العدس وسيكارة حشيش ورقصة تانغو أرجنتينية

حسن الخفاجي

[email protected]

سكنت في العقبة بالأردن ثلاث سنوات، تعرفت هناك عن عائلة كريمة تسمى (ابو العدس)، وهم من كبار تجار الخضار وممولي البواخر بالمواد الغذائية. سألت رب الأسرة عن سر التسمية فقال: (جاء جدنا نازحا من فلسطين في العام ٤٨. سكن في العقبة وامتهن بيع العدس بعربة، وسع والدي عمله ليشمل البقوليات، واشترينا محلات وتبدلت تجارتنا، لكن الناس لا يعرفوننا الا ولقب ابو العدس حاضرا

السيد عادل عبد المهدي اقترن اسمه سابقا بجريمة مصرف الزويه وهو بريء منها، قبل ان ينسى العراقيون ( عادل زويه) أضافوا الى اسمه لقبا اخر ( عادل عدس) قبل ان يحصل العراقيون على حصتهم من العدس، فجر السيد عبد المهدي قنبلة، حين قال المخدرات تأتينا من الارجنتين.
حتى التبرير الاخير لقصة الارجنتين من انه كان يقصد الكوكايين، فان التبرير ضعيفا، لان الارجنتين ليست بلد تصنيع او تهريب للكوكايين. كولومبيا هي البلد الاول بالعالم في زراعة وتصنيع وتهريب الكوكايين.
مشكلة رؤساء وزراء العراق بعد إطاحة صدام تكمن في عدم اعتمادهم على مستشارين مختصين، وجعل المناصب المحيطة برئيس الوزراء مزرعة عائلية او حزبية حصادها للأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف، ممن لا يعرفون غير التسبيح والتزلف لمعاليه.
قبل ان يكمل عامه الاول اخذ السيد عبد المهدي العراقيين الى مسارح الكوميديا ليقدم لهم وجبة ضحك وسخرية مع شوربة العدس وسيكارة حشيش وشمة كوكايين ورقصة تانغو أرجنتينية ، تجعل العراقي يشتم صدام، ويلعن البكر وعبد السلام عارف، ويفكر بأيام عبد الرحمن عارف، ويترحم على عبد الكريم قاسم، ويتذكر العهد الملكي والمغفور لهم بأذن الله فيصل الاول وغازي وفيصل الثاني، لانهم جميعا يعرفون ان الارجنتين تجاور البرازيل وبيننا وبينهم بحار ومحيطات والمخدرات ليست لها اجنحة ولا تجيد السباحة.

عائلة (ابو العدس) تبدلت تجارتهم وظلت ماركتهم المسجلة كما هي (ابو العدس). نأمل ان تنتهي ولاية السيد المهدي ويبقى العدس وحيدا في سوق القابه، لو عمد الى اختيار مستشارين اكفاء، وان يصار الى تصحيح الخرائط في رئاسة الوزراء، علما ان خرائط العراق رسمت بزمن كان فيه والده المرحوم عبد المهدي المنتفجي وزيرا للمعارف، وظلت الخرائط كما هي باستثناء أراضي وشواطئ خسرها العراق بزمن حكم (عز العرب) صدام
اعذروني لقد شممت رائحة دخان الارجنتين عن بعد وجاء هذا المقال
(الكذب بلا ارجل وللفضيحة اجنحة)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here