(من ثمارهم وآثارهم تعرفونهم) قاعدة علماء الامامية لتحديد الاجتهاد والأعلمية.

بقلم: محمد جابر

سُئِلَ أعرابي، كيفَ عرفتَ الله؟.

فقال : « البَعَرَةُ تَدُلُّ على البعير، والأَثَرُ يَدُلُّ على المَسير، فَسماءٌ ذاتُ أبراج، وأرضٌ ذاتُ فِجاج، أفلا تَدلُّ على العَلّي الخَبير؟!».

لقد باتت هذه الاجابة البليغة التي نطقت بها فطرة الاعرابي مثلًا يُضرب في اثبات وجود أي شيء فهي من البراهين العقلية التي استخدمها القرآن الكريم والفلاسفة وعلماء الكلام وغيرهم في اثبات وجود أي شيء، وهي احدى مقدمات برهان النظم الذي هو أَوضح براهين الإِلهيين في إِثبات الصانع ورفض الإِلحاد والمادية، وأشملها لجميع الطبقات.

من ثمارهم وآثارهم تعرفونهم والأثر يدل على المؤثر قضيةٌ بديهيةٌ عقليةٌ فطريةٌ شرعيةٌ أخلاقيةٌ وضابطةٌ جليَّةٌ مُبَسَّطةٌ يفهمها الجميع على مختلف مستوياتهم الذهنية، اعتمدها علماء الشيعة في معرفة وتحديد المرجع الجامع للشرائط، وهنا نستعرض بعضٌ من آراء العلماء بهذا الخصوص:

قال الشيخ النائيني:« ويثبت اجتهادهُ وأعلميته بملاحظة مؤلفاته العلمية الكاشفة عن الاجتهاد والأعلمية»، وقال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:« من ثمارهم تعرفونهم»، وقال السيد محمد مفتي الشيعة، ما مضمونه:« إن المجتهد لا يحتاج إلى إجازة الاجتهاد ولعل الشهادة تقلل من شأنه لأن الاجتهاد يعرف بآثاره العلمية»، وقال الشهيد الصدر الثاني:« إنني أستطيع أن آتي بكذا إجازة وأزوّرها لكني لا احتاج إلى إجازة اجتهاد فلكل عالم آثاره العلمية ويستطيع المجتهد إن يثبت اجتهاده في الساحة من خلال آثاره العلمية »،ويقول السيد الصرخي:« إن الادعاءات المجردة والخالية من الدليل والأثر العلمي لا يؤخذ بها, ولا يترتب عليها الأثر والمدّعى فلا يثبت بها الاجتهاد أو الأعلمية»،

وهنا ينبغي الالتفات الى قضيةٍ مهمةٍ جدًا وهي: إنَّ الآثار العلمية هي الضابطة والمعيار الرئيسي لتحديد المرجع الأعلم وهي المقدمة والزاد والمؤنة لبقية الطرق التي يذكرها العلماء في معرفة المرجع الأعلم، كالبينة والاطمئنان وشهادة أهل الخبرة فبدون الآثار العلمية التامة لا يمكن إتِّباع تلك الطرق، ولا يترتب عليها أيُّ أثرٍ وتكون منتفيةً لأنَّه: مِنْ أينَ تأتي البيِّنة ويحصل الاطمئنان وتتم شهادة أهل الخبرة اذا لم تكن الآثار العلمية موجودة؟؟!!!!، يُضاف الى ذلك فأنَّ الآثار العلمية التي تحدَّث عنها العلماء والتي تكون حجةً وبرهانًا إنَّما هي تلك الآثار العلمية التامة التي تفوقت على غيرها مِن الآثار الأخرى المطروحة إنَّ وُجِدَت.

تنوعت الآثار العلمية التامة الأصولية والفقهية والفلسفية والعقدية والأخلاقية والتاريخية وغيرها التي طرحها الأستاذ الصرخي ففي سياق البحوث الاصولية والفقهية استطاع ومنذ ما يقارب العشرين سنة أنْ يناقش آراء العلماء وخصوصًا الأحياء منهم وسجَّل ردودًا واشكالاتً علمية على آرائهم ولم يستطِع أيُّ أحدٍ منهم الردَّ عليهاُ ومن بين تلك البحوث (الفكر المتين)،الذي يتضمن مناقشات في علم أصول الفقه ناقش فيه بعض الآراء التي ناقشت مدرسة السيد محمد باقر الصدر الأصولية، وأثبت عدم تمامية آرائهم، فكانت موسوعة الآثار العلمية التي طرحها الأستاذ الصرخي كاشفةً بالبداهة عن أرجحيته وأعلميته على غيره، فجعلته يتصدَّر العلماء كونه الأعلم بالدليل العلمي الشرعي الأخلاقي ومن هنا اكتسب مشروع (الرَّاب المهدوي الاسلامي) مشروعيَّته لأنَّ المرجع الأعلم هو صاحب القول الفصل، وهذه هي عقيدة الشيعة الامامية.

للاطلاع على الآثار والبحوث العلمية للمرجع الصرخي من خلال الرابط الآتي:

https://bit.ly/2SZRvEE

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here