الراب الإسلامي ليس للرقص والغناء هو مشروع تقوى و فكر و أخلاق

تظهر بين الحين و الآخر بعض الأقاويل المنحرفة عن جادة الصواب فتخرج كل يوم ومن على منابر الفتنة و الطائفية المقيتة و السب الفاحش وهي تردد كالببغاوات نفس الشعارات المفتقرة للحجة الدامغة، بالأمس قالوا أن شعائر الدين من الخطوط الحمراء لأنها تنبع من رسالة السماء وقد اتخذوا من القران الكريم كدليل لهم على صدق ما يذهبون إليه وتحديداً قوله – تعالى – ( ومَنْ يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) ونحن لا نعترض على ذلك و نعتقد بما تشير إليه هذه الآية الكريمة نعم الشعائر الحسينية هي من أساسيات شعائر الدين المتعددة و إحداها هذه الطقوس وما تلتزم من قيم و مبادئ تدعو لها رسالات الأنبياء ( عليهم السلام ) وفي مختلف العصور، لكن يا تُرى حينما نطيل النظر بما تتضمنه تلك أقاويل فإنها على يقين صادق أنها لا تمت للحقيقة بأية صلة، و تُقف ضد كل مشروع إصلاحي شبابي يحمل مضامين رسالة شعائر الدين السماوية، أليس من شعائر الدين احترام المقابل حتى و إن كان فكره يتقاطع مع ما نعتقد به نحن فالاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ؟ ثم أليس من شعائر الدين وجود المناظرات العلمية و المطارحات الفكرية القائمة على الحجة و البرهان الساطع ؟ ثم أليس من شعائر الدين حديث رسولنا الكريم القائل : ( إذا كثرة البدع في أمتي فعلى العالم أن يُظهر علمه فإنْ لم يفعل فعليه لعنة الله و رسوله و ملائكته و الناس أجمعين )؟ ثم أليس من شعائر الدين أن نكون زيناً و دعاة أخلاق كريمة صامتين ؟ أليس من شعائر الدين عدم السب و الطعن و القذف بالكلام البذيء و العبارات الجارحة و الألفاظ المُخدشة للحياء ؟ أليس من شعائر الدين الإصلاح و إنقاذ الأمة و رعاية حقوق الأفراد ؟ فالعقل يدعو إلى التقدم و التطور و الازدهار و مواكبة كل جديد يطرأ على الساحة و يصب في تقدم عجلة المجتمع إلى الأمام وبما يُحقق له الارتقاء بواقعه نحو تحقيق رضا الله – تعالى- و نيل سعادة الدارين و جنة النعيم، فكلنا يعرف أن القنبلة النووية مدمرة و ذات أثر كبير سواء على حياة الإنسان و الأرض و الحيوان و النبات و لنا فيما جرى على اليابان خير شاهد على الدمار التي تُحدثه هذا السلاح الفتاك لكن نرى أن العديد من دول العالم المتقدمة قد استخدمته للأغراض السلمية و من المواد الأساسية في صناعة الطاقة المتعددة المصادر من هنا نستطيع الرد على هذه الأقاويل و أصحابها من المعممين الذين يعترضون على الراب فنقول لهم ليس كل شيء حرام مالم تقوم عليه حجة أو برهان دامغ فلا يمكن النظر للراب الإسلامي من زاوية ضيقة على أنه سخرته الأقلام الرخيصة كوسيلة من وسائل الغناء الفاحش و كسب الأموال و فساد الأخلاق و المجتمع لا بل يمكن جعله في خدمة الدين و البشرية جمعاء وكما نراه اليوم فيما يُطرح من قيم إنسانية نبيلة و مبادئ إسلامية شريفة و شعارات الإصلاح الشبابي الصادقة و دعوات للوسطية و الاعتدال فضلاً عن أجواءها التي تدعو إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة و إقامة العبادة الخالصة لله – سبحانه – و تقوية أواصر التسامح و المحبة و الوئام و الوحدة الأخوية بين المسلمين، فالراب الإسلامي مشروع فكر و تقوى و إصلاح شامل و ليس للرقص و الغناء و جني السحت و الحرام .

راب مهدوي اسلامي ||لا خمور ولا هروين ||الشبل أحمد العراقي ||كلمات:السيد عباس السبتيhttps://youtu.be/aNMMyko9JJc

Geplaatst door ‎المركز الاعلامي – اعلام الديوانية‎ op Dinsdag 5 maart 2019

بقلم احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here