المرأة انسانة واي وصف آخر اساءة

المعروف ان الانسان سيد هذا الوجود وكل ما هو موجود فيه من اجله وفي خدمته والمقصود بالانسان يعني المرأة والرجل فوجودهما يعني وجود الانسان وجود الحياة من الخطأ بل الخطيئة عندما نفضل احدهما على الآخر فلا وجود لاحدهما دون الآخر وما العبارات التي نسمعها من البعض مثل وراء كل عظيم امرأة انها صانعة الرجال المرأة جوهرة وردة ذهب المرأة هي الاصل هي كل شي وغيرها من عبارات المدح والتمجيد ما هي الا وسيلة من الوسائل التي تحتقر المرأة وتهينها وتقلل من شأنها وتحاول عزلها ونزع انسانيتها وتحويلها الى سلعة مثل المال السيارة البيت ليس الا

فالامام علي له قول من اروع الاقوال قيمة المرء ما يحسنه اي ما يقوم به ما يقدمه من خير للحياة والانسان من هذا يمكننا القول ان العلم والعمل هما الذان يصنعان الانسان وهما اللذان يمنحان الانسان انسانيته لان العلم والعمل هما اللذان يمنحان العقل النضوج والحكمة

ان سيطرت الرجل على المرأة وفرض ذكوريته قوته عليها جاء نتيجة لرغبة الرجل بل جاءت نتيجة للظروف التي يعيشها الانسان وقانون القوة من يملك القوة الجسدية يملك السيطرة والنفوذ وهذه الحالة موجودة منذ البدء وحتى عصرنا وبما ان حالة المرأة الجسدية التي اقل قوة من الحالة الجسدية التي يتصف بها الرجل كما حالة الحمل والولادة التي تتميز بها المرأة جعلها تحتاج الى من يحميها من يدافع عنها ومن هنا بدأت سيطرت الرجل على المرأة وبدأت هذه السيطرة تتطور وتأخذ ابعادها حسب تطور المجتمع حتى وصل الانسان الى هذه المرحلة

بعد ان اكتشف الانسان الزراعة وبعض الحرف البسيطة بدأت المرأة تشارك بها واخذت مشاركة المرأة تزداد وتتسع في بناء الحياة وسعادة الانسان كلما بدأ العمل يعتمد على العقل ويقل اعتماده على القوة الجسدية

فبعد الثورة العلمية والتكنولوجية والتقنية في الحياة ازداد وكبر دور المرأة في العلم العمل واثبتت انها لا تقل مساهمة في بناء الحياة عن مساهمة الرجل وان عقلها مساويا لعقل الرجل في العمل والابداع ولها القدرة على العمل في كل المجالات حتى في الحروب لان العقل هو المحرك لكل هذه الاعمال وهكذا يزداد دورها بمرور الزمن كلما تطورت الثورة العلمية والتقنية والتكنولوجية اي كلما كان العمل يعتمد على العقل وليس على القوة الجسدية

المعروف جيدا ان الحياة تبنى تدرجيا وتطورها يحدث على شكل مراحل كما ينموا الجنين او كما نبني بناية من الجهل القفز او حرق المراحل قد لا اشكك في نواياهم ولكني اقر بجهلهم وقلة معرفتهم فهؤلاء سيقومون بفرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة على الآخرين مما يؤدي الى خلق الصراعات المختلفة كما حدث في كل البلدان التي حكمها الراي الواحد والحزب الواحد والحاكم الواحد

اعتقد ان الاسلام قبل اكثر من 1450 عام فتح باب الحرية امام المرأة ودفعها خطو ة بل خطوات كبيرة الى الامام ورفعها درجة عالية لكنه لم يقفز على الواقع بل سايره بعض الشي حتى يتغير تدريجيا فهو لم يحارب الرق لان المجتمعات كلها تدين وتتعامل به لكنه فتح المجال على انهائه كما انه لم يحرم تعدد الزوجات لكنه حدده وشرط شرط العدالة واذا لم تتوفر العدالة فالزواج باطل

