عرض كتاب جديد بمناسبة قدوم ذكرى ثورة العشرين

جهاد السيد نور الياسري في ثورة العراق التحررية 1920 وصناعة الوطنية
السيد نور الياسري ..من منع ترشيحه لعرش العراق؟

رفض الطائفية السياسية بكل أشكالها

مركز العراق للمعلومات والبحوث: صدر حديثا كتاب عنوانه “جهاد السيد نور السيد عزيز الياسري في ثورة العراق التحررية 1920 وصناعة الوطنية ” من تأليف المؤرخ العراقي الأستاذ عادل الياسري يضم الكتاب ٨٦٠ صفحة نشرته الدار العربية للعلوم ناشرون . ضم الكتاب ٣٢ فصلا اضافة الى الملاحق وصورا ووثائق تاريخية لم تنشر سابقا. يشير مؤلف الكتاب الى انه استغرق في إعداد الكتاب اكثر من عشر سنوات طاف خلالها مدنا وعواصم عديدة لجمع وثائق وتفاصيل عرضت لأول مرة في متن الكتاب وفصوله تمنح القاريء فرصة الاطلاع على معلومات حول ثورة العشرين ومجاهد من قادتها وهو السيد نور الياسري ودوره في مواجهة الاحتلال البريطاني وتعزيز الوحدة الوطنية العراقية .

ويعرض المؤلف تفاصيل غابت عن اهتمام المؤرخين من خلال بحثه في وثائق كانت سرية حتى سنوات قليلة ماضية . ومن بين اهم ما عرضه الكتاب الأسباب الحقيقية والجهات التي كانت وراء إفشال ترشيح السيد نور الياسري ملكا على العراق .وتمكن المؤلف من تصحيح كثير من المعلومات التي ذكرها مؤرخون كتبوا عن ثورة العشرين وأسبابها والمشاركون فيها وقادتها .

وقدم المؤلف تفاصيل دور السيد نور الياسري في مقاومة الاحتلال البريطاني في معركة الشعبية في ١٢ نيسان ١٩١٥ .وضمن الفصل الأول وتحت عنوان “الثقافة الملائيةوكتابة التاريخ”يقول المؤلف “وربما الثقافة الملائية او الروزخونيةً هي الطاغية على تفكير الآخرين ، وان احد خواصها لا ترغب تخليد شخصية قومية عربية دينية مقدسة في تاريخ العراق، لأسباب كثيرة وربما السائدة في حركة الكتابة والتأليف دون ان يدركها المثقفون “.ثم يشير الى نموذج من “ثقافة الحذف” حيث تم حذف اسم السيد نور السيد عزيز الياسري من اهم وثيقة لثورة العشرين ضد قدوم السير بيرسي كوكس .

وفي الفصل الثاني يشير المؤلف الى ظاهرة استجدت في المجتمع العراقي بعد الإحتلال البريطاني للعراق وبعد ثورة العشرين وهي ظاهرة “إفساد شيخ العشيرة من قبل الإنكليز في العراق حتى صار معظم شيوخ العشائر غارقين بالمفاسد والملذات”. ويشير المؤلف في جانب آخر من الفصل ذاته الى ظاهرة أسماها “فوضى الألقاب” برزت بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق وظهرت في العراق ألقاب جديدة عددها لا يحصى وبالذات في مدينة بغداد وبالأخص من أطراف بغداد الشرقية. ويعرض المؤلف في الفصل أسماء ومعلومات عن متصرفي لواء الديوانية والشخصيات التي خدمت فيها منذ العام 1873 وحتى الاحتلال البريطاني.

وجاء الفصل الثالث بعنوان”السيد نور بين حركتي الديمقراطية والإستبداد لعام 1906″. وإرتئى المؤلف إستبدال كلمة المشروطية بالديمقراطية والمستبدة بالإستبداد في حديثه عن (المشروطية والمستبدة) وأشار الى أن البعض سمى حركة المشروطية بالحركة الدستورية. ويشير المؤلف الى أن جمعية الإتحاد والترقي بعد تأسيسها وجهت الدعوة الى السيد نور الياسري للإنضمام إليها لكنه رفض تلك الدعوة. ويجيب المؤلف في هذا الفصل عن تساؤل يطرحه لماذا رفض السيد نور الإنتماء الى جمعية الإتحاد والترقي؟ ويجد القاريء إجابة تفصيلية عن ذلك التساؤل في ذات الفصل.

