وقفة بين أصل ومشروعية الأغاني الوطنية والراب الإسلامي

بقلم :: احمد الملا
النشيد الوطني والأغاني الوطنية هو عادة أغنية أو مقطوعة موسيقية وطنية تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها، معترف بها إما من قبل الحكومة كنشيد وطني رسمي أو كعرف بين أفراد الشعب؛ يتم عزف النشيد الوطني في المناسبات الوطنية والاستقبالات الرسمية وفي المدارس وقبل بداية لعب فريق المنتخب الوطني، الخ؛ وهو عادة ما يكون حماسياً، يعزز من حب الوطن في القلب ويقوي الاحساس بالانتماء إلى الوطن؛ وحتى المرجعيات الدينية تمضي النشيد الوطني والأغاني الوطنية …

بدايات ظهور ما يعرف بالنشيد الوطني في العالم الغربي ؛ اكتسبت الأناشيد الوطنية أهميتها الوطنية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، إلا أن بعضها أقدم من ذلك بكثير أصلاً؛ أقدم الأناشيد الوطنية المعروفة، هو النشيد الوطني الهولندي “هت فلهلموس” والذي كتب بين الأعوام 1568 و 1572 ؛ أما في البلاد الإسلامية فنشأة النشيد الوطني كانت مع أن الدولة العثمانية درجت على استخدام الأناشيد الوطنية المختلفة منذ القرن الثالث عشر، إلا أنه لم يعرف للدولة نشيد رسمي ملكي حتى القرن التاسع عشر عام 1844 تم الاعتراف بنشيد ” الزحف المجيدي” كنشيد وطني كجزء من حركة الإصلاحات التي تمت في عهد الخليفة عبد المجيد الأول…

من خلال هذه النظرة الموجزة جدًا عن النشيد الوطني الذي هو عبارة عن اغنية وموسيقى والذي كان بالأساس هو فكرة غربية ولا يوجد فيها اصل أو تشريع اسلامي مطلقا مع ذلك الجميع يشرع النشيد الوطني ولا يعترض عليه ولا يحرمه مع العلم إن فيه غناء وموسيقى وأدوات لهو وطرب !! طبعًا المسوغ الشرعي لذلك سيكون هو اعادة استذكار أمجاد الأمة وتعزيز الروح الوطنية لدى الشعوب ؟؟!! …طيب إذا كان هذا المحرم تحول إلى مباح ومحلل فلماذا الراب الإسلامي الذي هو وسيلة لمخاطبة الشباب المسلم وغير المسلم في النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو لا يختلف عن النشيد الوطني المستورد من الغرب؛ فكل دولة الآن عربية وإسلامية تستخدم نشيد وطني هي تقلد الغرب ونقلت ثقافة الغرب لها مع العلم الآن الراب هو قد دخل العراق منذ سنوات ومرجعية السيد الصرخي الحسني هذبت هذا الطور بصورة اخلاقية وتروبية ودينية حتى تناغي الشباب الذين اصبحوا مهووسين بهذا الطور فمرجعية السيد الصرخي الحسني استخدمت ما هو قد اصبح شائعًا ومتعارفًا بين الشباب وهي لم تأت به من الغرب كما يشاع زيفا وكذبا بل هي استخدمت ما هو موجود أصلا في الشارع العراقي ورائجًا فيه كما هو حال النشيد الوطني والأغاني الوطنية بصورة عامة التي هي تقليد غربي بحت ولا يوجد فيه أصل إسلامي مطلقًا ؛ والغاية من الراب هي تشبه الغاية من النشيد الوطني وهي تعزيز الروح الوطني والقيم التربوية والأخلاقية والدينية عند الشباب وكذلك حثهم على ترك ما يدمرهم بشكل خاص ويدمر بلدهم بشكل عام وهو خطر المخدرات والإنحلال والإنحراف والجهل …

ومن ويقول هل عجزتم عن اصلاح الشباب وايصال الفكر الحسيني إلا بالراب الإسلامي ؟ نقول أولا : ما باليد حيلة فهذا ما وصل له الحال بسبب تلك العمائم المستأكلة التي جعلت الدين سترا لفسادها وحولت الشباب مشروعا لأهدافها فصار العلاج المرحلي التدرجي ملزما والضرورات تبيح المحظورات؛ فالعلاج لحالات اجتماعية واسعة وكبيرة يتطلب أن تعالج الداء بالداء كما يقال …

أما ثانيًا : هنا نقلب هذا الإشكال على الأغاني والأناشيد الوطنية ؛ فكيف لأغنية أن تعزز روح وطنية وتعيد أمجاد التاريخ ؟ لماذا لا يقوم بذلك الدور الروزخونية ووعاظ السلاطين والمستأكلين وأصحاب المنابر والمرجع الديني ؟ هل عجز الإسلام عن تعزيز الروح الوطنية في نفوس المسلمين ؟ أين ذهب القرآن وأين ذهبت سنة النبي وآل بيته – عليهم صلوت الله وسلامه أجمعين – ؟! حتى تلجأ إلى أغنية وطنية والغناء محرم بصورة مطلقة – كما يقول الروخونية – !!! فأي تبرير طرح وطبق على الأناشيد الوطنية فأنه سوف يطبق ويجب أن يقبل على الراب الإسلامي المهدوي؛ فإن كانت الأغاني الوطنية هي وسيلة وتستخدم في ماهو خارج حدود اللهو والطرب والكلمات المستخدمة فيها لايوجد فيها ما هو محرم ولا فيها الكذب ولا ذكر اهل الباطل بل هو تمجيد بالوطن وتاريخ الأمة وثقافتها وووو وهي طريقة تحاكي الجميع من المسلمين وغير المسلمين ممن يعيش على أرض الوطن ومرتبط به تاريخيا وتبرير طويل وعريض فكذا الحال بالنسبة للراب الإسلامي المهدوي الذي فيه غرس مبادئ الروح الوطنية وترك ما هو خطر على الوطن وعلى المجتمع وفيه ذكرآل البيت – عليهم السلام – وحث على الدين والاخلاق والتربية الصالحة؛ فما يقبل على الاغاني والأناشيد الوطنية والتي اجازتها وشرعتها كل المرجعيات الدينية بدون استثناء يقبل على الراب الإسلامي على الرغم من أنه ليس اغنية ولا نشيد بل هو طور ولحن.

وهذا إنموذج من الراب المهدوي الإسلامي لمن يحب أن يعرف فحوى هذا الطور …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here