كما ان الاسلام اعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة و اعتبر المراة مسئولة عن تصرفاتها سواء كانت سيئة او حسنة عن سلبياتها وايجابياتها كما الرجل مسئول عن تصرفاته وتحاسب امام الله يوم القيامة كما تحاسب في الدنيا امام القانون والشرع فعقوبة السرقة والزنا والكذب والخيانة واحدة للرجل والمرأة على حد سواء وهذا يعني ان المرأة حرة كما الرجل حر ولو لم تكن حرة من الظلم ان تحاسب وتعاقب على فعل او تصرف لا تملك ارادة حرة فيه

ربما هناك من يقول لكن هذا لم يحدث في تاريخ الاسلام بل حدث خلاف ذلك واقول نعم فالسبب في ذلك يرجع الى ان العرب لم يرتفعوا الى مستوى الاسلام بل انزلوا الاسلام الى مستواهم وفق الاعراف العشائرية البدوية المخالفة للاسلام والمتضادة مع قيمه الانسانية السامية هذه هي ماسات ومصيبة الاسلام انه ابتلى بالاعراب المنافقين الفاسدين

لهذا ادعوا كل من يدافع عن حرية المرأة وحقوقها وخاصة في المنطقة العربية والاسلامية من شخصيات ومن منظمات نسوية ان تنطلق من الواقع الذي تعيشه المرأة ان تنزل الى المرأة الامية في الريف في الصحراء في الجبل هذا من جهة ومن جهة اخرى ان تنطلق من تراثها وقيمها الايجابي وعليها ان تكون حذرة من الاصطدام بثوابتها

وبما ان الدين الاسلامي هو السائد عليها ان تنطلق من النقاط المضيئة والايجابية في الاسلام وفي المقدمة تشجيع وحث المرأة على العلم والعمل واعتقد ان الاسلام كثير ما يحث ويحرض المسلم سواء كان رجل او امراة على العلم والعمل وهناك صور عديدة وكثيرة يمكن تقديمها للمرأة

لا شك ان العلم والعمل سيعيدان للمرأة انسانيتها وثقتها بنفسها والاعتزاز بكرامتها الوسيلة الوحيدة لتحريرها من كل القيود والاغلال التي قيدتها خلال مسيرة الحياة التي كانت الغلبة للقوة وليس للعقل لهذا على المنظمات النسائية وكل من يدعوا الى حرية المراة وحقوقها ان تستخدمها وتنزل الى المرأة وتدفعها بقوة الى العلم والعمل بتحدي وقوة متحدية كل العراقيل والعثرات مهما كانت

كما على المنظمات النسوية ان تكون مستقلة غير خاضعة لحزب او لجهة سياسية مهما كانت كما على المراة ان ترفض ما تسمى الكوتا لانها تقتصر على زوجات وبنات وعشيقات المسئولين ولا يمثلن المرأة بل يمثلن من اختارهن ومهمتهن في البرلمان هي خدمة مصالح الذي اختارهن العامة والخاصة

ففي البرلمان العراقي اكثر من 83 امراة ماذا فعلن للمرأة العراقية انهن مجرد ديكور لتجميل البرلمان ليس الا ليس لديهن خطة واحدة برنامج واحد لتطوير وضع المراة والتخفيف من معاناتها شغلهن الشاغل الملابس المثيرة والسفرات والحفلات

لو انطلقن من مصلحة المرأة من معانات المرأة العراقية المظلومة المحرومة في الريف في الجبل في الصحراء لتمكن من صنع الكثير الكثير في صالح المرأة لكنهن لم ينطلقن من مصلحة المرأة لان كل مجموعة من النائبات يعملن لخدمة رئيس الكتلة وقيادتها

لهذا يتطلب منهن تشكيل كتلة واحدة في البرلمان غير مرتبطة او خاضعة لاي شخص لاي كتلة سياسية ويضعن خطة واحدة وبرنامج واحد الغاية منه رفع مستوى المرأة ودفعها للعلم والعمل وعدم الاهتمام بالامور الشكلية التي لا قيمة لها لان المرأة اذا تعلمت وعملت تسقط تلقائيا تلك الامور الشكلية وتتلاشى

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here