لا تستجيبوا … لزخارف الاباطيل

محمد علي مزهر شعبان

الاغلب يترقب أن في الافق حربا يقود خراطيمها من ظنوا انها رحلة استئناس حصادها مغانم الخزائن، وتصريف بضاعة الموت لشركات تنتج وقودا لجهنم . هكذا يفكر ترامب وبومبيو وجون بولتن، بأمريكا الهائجة كثيران بميدان سباق النطح، أغشتهم الالوان الحمراء بل هي صبغة الدماء . هم يدركون كم ستتهاوى في حقلها الرؤوس، وتتناثر الاجساد، لكنهم يحسبون أنها كفاحا من أجل المصالح، يقاس فيها النصر بمقدار ما تترك من حطام ويباب . ولم يتركوا منفذا للضمير الذي اغشاه عمى البصيرة الى أي محرقة يتجه العالم . حين تسئل ماذا تريد أمريكا وبيادقها من خلق الله ؟ الرد إنها المصالح والتواجد والنفوذ . المياه الدافئه هي الركيزة او الأس الذي يدفع بهذا الغول المتعطش للدماء، مهما اتسعت حقولها وساحاتها، من امريكا اللاتينيه لايران لليمن لسوريا لكوريا لبحر الصين، بل ايما تواجد شعب يريد ان يطل على شواطيء الامان والازدهار . امريكا وعلى لسان صاحبها ان النصر قد توافرت شروطه في ساحات تواجدها، حيث أساطيلها تطفو فوق بحار النفط الذي أضحى ملكا ورسم وجود . ويا لخيبة هذا الادعاء، إنه ليس إلا ثمرة فاسده اكذوبة وافتراء . حصيلته الحقد الذي يؤسس ويرسخ في أذهان الناس . ومن الطبيعي ان تصطف محاور قصادها، لمعتد أثم مغرور، لم يقرأ السجل التاريخي لحروبه، من خيبة انكساره في حرب الكوريتين لفيتنام، وكل مهمات” السي اي اي” في تنصيب الدكتاتوريات من الجنرالات ومن جاؤا بقطارها، إذ ذوت دوحتهم الخبيثه قبل ان يمتد لها ساق .

في العراق توزعت الاراء، فيمن يقول ان أمننا لا يتوفر الا بوجود هذا الكابوي، متناسين أن من خلق الازمة، يفتري بأنه حلالها . هؤلاء مقادين بفكرة تواجدهم كأذلة وتوابع إلا بوجود هذا الراعي، دون ان يلتفتوا كيف يتعامل هذا السيد مع توابعه من ممالك وامارات، في افراغ خزائها، وفي إرسال رسائل الرعب المفتعله في خلق أعداء من وهم أخيلتهم المريضة، حين يدق على وتر الطائفية، كونها أسرع فتيل يشعل دوافن الاحقاد . وأخرون في عناق مع دولة، تمتد حدودها من الاتساع وكانها ملحق في جغرافيتها وديموغرافيتها، يسودها عمق من جوانب دينية واجتماعية وتاريخية، دون ان يدركوا ان الصراع سيكون في حومتنا . إذن أين العقلية التي تدير هكذا أزمه، وتفقه فن اللعبة ؟

دون شك إن الارادة في ان تسلك المديات الواضحة، وقراءة النتائج، دون تملق، يسرح بالافكار الى التيه بل المتاهة. دون عقول فزعة مربكه، لا تدرك رهان الفوز في مثابة الامن . دون القلقون اللذين يقفون على أرجل مرتجفه والتستر تحت لافتات مبهمة قاتمه مفزوعة مرتهنه . نعم إننا وسط الازمة، لكننا لا نقاد لحد الان، إلا من رجال تبوؤا مقام السلطة، متناحرين متباعدين نفعيين مشتتين، يلعقون ولا يشبعون، يتوازعون وكأنها غنيمة إرث لابائهم . مواكب واسراب في خصومة أعداء، رغم ما توطن لهم من مواطيء، وتنعموا بسلطان، دون ان يعلموا ان هذه وتلك ربما تزول على حين غره، بتناحرهم ومزاجهم الاقرب الى صراع صبية .

اذن ان ركنت الى امريكا تذكر ان تمد عنقك ليصفعه المالك تحت اي حجه، وتذكر تغريدات ترامب لاصدقاءه واعداءه خير دليل . وان اتجهت نحو الشرق تذكر انك بلد عصي ان يكون تابعا، سيادتك واستقلالك فوق كل الميول . نعم رغم الفارق الكبير ممن امتزجت دماءه بدماءك وعدته وسلاحه وقت محنتك، وبين من يهددك اما وجوده او يهد رعيله من الدواعش . أصحوا ويكفيكم ما اغتنمتم بين هذا لك وهذا لي، تذكروا لو دامت لغيرك ما وصلت اليك .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here