كيف انتقم حزب سويدي من سكان قرية بعد خسارته في الإنتخابات؟!

إيهاب المقبل
 
حصلَ الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نحو ١٥% من الأصوات في قرية أوستيرفيرنيبو بمدينة ساندفيكن في مقاطعة يافله بوري وسط السويد، وذلك في انتخابات عام ٢٠١٨. بينما حصلَ حزب الوسط من أصوات القرية على نحو ٣٣%، وديمقراطيو السويد على نحو ١٨%، والمحافظين على نحو ١٦%. وبذلك يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي الخاسر الأكبر في انتخابات القرية بجانب احزاب اخرى مثل حزب اليسار والبيئة. ولكن بما ان القرية تتبع مدينة، والمدينة انتصرَ فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبذلك يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم للقرية. 
 
وسرعان ما استلم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مقاليد حكم بلدية ساندفيكن أصدرَ قرارًا صدمَ سكان قرية أوستيرفيرنيبو، وهو إغلاق المدرسة الابتدائية الوحيدة في القرية، مما اعتبره سكان القرية عقابًا لهم لعدم تصويتهم للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وقد صوت الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار لصالح القرار، بينما رفضه الاحزاب الاخرى بفارق خمسة أصوات. وبذلك سيتم اغلاق المدرسة الابتدائية الوحيدة في قرية أوستيرفيرنيبو خلال الصيف القادم. 
 
ولتجنب نقل الطلاب في رحلات مدرسية طويلة إلى مدينة ساندفيكن، يعمل الاباء حاليًا على نقل ابنائهم إلى حدود أفيستا، وهي بلدية حدودها مجاورة إلى قرية أوستيرفيرنيبو، في محاولة منهم لانقاذ ابنائهم عبر إيجاد اليهم مقاعد دراسية قريبة من قريتهم قبل تنفيذ قرار إغلاق مدرستهم، حيث ان قرار الإغلاق يؤثر كثيرًا على إقتصاد الأسر ويتطلب كذلك الكثير من التخطيط والجهد والمتابعة لنقل ابنائهم. وهل توقفت المشكلة إلى هذا الحد؟
 
اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي كذلك بهدم جميع المدارس الابتدائية، وعددها ستة مدارس، في مدينة ساندفيكن، وبناء بدلًا منها مدرسة او مدرستين كبيرتين بهدف تقليل التهميش بجانب إستقطاب معلمين مؤهلين يغطون جميع الفصول الدراسية لتحقيق التكافوء والعدالة في نتائج الطلاب كما يزعم الحزب. 
 
ولكن المشكلة الحقيقية تتمثل بان بلدية ساندفيكن تعاني من عجز مالي يبلغ نحو ٣٠٠ مليون كرون سويدي، مما يجعلها في المرتبة الثالثة ضمن قائمة البلديات التي تعاني من عجز مالي. ومقترح هدم المدارس الستة، وربما كذلك قرار إغلاق مدرسة قرية أوستيرفيرنيبو، وبناء بدلًا منها مدرسة أو مدرستين جديدتين يراد منه تقليل نفقات المدارس وطاقم التعليم في البلدية. والدليل على ذلك ان فريق (ايك) التابع لمدينة ساندفيكن يواجه اليوم أيضًا قرارًا بإنهاء جميع عقود اللاعبين بعد نهاية الموسم الحالي بسبب العجز المالي، مما دفع الاخرين للإقتراح إلى جعل عقود عمل اللاعبين بنسبة ٥٠% بدلًا من عقود العمل بنسبة ١٠٠%. 
 
المصادر:
 
 
 
 
 
 
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here