م / كرامة وسيادة وسمعة العراق .. معالي وزير النقل العراقي الاستاذ عبد الله لعيبي المحترم،

معالي وزير النقل العراقي الاستاذ عبد الله لعيبي المحترم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

تسعى مؤسستنا الجمعية الأوروبية لتعارف الاديان لأكثر من ١٠ سنوات إلى مدّ الجسور التعاون وا��تقارب وفتح الأفاق بين العراق وأروبا وخصوصا ألمانيا في جميع المجالات السياسية والعلمية والثقافية والأكاديمية من خلال أقامت الندوات والمؤتمرات والرحلات العلميّة المتبادلة ما بين ألمانيا والعراق. وأغلب الرحلات كانت تـسير عن طريق الخطوط القطرية أو التركية أو الأردنية ، طوال الفترة الماضية. في الآونة الأخيرة كانت لدينا سفرة علميّة لمجموعة من الباحثين ضمت كل من المانيا وروسيا وهولندا إلى العراق لمدة أسبوع وأثناء التحضيرات اللوجستية كالعادة بعد استخراج سمات الدخول إلى العراق وحجز بطاقات السفر راودتني فكرة السفر على الخطوط الجوية العراقية لكون الرحلات مباشرة إلى بغداد ولعل الأهم في الاختيار كوّن الرحلة على خطوط بلدي العراق والذي سيعكس انطباع جميل جدا لدى الباحثين والذي سيسهم بشكل كبير بنقل صورة مغايرة عن تحسن الوضع الأمني والاقتصادي خصوصاً وان الخطوط العراقية لها تاريخ حافل ومشرف لأكثر من 74 عام، اقترحت على ضيوفنا الباحثين فكرة السفر على الخطوط العراقية بعد أن قمت بالقاء نبذة مختصرة عن تاريخ خطوطنا الوطنية وتمت الموافقة من الطرح الأولي للفكرة . بادرنا كالعادة بالاتصال بمكتب الطيران واتصلت شخصيا بالسيدة الفاضلة بلسم مسؤولة مكتب الخطوط العراقية في المانيا. لست بصدد المديح والثناء ولكن للأمانة كانت قمة بالأخلاق والتعامل والاحترام فرحت كثيرا بالاتصال من خلال طريقة الحديث والتسهيلات وتم حجز بطاقات الضيوف الباحثين حيث كان موعد الرحلة يوم الأربعاء المصادف 20.02.2019 من مطار دزردولف الألماني تم استلام بطاقات السفر في المطار وشحن الحقائب كما ينبغي بأنسيابيه عالية وكانت الأمور تجري كما ينبغي بدون اي عائق. أقلعت الطائرة حسب موعدها وبعد مرور دقائق على الإقلاع. كانت المقاعد شبه مليئة بالركاب همس أحد ضيوفنا بأذني بصوت خجول بأن حزام الأمان غير موجود ومقطوع، طلبت منه التريث لحين استدعاء المضيفة، الغريب بالأمر إن كادر الخطوط لا يتكلم اللغة العربية إطلاقا وهناك صعوبة بالتفاهم مع الكادر ولعل الغريب أيضا ومن خلال تجاربي الكثيرة بالسفر على متن الخطوط العربية أن أستمع دعاء السفر قبل الإقلاع وهو المتعارف لدى الخطوط العربية كافة ولكن هذا ليس مهم، انطلقت الرحلة بعد مرور حوالي نصف ساعة ذهبت إلى الحمام ( دورة المياه ) تفاجئت بمنظر الحمام المتسخ والأرض المبتلة بالماء، حيث المكان لا يصلح للوقوف للحظه واحدة وليس للجلوس، اعتذر على التعبير ولكن كانت عبارة عن “بركة قذرة لا تصلح حتى للحيوانات “،ناديت المضيفة لكي تطلع على الحمام لم تبالي او تصنت لي اصلاً وذهبت دون ان تبالي او تهتم للموضوع، إضطررت إلى تنظيف الحمام لقضاء الحاجة. بعد مرور ساعة تقريباً تم الإعلان عن تقديم وجبة الغذاء وهنا الصدمة أخرى ، لا اعرف على اي نظام دولي ومعايير التغذية تم التعاقد مع شركة التغذية، حيث وجبة اكل بائسة لا تليق بسمعة وتاريخ الخطوط العراقية ولا بالعراق، تم استرجاع الوجبة من قبل ضيوفنا الباحثين إلى طاقم الطائرة بكل أدب وبعد الانتهاء من تقديم وجبات الاكل للمسافرين طلبت من المضيفة كوب من القهوة للضيوف، فكان الرد ان القهوة قد نفذت، قمت بتكرار السؤال تحسبًا وظنا مني إن المضيفة لم تفهم طلبي فكانت مصره على الجواب لا يوجد قهوة، هبطت الطائرة في مطار أربيل لنزول بعض الركاب والتحاق أخرين لإكمال الرحلة إلى بغداد، كان من المقرر آن لا تتجاوز فترة الانتظار 45 دقيقة، إلا أن الطائرة تأخرت ساعتين والسبب أن هناك شخصين زيادة على متن الطائرة، حيث طلب من المسافرين إظهار التذكرة مجدداً وللأسف لم يتم العثور على الشخصين تم إعادة حساب الركاب لأكثر من مرة بطريقة بدائية لعلها قبل ظهور الإسلام أو بطريقة كراج السيارات، واثناء الانتظار تم الإغماء على أحد ضيوفنا بسبب هبوط الضغط وطلبنا من الكادر عصير أو اي شيء فيه سكر ليساعده على حالته، كان الجواب لا يوجد شيء فقط الماء، وبعد المعاناة الطويلة والأليمة حيث من المقرر وصول الطائرة الى مطار بغداد الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً وصلت الطائرة الساعة الثانية ليلاً وبعد إكمال الإجراءات وإستلام الحقائب تم الخروج من المطار الساعة الثالثة صباحاً.
معـالي الـوزيـر المحترم، هل يليق ذلك بسمعة العراق وتاريخه وثقافته وهذه الحقيقة حيث الصدمة كبيرة والقلم يعجز عن التعبير او الكتابة او الاسترسال في شرح مأساة الخطوط الجوية العراقية من سوء الخدمات والمعاملة ونسأل مرة أخرى ، “هل يليق هذا بسمعة وتاريخ العراق وثقافة العراق” اي صورة سيتم نقلها عند عودة ضيوفنا إلى بلدانهم إلى متى يبقى العراق أسير الفساد وسوء الخدمات المتعمدة وهل يليق هذا بشعب يملك الحضارة الأقدم بلد كتب التاريخ ،بعد ما كان في مقدمة الدول العربية في البناء والثقافة والتطور هل يناسب هذا الاهمال وسوء الخدمات مكانة الخطوط الجوية العراقية وسمعتها، أضع رسالتي هذه أمام أنظاركم من باب التذكير”وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ” عسى أن تحرك ساكنا.

علاء البهادلي
الجمعية الأوروبية لتعارف الاديان
المانيا برلين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here