ويضع المؤلف الفصل الرابع تحت عنوان دور السيد نور في مقاومة الاحتلال البريطاني في الشعيبة ويجيب فيه على تساؤلات في مقدمتها كيف دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى وكان العراق جزءا منها؟ولماذا إحتلت بريطانيا العراق؟ وما دور الجماهيرالعراقية في التصدي للإحتلال..

الفصل الخامس جاء بعنوان (السيد نور ضد التمرد والفوضى في الفرات الأوسط بعد الشعيبة…) ويقول المؤلف فيه ” كانت الحكومة العثمانية قبل دستور 1908 تعترف بأن المدن المقدسة تختلف إختلافا بينا عن سائر ممتلكاتها , لذلك فقد منحتها بعض الإمتيازات والتي كان أهمها إعفاء سكانها من الخدمة العسكرية. وبعد أن يعرض المؤلف تفاصيل أحداث شهدها الفرات الأوسط يؤكد أن السيد نور الياسري وقف ضد التمرد على الأتراك بعد عودته من الشعيبة . وعاضد حركة المجاهدين ضد الاحتلال.

الفصل السادس جاء بعنوان ( موففه من إحتلال بغداد) ويتحدث المؤلف فيه عن المواقف الوطنية للسيد نور الياسري المقاومة للأحتلال البريطاني لبغداد.ويشير الى مواقفه الرافضة لإنتساب بعض الشباب العراقي الى قوة الشبانة.

وتحت عنوان( مساهمات السيد نور في إنتفاضة النجف آذار 1918) جاء الفصل السابع ليتحدث فيه المؤلف عن تفاصيل مقتل الكابتن مارشال الضابط السياسي البريطاني المساعد صباح يوم 19 آذار 1918 ومعه حارسه وجرح ضابط بريطاني آخر، مما تسبب في تعطل الحياة في الندجف من خلال فرض سلطات الاحتلال البريطاني حصارا قاسيا وجائرا دام 42 يوما . ثم يتحدث المؤلف عن دوافع المشاركين في إنتفاضة النجف وتفاصيل لم يتطرق إليها أحد من قبل.

شخصيات عراقية ساندت حملة تعيين بيرسي كوكس.

الفصل الثامن بعنوان( دور السيد نور في الإستفتاء البريطاني في العراق 1918) ويضم الفصل تفاصيل مهمة و وثائق بريطانية تنشر لأول مرة تعرض بوضوح تفاصيل الأحداث ويقدم المؤلف أدلة على مواقف وطنية عراقية ضد تعيين بيرسي كوكس ملكا على العراق كما ويتحدث المؤلف بشيء من التفصيل عن شخصيات عراقية ساندت حملة تعيين كوكس.

أما الفصل التاسع فكان بعنوان(عرش العراق أولى بأهله والسيد نور أحق به من غيره) عرض المؤلف بالتفصيل وأجاب عن تساؤلات في مقدمتها لماذا لم بصبح السيد نور الياسري ملكا على عرش العراق بدلا من الامير فيصل بن الشريف الحسين ملك الحجاز؟. وتحدث المؤلف عن أبرز الصفات التي كانت تؤهل السيد نور الياسري لعرش العراق. كما عرض الأسباب والجهات التي وقفت ضد ترشيحه. واكد المؤلف ان مواقف السيد نور الياسري كانت رافضة للطائفية السياسية بكل أشكالها وفي كل أوقاتها. ويعرض المؤلف مآثر السيد نور الياسري الذي حملته الجماهير في البصرة على أكتافها وهي تهتف وتطالب بتعيينه ملكا على العراق ألا أنه لم يكن يطمح بأي مركز سياسي له أو لأولاده. وقد ساند الحكم الوطني ودعمه حتى أنه قام بإقراض خزينة الملك فيصل الأول من أمواله دون فائدة أو تحديد مدة لإستعادة القروض دون شروط.

وجاء الفصل العاشر من الكتاب للحديث بإسهاب عن المس بيل وأدوارها في الميدان السياسي العراقي بعد الاحتلال البريطاني للعراق وحتى وفاتها في تموز 1926.

