” نفاق ، نفاق، ليس سوي النفاق “*

عبد الصاحب الناصر

اصبحت سمة العصر السياسي ان ينتصر النفاق و ينتشر على مستوي عالمي ، نفاق يفضح نفسه بتناقض واضح متلبس بالكذب و التناقضات و بصلافة غطرسة القوة .

– يصادرون اموال الشعب الفنزولي وبنوكه و يسيطرون على تصدير نفطه ، ثم يتـظاهرون بارسال المساعدات الانسانيه تعاطفا مع الشعب ، اي تناقض هذا حينما تشترك به حتي تلك الحكومات التي تدعي الديمقراطية و حقوق الانسان ؟ .

– يعقد مؤتمر في وارشو للامن في الشرق الاوسط لا يشير لا من قريب او بعيد للاحتلال الصهيوني لفلسطين رغم كل القرارات الدولية و الاممية ثم يتفقون بتحويل الخطر الى التدخل الايراني دون اي اثبات .

– تتفق و تشترك ثم تتدخل دول اوربيه عسكريا بحلف لمحاربة الارهاب حينما يتهمون ايران بالارهاب المناطقي و يتناسون ارهاب الحادي عشر من ايلول سنة ٢٠٠١ و من قام به و لا يعتذرون عن احتلال العراق بحجة سلاح الدمار الشامل الذي لم يجدوا اي اثر له ، بينما ينتقدون من وقف مع العراق ضد ارهاب داعش و ضد من موله اي يتهمون من وقف معهم ( التحالف الدولي ) لمحاربة الارهاب ، ثم يتهمون ايران بالتدخل العسكري و مساعدة العراق في حربه على الارهاب .

– يتبجح منتشيا الرئيس الامريكي بانه انها و قضي علي الارهاب في العراق دون ذكر من حارب الارهاب اصلا كالشعب العراقي .

– فتحت كوبا لهم ابوابها زمن اوباما و اغلقها الجاهل ترمب و لا من يشير له بسؤوال :- لماذا تفتح لكم فنزويلا ابوابها و انتم من اغلقتم كل الابواب امام كوبا دون اي تعليل او تفسير ، فلماذا سيتعاون معكم الرئيس الفنزولي ؟ .

– يترأس الرئيس البولوني ” العنصري ” لوسك ،بحسب وصف الاتحاد الاوربي ” مع الرئيس المصري و الملك السعودي يترأسون موئتمر شرم الشيخ لأمن المنطقة بتعاون اوربا والعرب ولا يتساءلون وإن خجلا اقلها من اسرائيل بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني و لا من يشير الى الارهاب الإسرائيلي الاسبوعي منذ اشهر في فلسطين المحتلة في جمع الانتفاضة .

– هيجوا الشعب الكردي العراقي للانفصال ثم تركوه تحت سيطرة تركيا التي لا تعترف اصلا بوجود اكثر من خمسة وعشرون مليون كردي في تركيا و لا يسمح لهم بالتحدث بلغتهم الام .

– يأججون الحرب بين العراق و ايران ويدعون الوقوف مع العراق بينما يتعاونون مع ارباب المخدرات لتمويل السلاح الى البلدين في نفس الوقت ، كلنا يتذكر الظابط اوليفر نورث في قضيه ايران كونترا افير

– Aug 20, 1985 – Mar 4, 1987 -Iran–Contra affair

– مسكوا في امريكا موءخرا رجل مع سلاح فتاك تعدي السلاح الشخصي مع قائمة باسماء كبار الديمقراطيين في امريكا لاغتيالهم

Christopher Paul Hasson dreamed of killing ‘every last person’

و بول كرستوفر هذا هو متمرس و متعصب للنازيه الجديده و شملت قائمة المستهدفين حتى اعلاميين و ان كان بعضهم من الجمهوريين مثل جو سكاربرا وزميلته مكا على قناة CBS .

يمسك باضبارة القضية الفلسطينية – الإسرائيلية شخص من الصهاينة المتعصبين الامريكان الذي يوصف حسب الهلوسة الصيونية بما يدعي انه ضد “المسيح الكذاب” antichrist

– انه جراد وكشنر ابن المحكوم عليه بجرائم اختلاس و تحاشي تسديد الضرائب ، وهو من يورط الرئيس ترامب والد زوجته ايفانكا التي اتخذت الديانة اليهودية وهي من اصل كاثوليكي تشيكي ، هذا هو الشخص الذي يشير على الرئيس ترمب باتخاذ القرارات الخارجية مثل معادات الشعب الايراني و الفنزولي و اليمني .

بينما يصادق و يساند و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قطع جسد الصحفي السعودي خاشوقجي بالمنشار الكهربائي ، لم لا هنا تنقلب الانسانية الى ضرورة محاربة الشعب الايراني.

– اكثر الدول الديمقراطية الاوربية يدعون وقوفهم مع حقوق الشعب الفلصطيني لكن لم ينطق او يتفوه اي منهم بهذا الحق في مؤتمر وارشو بل جاؤوا الى شرم الشيخ ليحاربوا سوريا و ايران و اليمن .الا تقود السعودية الحرب الشعواء على الشعب اليمني ؟

– تكيل اكثر الصحف و قنوات التلفزه الامريكية ما معدله اثناعشر ساعة في اليوم ، ينتقدون رئيسهم ترامب و يسقطوه الي الحضيض بينما لا ينتقده نفس ذلك الاعلام عندما ارسل ترامب ٥٩ صاروخا على الشعب السوري دون اي اثبات او حجة وجود سلاح كيماوي ولم يذكروا او يتساءلوا ماذا عن عدم وجود هذا السلاح في العراق الامر الذي قاموا باحتلال البلد و قتل اكثر من نصف مليون انسان مسالم عراقي بحجة وجود السلاح الكيماوي ، الامر الذي لم تؤكده حتى المخابرات الامريكيه ال سي إي أي .

ما هذا العالم الذي يسيطر عليه ازلام اقل ما يوصفون به هو الكذب و النفاق و فقدان الضمير .

– اتهم الرئيس ترامب المانيا بهلوسته المعهودة ، ان المانيا تغرق السوق الامريكية بالسيارات الالمانيه “بي ام دبليو “. و الحقيقة هي ان لالمانيا اكبر مصنع للسيارات في العالم وهو في امريكا و الذي يصنع ويصدر تلك السيارات الى كل الامريكتين ، و لا يحاسبه او يعاتبه لغبائه اي اعلامي امريكا ” الديمقراطيون “على هذه الكذبة او الغباء او الادعاء المغالط حتى ضد حلفائهم في النيتو .

نعم نعم انه عصر النفاق و على نطاق شاسع لم يشهد العالم مثيله من قبل

لكن ديمقراطي اوربا و امريكا يجدون انفسهم بين فكي حوت ، بين العنف الوهابي و جهل امراء مملكة الشر و بين حاجتهم للنفط الذي تصدره السعودية

الذي يصل الى ١٤ مليون برميل يوميا و خوفهم من ان لا يقع بايدي السلفية الوهابية .و تعود اوربا و العالم الى عصر الظلام المقنن .

نعم انه نفاق ، نفاق، ليس سوي النفاق ، يقوده رئيس معتوه لا يجيد حتى الاملاء اللغوي و هو فاقد للذاكره فوقع قادة اوربا ( الديمقراطيون ) في نفس الكمين الذين نصبه لهم ترامب و امثاله .

( مصيدة الفوضى الخلاقه)

اعود اليوم الي المستقبل الذي يذكرنا بماضي مهزلة ان (امريكا تقود العالم الحر !).

ساسة و حكام و اعلام و ديمقراطي امريكا غسلوا اليوم وجوههم “ببول البعير” تيمننا بعلاقتهم بالمال و الجهل السعودي .لكنهم مازالو يتبجحون بالعدالة و الحرية و الديمقراطية ، على الرغم من عدائهم المتواصل يوميا لرئيسهم الكذاب والجاهل ترمب .

ربما هي ” صرعة” و إن مفلسه ، ان الاعلام الامريكي يوجه اعلامه، بالاخص الافلام عن اعمال المخابرات الامريكية في حربها على الشعوب ،

اخترت ثلاث افلام انتجت و وزعت في اعوام ٢٠١٧/١٨ ثلاث افلام تفضح التدخل السافر في مصير الشعوب

١- مثل توم كروز فلم (صناعه امريكيه )

American Made 2017

https://www.imdb.com/title/tt3532216/?ref_=nm_flmg_act_6

حين استغل و اجبر طيار مدني للعمل مع المخابرات الامريكية للاستفاده من خبرته في التهريب بطائرات صغيرة جهزوه بها للتعاون مع امبراطوري انتاج و صناعة المخدرات و توزيعها في امريكيا لتمويل تسليح صدام الطاغيه في حربه مع ايران و تسليح ايران في نفس الوقت ، كلنا نتذكر”انفضاح عمليه ا

Iran–Contra affair

” الضابط اوليفر نورث و محاكمته ثم ادانته سنة ١٩٩١

٢- فلم

The Mule ( 2018 )

https://www.imdb.com/title/tt7959026/?ref_=nv_sr_1

تمثيل جلن ايستودد و برادلي كوبر

تم القبض على رجل هرم يبلغ من العمر 90 عاما يعمل في مجال البستنة و “بطل” في الحرب الكورية ، حين قام بتوصيل ثلاثة ملايين دولار من الكوكايين عن طريق مدينه الينويز إلى اتحاد للمخدرات المكسيكي المتعاون مغ المخابرات الامريكيه .

٣- فلم

Vice – 2018

https://www.imdb.com/title/tt6266538/?ref_=nv_sr_1

قصة نائب الرئيس جورج دبليو بوش”ديك تشيني” ، وهو بيروقراطي متواضع من الوسط الاسفل في واشنطن ، يوم اصبح يتمتع بهدوء و بصلاحيات هائلة كنائب للرئيس جورج دبليو بوش ، و يعيد تشكيل البلاد والعالم بأساليب مخيفة لا نزال يشعر بها العالم اليوم.

و لا نعرف اذا كان انتاج هذه الافلام هي صحوة ضمير ام الاعتزاز بالاثم .

يتكرر دائما في امريكا ما قاله ترامب منذ سنوات و اعاده على التلفزيون عن ابنته ايفانكا و عن جمالها قال ،

(لو لم تكن ايفانكا ابنتي لعاشرتها)

* سمحت لنفسي معتذرا باستعارة بعض هموم الشاعر الكبير السياب فاتمنا و اتوخى ان اكون عند حسن ظنه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here