال لم تستجيب الحكومة العراقية لطلباتها. ومن ناحية أخرى، تقوم إيران بتنمية العلاقات مع الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة كشريك إستراتيجي في المنطقة. والمقصود هنا بالحكومة العراقية التي يقودها الشيعة: حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فإيران تطالبهما بالتبعية المطلقة لولاية الفقيه لتضمن سيطرتها السياسية في العراق، ولاسيما جنوبه، وهذا بدوره يحول دون تحول العراق إلى مركز ديمقراطي في الشرق الأوسط، وهو مدين للمصالح الأمريكية، لان مثل هذا التحول يتقاطع مع مصالح ولاية الفقيه، ويحدّ من تأثيره، وهذا يُفسر مقولة الكاتب العراقي سجاد تقي كاظم: (الشيعة اسود على امريكا ونعامات امام ايران). وهذا لا يعني ان الديمقراطية الأمريكية أفضل من ولاية الفقيه الإيرانية، فالأولى ديمقراطية لصوص، والثانية ولاية فقيه مجنونة ضدّ المسلمين العرب.

2) تجارية: لدى إيران مصلحة تجارية في العراق، ليس فقط شراء رجال الأعمال الإيرانيين الممتلكات في جنوب العراق أو تصدير البضائع الإيرانية للعراق، ولكن أيضًا المشاركة في المخططات والمشاريع في قطاعات الطاقة والإسكان والصحة والنقل.

3) دينية: تستند ولاية الفقيه أساسًا على التبشير بالمذهب الجعفريَ الإثني عشريّ بنسخته الصفوية، ولهذا تدعم إيران وبوسائل متنوعة الرحلات الدينية إلى كربلاء والنجف باعتبارهما مركزًا للمؤسسة الدينية الشيعية. وبما ان الطائفية لا تبشّر بالدين، لهذا فان التبشير الشيعي الذي تقوم به إيران في المرحلة الراهنة هو محاولة لتوسيع دائرة النفوذ السياسية والتجارية.

http://a.up-00.com/2019/02/154979590511251.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here