صراع مع المرجعية الدينية بعد الاحتلال

وجاء الفصل الحادي عشر من الكتاب بعنوان( صراع السيد نور مع المرجعية الدينية بعد الاحتلال) ويؤكد المؤلف أن مقتل زعيم المدرسة الإخبارية الشيخ محمد الإخباري في مدينة الكاظمية, كان النهاية لتقهقر المدرسة الشيعية الإخبارية في العراق وبداية هيمنة المدرسة الإصولية الشيعية بدعم الشاه علي القاجاري في إيران. ويعرض المؤلف معلومات وتقارير تنشر تفاصيلها لأول مرة ويصف المؤلف بعض الشخصيات التي يذكر أسماء بعضها وينقل عن تقارير بريطانية تصفهم” إن قلوبهم كانت متيمة بالبريطانيين ومجبولة ضد العثمانيين”. ويعرض المؤلف تفاصيل وخلفيات صراع بين الشخصيات العراقية بسبب قربها أوبعدها ، دعمها أو مقاومتها لسلطات الاحتلال البريطاني.

أما الفصل الثاني عشر فكان بعنوان ( موقف السيد نور من المجالس البلدية في العراق أثناء الاحتلال) ويشير المؤلف فيه الى أن إنتخاب الشيوخ والسادة للسيد نور الياسري رئيسا لمجلس بلدي النجف والشامية او لمجلس الشورى أو الولاية يكشف أهمية زعامته في الأحداث الهامة ومكانته بين الأعضاء.

ويؤكد المؤلف أنه حين أصبح السيد نور الياسري عضوا في مجلس الأعيان أحترمت الناس العمل في دوائر الدولة . ويتحدث المؤلف عن تأثير الإستقالة الجماعية لمجلس ولاية مقاطعة النجف وعموم الشامية بأنها قصمت ظهر ويلسن .

الفصل الثالث عشر من الكتاب يتحدث عن نشاط السيد نور الياسري ودوره مع المندوبين في المطالبة بأستقلال العراق وكيف أن زعماء الحركة الوطنية إستغلوا المناسبات الدينية لإبعاد الشبهات عن عيون السلطة عند تحركهم وعقدوا الإجتماعات لإعداد خطة الثورة( ثورة العشرين) لتحرير العراق من السيطرة الأجنبية .

ويتحدث المؤلف في الفصل الرابع عشر عن دفاع السيد نور الياسري عن المنفيين الوطنيين قبل قيام الثورة ويؤكد أن إدارة الاحتلال البريطاني في العراق سلكت سياسة الترغيب والترهيب بعد دخولها الى بغداد ونجحت سياسة الترغيب في كسب وإستمالة أعدادا كبيرة من الشخصيات الدينية ورؤساء العشائر والوجهاء في المدن، لكنها فشلت في سياسة الترهيب بالقضاء على الحركة الوطنية من خلال نفي زعماء الحركة الوطنية والعاملين في الحقل الوطني الى خارج العراق.

الفصل الخامس عشر جاء بعنوان( دور السيد نور في ثورة العشرين) ويتساءل المؤلف لماذا إكتنف الغموض دور السيد نور الياسري في ما كتب عن ثورة العشرين وهو من أبرز زعماء الثورة وماهي دوافع ذلك؟. ويقدم أجوبة تفصيلية عن ذلك التساؤل وتساؤلات أخرى يقدم من خلالها تفاصيل تنشر للمرة الأولى ويعرض خلفيات ذلك ومن وقف خلفها.

وفي الفصل السادس عشر يتحدث المؤلف عن دعم السيد نور الياسري للأنشطة العسكرية في الثورة .

تمويل ثورة العشرين

اما الفصل السابع عشر فيتحدث فيه المؤلف عن دور مساهمات السيد نور الياسري في تمويل الثورة.

وجاء الفصل الثامن عشر بعنوان( السيد نور بين فرص السلام وبين إستمرار الثورة) ويشير المؤلف الى ان السيد نور الياسري إشتهر في المجتمع العراقي بأنه رجل سلم. وكان خياره الأول قبل الثورة هو المفاوضات السلمية وهو الذي إختارته الأمة للمفاوضات مع إدارة الاحتلال البريطاني في العراق، غير أن إدارة الاحتلال هي التي فرضت الخيار المسلح على زعماء الأمة المطالبين بالحقوق المشروعة للأمة. ويضيف وبمعنى ادق كان الخيار العسكري له وسيلة من وسائل الإستقلال للمفاوضات مع إدارة الاحتلال للضغط عليها ولتحقيق شروطهم بالإستقلال.

وفي الفصل التاسع عشر يتحدث المؤلف عن دور السيد نور الياسري في دعم صحافة الثورة.

أما عن دور السيد نور الياسري في حماية حقوق الأسرى أثناء الثورة فتحدث عنه المؤلف في الفصل العشرين من الكتاب.

