إنها الوقاحة . أن تستبيح ما شرعنته الامم

محمد علي مزهر شعبان

يبدو ان العائلة الكريمة قد وافقت على هذه الزيجة، عائلة وان وقفت ردحا تحت مظلة الرفض، وقد منحها هذا الموقف، أن تجلس عجيزاتها على مقاعد السلطة، او وصول أبواق تحمل لافتات أن القدس عروس الامة، وان فلسطين قضيتهم الملهمه، فساقوا الشعوب الى الحتوف منكسرين واهنين. ام حركات اتفق عليها كمناورة وديه، ان يعبر سيد الرهان شواطيء سيناء، وان يمرق شارون من فتق” الدفر سوار” ليطل على بوابات القاهرة، او تلك القرارات والمؤتمرات للتسوية الخداعة . هذه العروس تاريخ أمه، تعطلوا كثيرا لتزويقها لتكون فرضا واقعا، لا خيار دونه، وأهلوا ومرحبوا أن يذبح قربانا لها الحق والحقيقه، ففجت تلك البكارة لمن استباحها. وعقدت الصفقة وانقسمت العشيرة، بين مرحب ذليل، فقد كل شيء إلا ان يبقى على سلطان حكمه، وان كان بيدقا مأمورا خانعا خنيثا، وقد تكحلت عيناه بظلال الوهم، مجرد من كل انتماء وادعاء كذوب . هذا القسم وان امتلك القوة والكثرة وخزائن المال، وهم يدركون انهم أضحوا مجرد قطعان سار مع أمريه الى تلك الزيجة الباطله .

القسم الرافض وان استحالة عليه قوة الردع والمنع، لكن ارجله غير مرتجفه، تمنحه العزة والكرامة، وان بادر للاشتباك رغم ضعف وسيلته، وقلة حيلته، والمعادلة غير المتوازنه، الا ان الموقف الاخلاقي والرجولي وثوابت الوطنية والقومية، والجنان الثابت، يؤشر ان الحياة لا يمتلكها، أصحاب القبضات الحديديه، ولا زناة الليل . اللذين توانوا طويلا كي يلعبوا لعبة التمزيق واثارة الاحن والفتن في بما يسمى أمة، وإحتوى أهل الناقة والبعير، فقضم القدس وعقد القران فيها، ثم قرر إقامة الحفل في الجولان، وسيتم الزفاف على سواحل تيران ليمرق الى باب المندب .

أليست هي تلك صفقة القرن ؟ دون شك ستجرف كثيرا سواحل ومضائق، وستبدو دولا مجرد خرائط . غدا ستوقع وثيقة الاقرار بالجولان لاختنا الكبيره اسرائيل، ليقطع دابر مواصلة المقاومة، وربما بعد غد ان تزف اختها ” الضفة ” بقرار من سيد التغريدات ترامب، وهو يتسلح بالسطوة اللااخلاقية ” والعفترية” مسنودا من أكبر أمناء الامة ديمغرافية” أم الدنيا” التي أضحت ام الجوع والفقراء، وكل شيء رسم الابتياع . مسنودا الحاج ترامب بخزائن دولة الاسلام السعودية وذيولها، المهرولة بالادعاء، بأن البالون الايراني منتفخ ولابد من حماية، تقودها الدولة الكبيرة القادمه اسرائيل. فتزاحموا للحامي القادم تطبيعا وانبطاحا وتعاونا، انها السيدة التي كانت، وستبقى، كلما اردتم البقاء على دست الحكم . إنها الوقاحة، ان تستبيح كل المقومات التي شرعنتها الامم ممثلة بدولها، في ان تستولي، على ثوابتها وقراراتها بمزاج الاشقياء . انها الوقاحة حينما لا يتورع ” بومبيو” وسط حكومة وشعب دولة، ليتهم حزب الله بالارهاب، ويهدد جهارا ان لبنان ستكون في مهوى الانهيار بالعقوبات الامريكية . ورغم ضخامة بومبيو جسدا ودولة، كيف أضحى صغيرا وقد افترت شفتاه عن إبتسامة صفراء، بعد ان اراد ان يمرر مشروعا لتمزيق وتفتيت شعب، وجعله في دوامة الحرب الطائفية . جاءه الرد المشرف من الرئيس عون والرئيس بري حين ردوا :ان حزب الله مقاومة شرعية للاحتلال . ومثلما رد وزير خارجية لبنان ان حزب الله لبناني وممثل في البرلمان، ولا نقبل بالتصنيف الامريكي . هل سيقف العالم بما احتوى في خافقيه خوفا وحرصا من الانهيار العالمي، كروسيا والصين والاتحاد الاوربي وجلهم نقضاء مع ترامب ؟ هل يبقى فقط اصحاب الارادات، وقد انبأنا التاريخ ان الطغاة الى الزوال، ولا محال لمن اراد ان يعيش حرا وقد أخبرتنا التجارب .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here