ظلت مصر الدولة الأفريقية تدافع عن حقوق دول القارة السمراء وشعوبها تنادي بتلك الحقوق لاسيما حقوق التنمية لديها في كافة المحافل الدولية والمؤتمرات قاطبة، ولعل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة جمهورية مصر العربية زاد من هذا الاهتمام الأفريقي فالرئيس المصري يأخذ الدائرة الأفريقية في عمق إستراتيجية إدارة العلاقات الخارجية لمصر وبالتالي بات التواصل المصري على كافة المستويات وفي كل المجالات مع دول القارة الأفريقية احد أهم محددات السياسة الخارجية المصرية من اجل تحقيق المصالح المصرية الأفريقية ومن هذا المنطلق فان تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي يزيد من الصلاحية والقدرة نحو سعي الدولة المصرية في تحقيق المصالح المصرية ومصالح دول القارة وشعوبها فقد تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسمياً الدورة رقم 32 لمنظمة الاتحاد الأفريقي منذ عدة أيام لتتوج مصر رئيساً للاتحاد الأفريقي في عام 2019 حيث تم اختيارها من قبل رؤساء الدول والحكومات الأفريقية وتدخل مصر بأجندة تضم قضايا تريد العمل على حلها ولعل من أهمها القضايا الاقتصادية وعلى رأس تلك الأخيرة التنمية الاقتصادية لدول القارة وشعوبها مثل ضرورة تطوير البنية التحتية باعتبار دول القارة السمراء فيها تراجع في تطوير بنيتها التحتية وهو ما يؤثر على أوضاع التنمية الاقتصادية لديها وقلة الاستثمار الأجنبي داخلها وكذلك ضرورة تطوير الموصلات والاتصالات حتى يتم زيادة التجارة بين دول القارة وفتح أسواق افريقية لزيادة التبادل التجاري الأفريقي، وفي هذا الصدد تعمل مصر وهي رئيس الاتحاد الأفريقي على تقديم خبرتها وتجربتها في مجال الطرق والنقل بين دول القارة والمساهمة في تحقيق التنمية
المستدامة في دول قارة أفريقيا وتحقيق ما ورد في أجندة الاتحاد الأفريقي 2013-2063 والتي من ضمنها الإسراع نحو تنفيذ مبادرات النمو المستدامة في القارة، والتي تعتمد على خطة لاجوس ومعاهدة أبوجا وبرنامج الحد الأدنى من التكامل وبرنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا(PID) وبرنامج التنمية الزراعية الأفريقية الشامل (CAADP)، والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (NEPAD) وكذلك ضمن أهداف رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات داخل دول القارة السمراء وكذلك تضمن رئاسة مصر أهداف الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي وكذلك من ضمن الأهداف دعم الشباب الأفريقي ولعل مصر لها تجربة في مجال دعم الشباب وتدريبهم وفي هذا الصدد فقد تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب التي تقوم بدور فعال في تأهيل وتدريب الشباب وأهداف أخرى تسعى مصر لتحقيقها في ظل رئاسة الاتحاد الأفريقي من اجل تحقيق صالح شعوب ودول القارة الأفريقية.
بقلم:
محمد الفرماوي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط