سليم العكيلي
لابد ان يعلم الانسان ويتعقل الامور وان لاينظر لكل من اتى بجديد او خالف دين الاباء والاجداد ،فقد اتى ببدعه او ضلالة او شبهة ، وان يجعل من تقسيم النسبة المؤية والاحتمال على الاقل بشكل متساوي الى ان تتضح الامور وتنكشف الحقائق والخفايا ، ولا يستعجل في صب غضبه وانتقامه وتكفيره على من خالف اواتى بجديد ، ولماذا لايجعل ويحتمل ايضا من ضجيج وصراخ وبكاء المعارض ، انه بغير حسن نيه ، بل هو صراخ وبكاء وضجيج المنفعة التي ربما تفقد او تضيع او تنتقل لغيره ، ولدينا من الشواهد التاريخية الكثيرة على ذلك ، فسيرة الرسل والانبياء والاولياء تنقل لنا ان اول المعارضين لهم ، هم اصحاب الواجهات والمصالح والمنافع الدنيوية ، وتجد ان قوتهم وسطوتهم وتسلطهم وسلاحهم هم السذج من الناس ، الذين لايعون مايفعلون ، واصبحوا ادوات واسلحة وحطب جهنم بايديهم ، وهذا نفسه مايجري ويحدث في هذه الايام ، ونفس الشيء سيجري ويحدث زمن ظهور الامام المهدي (عليه السلام) ، وان ما يجري اليوم من تشديد وتعصب وتصعيد بشكل غريب وعجيب على اداء (الطور المهدوي الاسلامي) واستخدامه في الشعائر الحسينه ، لهو امر يثير الشك والضنون ، ويبعث في النفس الى ان هناك مؤامرة كبيرة وخطيرة تحاك ضد طائفة معينة من الناس يراد القضاء عليها ، مع العلم ان كل من اعترض وصرخ ونادى بالحفاظ على الشعائر الحسينية لم يأتي بأي دليل او برهان يثبت فيه احقية اعتراضه ، ونرى ايضا ان طريقة الخطاب الملقى هي طريقة تحريضية اكثر مما هي نصيحة وتوجيه ، مع العلم ان هناك امور اخطر قد انتشرت في المجتمع الاسلامي وذاب معها الكثير من الشباب والاشبال والرجال والنساء ، ولم نرَ ذلك التشديد الخطابي ولا التهديد والوعيد كما يحصل مع من يلطم بهذه الاطوار ، رغم ان تلك القضايا الخطرة من انتشارالبارات والمخدرات والخليعة والميوعة والمثلية وغيرها ، لم تلاقِ مثل هكذا هجمة شعواء ، ومن جانب اخر ان من يطلع على السير العملية لمرجعية السيد الصرخي الحسني واتباعة ، يجدها مرجعية قد نذرت نفسها من اجل العراق واهل العراق ، وبيانات واستفتاءات وخطب ومحاضرات تشهد لذلك ، وما مر على الشهيدين الصدرين (قدس الله سرهم) تجربة لانريدها ان تتكرر ، فلاتجعلوا من نعيق وضجيج ونباح بعض من ارتدى العمامة وتسلح بزيها ومظهرها الخارجي ، ان يجعل منكم اداة وسلاحا يحارب به المصلحين ، ويفرق به بينكم وبين اخوانكم المؤمنين ،باسم الدين والحسين والشريعة ، فالحسين (عليه السلام) قتل بنفس الشعار وبنفس الفتاوى وبنفس المنتفعين ، فتحرروا كما تحرر الحر من قبضة الفاسقين بعد ان حكم عقله ، واصغى لنداء ضميره .
مشروعية الراب المهدوي الإسلامي || السيد عباس السبتي ||
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط