د. الحسيني : إيران تستغل سنة بالعراق لشن حرب بالوكالة ضد أمريكا

د. الحسيني لـ”الوطن”: إيران تستغل سنة بالعراق لشن حرب بالوكالة ضد أمريكا
* ارتكاب ترامب لأخطاء أوباما يوجه أكبر ضربة للسياسة الأمريكية في المنطقة

* انسحاب واشنطن من سوريا لتقوية النفوذ الأمريكي ومواجهة طهران بالعراق

* ميليشيات إيران في العراق متورطة في عمليات فساد

وليد صبري

كشف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد د.محمد علي الحسيني عن أن “إيران تسعى لعقد صفقة مع قادة السنة في العراق من أجل التركيز على القوات الأمريكية، وخروجها من البلاد”، محذراً من أن “طهران تسعى لخوض حرب بالوكالة عبر سنة بالعراق ضد أمريكا”، مشيراً إلى ان “لقاءات سرية وعلنية جمعت طهران بقادة السنة في العراق، إلى جانب ما تسرب عن مصادر استخباراتية مطلعة من اجتماعات أخرى عقدت خلف الأبواب المغلقة بين ضباط من قوة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتنظيمات سنية تعادي الأمريكيين والإيرانيين على حد سواء، حيث يبدو أن الضباط الإيرانيين قد نجحوا في عقد صفقة معها بالتركـيز على القوات الأمريكية، مع الأخذ أيضاً بنظر الاعتبار معلومات مشابهة واردة من المنطقة الكـردية العراقية تؤكد التواصل مع تنظيمات أو شخصيات كـردية متطرفة لكـي تقوم بنفس الدور في توجيه ضربات للقوات الأمريكية”.

وأضاف د.الحسيني في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، أن “لإيران دور وتجربة سابقة بهذا الخصوص وعن طريق المكـون السني العراقي ذاته والذي كـان أكـبر عامل مساعد على التسريع في الانسحاب الأمريكـي من العراق عام 2011، ولكـننا نريد أن نشير الى أن هذه الإجابة الإيجابية قد لا تعني بالضرورة أن تنجح إيران من خلال حربها غير المباشرة هذه بإجبار القوات الأمريكـية على ترك العراق كـما تتمنى كـي تفرغ لها الساحة، بل إن ترامب الذي ترك سوريا للروس شريطة إخراج الإيرانيين منها، قد توجه للعراق من أجل تعزيز الدور والنفوذ الأمريكـي فيه والذي لا يمكـن أبدا مع وجود دور ونفوذ معادي له”.

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان انتقد في الوقت ذاته، “نفوذ الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق”، مشيراً إلى أن “هذه الميليشيات صارت تشكـل عبئاً وثقلاً على الشعب العراقي وحتى على الحكـومة العراقية”، محذراً من أن “تلك الميليشيات المسلحة التي تفخر بانتسابها لإيران تتصرف وكـأنها حكـومة موازية أو حتى دولة عميقة، إلى جانب أنها متورطة في عمليات الفساد في العراق وصارت طرفاً رئيسياً فيه”.

وأوضح أن “واشنطن تسعى بقوة لتحديد الدور والنفوذ الإيراني في العراق من خلال الميليشيات المسلحة الموالية لها”، لافتاً إلى أن “أكـثر ما يتم تداوله في الأوساط ليس السياسية العراقية فحسب بل وحتى الشعبية، هو إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حانقة على الفساد الكـبير المستشري في العراق وإن واحدا من أهم أهدافها في العراق هو تنظيفه من الفساد الذي كـما نعلم إن معظم القوى المقربة من إيران متورطة فيه، وقد لا ننتظر طويلاً حتى نرى أحداثاً وتطورات غير عادية على مسار المواجهة غير المباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين في العراق”.

وقال إن “استهداف رتل أمريكـي مشترك مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الكـردية قرب بلدة الشدادي في سوريا قبل فترة قصيرة، والتي هي ثاني عملية من نوعها، جاءت متزامنة مع مساعٍ إيرانية حميمة من أجل التواصل مع قوى سنية عراقية، لا سيما أن هذا التواصل وبهذه الصورة الملفتة للنظر، يأتي بعد فترة من التهميش الواضح للمكـون السني في العراق وحتى تجميد دوره إلى حد ما، وأن العودة إلى تفعيل دور هذا المكـون إيرانيا لا يمكـن أن يكـون حباً بهذا المكـون أو بادرة حسن نية من جانب الإيرانيين الذين عودونا على ألا يقدموا على أي عمل أو إجراء من دون مقابل”.

وذكر أن “الانسحاب الأمريكي من سوريا الذي أدخل البهجة لفترة بدت قصيرة في القلب الإيراني، سرعان ما بدأ القلق يزداد في طهران من جراء سحب القوات والمعدات الأمريكـية إلى العراق وتحديداً إلى مناطق سنية، وهذا التعزيز العسكـري الأمريكـي للقوات الأخرى المتواجدة له في العراق، يأتي أيضاً في وقت تتصاعد فيه دعوات متلاحقة من أجل إخراج القوات الأمريكـية من العراق ومعظم هذه الدعوات صادرة من جانب قوى وأطراف تابعة لإيران، بما يبدو أن الأمريكيين يردون وبصورة عملية على هذه الدعوات بنقيضها، وهو ما يرفع من سخونة المواجهة غير المباشرة بين الطرفين في العراق”.

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، أشار إلى أن “إيران التي تواجه ظروفاً أقل ما يقال عنها صعبة جداً وتحاصرها المشاكـل والأزمات بصورة غير مسبوقة، تجد هناك ضرورة ملحة وقصوى للاعتماد على المنفذ العراقي من أجل تخفيف ضغط العقوبات الأمريكـية خصوصاً وأن التلكـؤ والبطء الأوروبي في التحرك تجاه الأقدام على إجراءات تساعد على دعم الاقتصاد الإيراني، يجعل الإيرانيين يتشاءمون بالدور الأوروبي ولا يعولون عليه كـثيراً بل ولا يمنحونه الأولوية كـما فعلوا لحد الأيام الأخيرة، ولكـن القرار الأخير الذي أصدره الاتحاد الأوروبي بإدراج وزارة المخابرات الإيرانية ضمن قائمة الإرهاب قد دفعت إيران كـي تنظر بسخط وغضب إلى الدور الأوروبي والذي صارت تصفه بأنه مساير ومتناغم مع الدور الأمريكـي”.

وأوضح أنه “لا يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكـي تريد أن تعيد ارتكـاب الأخطاء التي ارتكـبتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ولا سيما من حيث إخلاء الساحة العراقية للإيرانيين، والتساهل في حالات خرق الإيرانيين، وعن طرق وكـلائهم في العراق للعقوبات الأمريكـية المفروضة على بلادهم، إذ يبدو إن إدارة ترامب حريصة بما فيه الكـفاية من أجل ذلك بل وإن إعادتها لارتكـاب أخطاء إدارة أوباما سوف يوجه أكـبر ضربة للسياسة الأمريكية ليس في العراق فقط بل وفي المنطقة، مع التأكيد على أن الأمريكيين عازمون على بقائهم وتقوية دورهم وتواجدهم في العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here