شبهات حول علاقة منفذ هجوم نيوزيلندا بمنظمة مقاومة جناح اليمين والقوميين السويديين

إيهاب المقبل

أن يحمل شخص سلاح وذخيرة وقنابل يدوية صوتية، لمهاجمة المصلين المسلمين في منتصف النهار وبدم بارد في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، يضع الشبهات وعلامات التعجب حول القضية!!! فكيف واذا كان هذا الشخص “برينتون تارانت”، استرالي الجنسية، أي غريب الديار، يمارس عملية القتل تلك لمدة تزيد عن ربع ساعة، وزيادة على ذلك يهدي العملية إلى قتلى سقطوا في السويد عام ٢٠١٧، ويدعوا كذلك لمواجهة ما وصفه بالغزو الإسلامي لأوروبا؟! فأين الرابط في القضية؟!

المراجع لتاريخ كرايستشيرتش يجدها مدينة ذات تاريخ طويل بالحركات اليمينية والشعوبية المتطرفة. نشأت “الجبهة القومية النيوزيلندية” في المدينة في عقد السبعينيات من القرن الماضي، وهي منظمة تدعوا إلى تعريف عنصري حول الهوية الوطنية للبيض في البلاد، وتزعم تفوق العرق الأبيض على الأعراق الاخرى. وكانت المنظمة تدار من قبل “كايل تشابمان” منذ عام ١٩٩٩ ولغاية إستقالته منها عام ٢٠٠٥، ليؤسس بدلًا منها منظمة “مقاومة جناح اليمين” النيوزيلندية كـ”ذراع الشارع” للتحالف القومي مع بعض الدعم من القوميين الأوروبيين ولاسيما القوميين السويديين.

نشطت منظمة “مقاومة جناح اليمين” منذ عام ٢٠٠٩، وكان من أبرز أعمالها إستهداف الشباب البولينيزيين في شوارع كرايستشيرتش. وبسبب تزايد أعداد المهاجرين خلال السنوات الاخيرة وجهت المنظمة أقلامها نحو سياسة الهجرة، وأصفة المسلمين بالغزاة في العديد من منشوراتها. وبعد العملية الإجرامية التي نفذها يوم امس الاسترالي “برينتون تارانت”، تفاخر “كايل تشابمان” بهذه الجريمة كاتبًا: “نحن ضد الهجرة الجماعية، وثقافتنا الأوروبية فخرنا”.

و”كايل تشابمان”، من مواليد مدينة تشابمان النيوزيلندية عام ١٩٧١، وهو متزوج من امرأة نصرانية تزعم التدين (وهي شبه عارية) في مدينة هاميلتون النيوزيلندية، ومدان بإشعال النيران خلال الفترة ١٩٨٧-١٩٩٢، من بينها القاءه المولوتوف والقنابل النارية على العديد من المباني والمدارس.

وهذا يطرح فرضية ان هناك علاقة تربط الاسترالي “برينتون تارانت” بمنظمة “مقاومة جناح اليمين”، ولاسيما مع زعيمها “كايل تشابمان”. وبعبارة اخرى، فإن الهجوم على المصلين المسلمين في منتصف نهار يوم أمس الجمعة في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، لم يكن حادثًا فرديًا عابرًا، بل كان من تخطيط وتنفيذ منظمة “مقاومة جناح اليمين”، ومما يؤكد هذه الفرضية تحدث الشرطة النيوزيلندية عن اعتقال أربعة أشخاص مشتبه بتورطهم في الجريمة.

واخيرًا لابد من الإشارة إلى ان السلطات النيوزيلندية تحظر دخول القوميين السويديين إلى اراضيها، كما تعمل السلطات السويدية على مراقبة الحركات القومية في البلاد، مما يرجح التخطيط للعملية في بلد ثالث ذو وجهة سياحية لإبعاد الأنظار، وهو ما يعلل زيارة “برينتون تارانت” للاراضي التركية خلال الفترة الماضية.

كايل تشابمان والقوميين السويديين-الصورة من صحيفة ميترو السويدية

https://e.top4top.net/p_117067knn1.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here