من حق المواطنين معرفة اين تذهب ايرادات الدولة

هذا ما دعا اليه السيد حيدر العبادي طالبا من حكومة السيد عادل عبد المهدي الى الأخذ به من حق المواطنين العراقيين معرفة ايرادات الدولة بكل انواعها اينما كانت ومهما كانت وما هي كمياتها وما هي مبالغها المالية وبالدينار العراقي واين ذهبت واين صرفت بشكل دقيق وواضح و اعتبر تنفيذ وتطبيق ذلك من اهم الوسائل لحل ثلاثة ارباع مشاكل العراق

ونحن نؤكد للسيد حيدر العبادي اذا الطبقة السياسية الحكومة التزمت وتمسكت وطبقت ما دعيت اليه لا تحل ثلاثة ارباع المشاكل بل ستحل كل مشاكل العراق لاننا لو نظرنا نظرة موضوعية وبدقة لا تضح لنا كل مشاكلنا هي مالية اقتصادية هي الاستحواذ على الهبرة الاكبر من ثروة العراق التي اطلق عليها الساسة في العراق اسم الكعكة لا دين ولا طائفة ولا قومية ولا اي شي آخر واذا سمعنا هذه العبارات من الطبقة المتنفذة الحكومة هي مجرد اضاليل لتغطية حقيقتهم ووسيلة تساعدهم في خداع الناس ومن ثم سرقة اموالهم أتعابهم وحتى ارواحهم وهذه طبيعة كل المسئولين الحكومات التي جاءت بعد تحرير العراق في 2003 وحتى الآن

والله لو استخدمت هذه الثروة بالعدل والصدق ووقعت بيد اهل شرف وخلق وكرامة لعبدت شوارع العراق بالذهب وليس بالأسفلت وبنت للعراقيين بيوتا من الجواهر والزمرد بيوت راقية ووفرت لهم افضل الخدمات في كل المجالات التي لا مثيل لها في ارقى دول العالم لكن استولى عليها ذئاب مفترسة جائعة ولصوص محترفة لا هدف لهم الا سرقة ثروة العراقيين من خلال الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا كل واحد منهم يريد الهبرة الاكبر رواتب وامتيازات ومكاسب لا مثيل لها ولا شبيه يدخل حافيا جائعا لا يملك بيتا ولا مالا ويخرج من اصحاب العقارات والارصدة في داخل العراق وخارجه في الوقت نفسه نرى العراقيين في حالة يرثى لها يعانون الجوع والمرض والفقر والحرمان والبطالة الا من ارتبط باحد عناصر الحكومة بأحد عناصر الطبقة السياسية

لم يكتفوا بتضليل العراقيين وخداعهم بل اشعلوا نيران الفتن العشائرية والطائفية والدينية وحتى المناطقية رغم انهم لا يعترفون بكل تلك المسميات ولا يقرون بها بل انهم على أستعداد لسحقها بأحذيتهم اذا تعرضت مصالحهم الخاصة لاي خطر لاي ضرر وهكذا تمكنوا هؤلاء اللصوص القتلة بهذه الاكاذيب والافتراءات من تحقيق مآربهم الخبيثة واهدافهم الشريرة بأسم العشيرة والطائفة والدين والمنطقة من اشعال الحرب الاهلية بين العراقيين وكان وقودها العراقيين الابرياء الذين لا يريدون شي سوى السلام والأمان والحياة الكريمة

لهذا منعوا عن المواطنين اي معلومة عن الايرادات العراقية التي كانت ايرادات لا حدود لها تعادل ميزانيات عشر دول كلها ذهبت في جيوب عناصر الحكومة والطبقة السياسية فما تحصل عليه عناصر الطبقة السياسية من رواتب وامتيازات ومكاسب وما يحصل عليه العناصر المرتبطة بكل عنصر من عناصر الطبقة السياسة من رشاوى واستغلال نفوذ وسرقة ومشاريع وهمية وتزوير واحتيال والاشراف على شبكات المتاجرة بالمخدرات والدعارة لان عنصر حماية المسئول ابناء المسئول عائلة المسئول اقارب المسئول لهم صلاحيات نفس صلاحية المسئول ان لم اقل انها اكثر من صلاحية المسئول لان هؤلاء هم الذين ينفذون كل مشاريع المسئول وتحقيق كل رغباته ومشاريعه الفاسدة من خلال قربهم من الجماهير لهذا اتسعت شبكات السرقة والتزوير والمتاجرة بتجارة المخدرات وتجارة بيع النساء وسرقة الاطفال والارهاب في كل المجالات من القمة الى القاعدة وانتشر الفساد وسيطر الفاسدون واصبح لهم القوة والنفوذ وهم الآمرون الناهون في البلد واصبح لا مكان للشريف في الدولة اما ان يقدم استقالته او يسير في طريق الفساد او يقتل او يسجن او يطرد

لكننا نسأل السيد حيدر العبادي لماذا لم تطبق هذه الحقيقة هذه الفكرة عندما كنت رئيسا للحكومة التي استمرت أربع سنوات كما كنت قبلها وزيرا للمالية هل تعلم لو امرت بتنفيذها عندما كنت وزيرا للمالية او رئيسا للوزراء لجنبت العراقيين الكثير من النكبات والمصائب التي حلت بالعراقيين مثل غزو داعش وجريمة سبايكر ونشر الفساد وسوء الخدمات

ومع ذلك نتمنى ان تكون دعوتك هذه صادقة مخلصة وتسعى بقوة لتطبيقها وتنفيذها وبتحدي ومهما كانت التضحيات لا نريدها مجرد كلام الهدف منه المزايدة والمتاجرة للحصول على مكاسب خاصة

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here