وعن موقف السيد نور الياسري من عودة بيرسي كوكس فتحدث عنه المؤلف بالتفصيل في الفصل الحادي والعشرين. كما تحدث المؤلف عن موقف السيد نور الياسري من تشكيل الحكومة المؤقتة في الفصل الثاني والعشرين الذي يعرض فيه المؤلف نص وثيقة تاريخية مهمة وجهت الى الأميرعبد الله بن الحسين بتاريخ الرابع من جمادي الأخر سنة 1339 هجرية( 12 شباط 1921) أعدها ووقعها كل من السيد نور الياسري وعلي ال بازركان وجعفر أبو التمن وهادي آل مكوطر الحسيني والسيد محسن أبو طبيخ .

خسائر السيد نور الياسري بعد نهاية الثورة

ويتحدث المؤلف في الفصل الثالث والعشرين من كتابه عن خسائر السيد نور الياسري بعد النهاية العسكرية لثورة العشرين. ويتحدث المؤلف عن توغل الجيش البريطاني الى المشخاب واتجه الى طبر سيد نور الياسري وألقت الطائرات البريطانية القنابل على قريته وداره وقتلت العديد من العزل المدنيين وجرحت آخرين… وهدموا دار السيد نور بالديناميت وأحرقوا مكتبته التي كانت تحتوي على نفائس من المخطوطات الثمينة ثم احرقوا مضيفه الكبير ومضيف المساكين والأيتام ,, ويضيف المؤلف أن البريطانيين زرعوا الجواسيس في مضيف المساكين .ولم يكتف الإنكليز بحرق قرية السيد نور الياسري

وإنما هدموا دوره في النجف(محلة البراق) وفي كربلاء (محلة السلالمة) وفي أبي صخير وفي الكوفة وهدموا خاناته في الكفل وكربلاء والكوفة. وصودرت أراضيه واملاكه.

وخصص المؤلف الفصل الرابع والعشرين من كتابه للحديث هن هجرة السيد نور الياسري الى الحجاز . وفيه يجيب عن تساؤلات كثيرة عن هجرة زعماء الثورة في الفرات الأوسط وبالذات السيد نور الياسري في وقت مبكر قبل أن تنتهي الثورة المسلحة في جميع مناطق الثورة. وأشار الى أن السيد نور الياسري كان يمثل حلم شبيبة العراق في الإستقلال من الاحتلال البريطاني. كما عرض المؤلف تفاصيل عن اللقاء التاريخي بين السيد نور الياسري والملك حسين بن علي ملك الحجاز وتحدث عن إشادة الملك بالجهود الوطنية لزعماء الثورة والتضحيات التي قدموها.

الياسري كان ذلك يمثل إنذارا لعملاء الاحتلال

وخصص المؤلف الفصل الخامس والعشرين من كتابه للحديث عن أوضاع السيد نور الياسري بعد الهجرة وعرض المؤلف تفاصيل عن دعوات السيد نور الياسري لأهالي البصرة بعدم التفريط بالوحدة الوطنية حيث كان المجتمع البصري قبل وصول الأمير فيصل الى البصرة منقسم الى قسمين الأول يدعو نحو إنفصال البصرة عن العراق وهم الأغلبية من المتنفذين رسميا ومن التجار، والثاني هم الأقلية المعارضة ضد الإنفصال. ويتساءل المؤلف قائلا” ومما يثير الدهشة أن العراقيين أيام الحكم التركي لم يفكر احد منهم بالإنفصال عن الدولة؟. ويجيب المؤلف عن تساؤلات كثيرة ويعرض مواقف لشخصيات عراقية وبصرية . ثم يتحدث المؤلف عن وصول السيد نور الياسري الى النجف وكيف كان ذلك يمثل إنذارا لعملاء الاحتلال ومن معهم من الذين طعنوا الثورة من الخلف. ويتحدث المؤلف بجرأة وموضوعية عن تلك الشخصيات السياسية والعشائرية والدينية ومواقفها ودور السيد نور الياسري في كشفها. ثم يتحدث المؤلف عن تفاصيل وصول السيد نور الياسري بصحبة الأمير فيصل الى بغداد. كما تحدث عن الإحتفال الذي شهدته المدرسة الجعفرية في بغداد لإستقبال الأمير فيصل وتحمل السيد نور الياسري معظم مصاريف الحفل وكان من بين الحاضرين المس بيل. ويضيف المؤلف” ولا شك أن معظم الحفلات التي أقيمت للأمير فيصل كانت هي من أموال السيد نور الياسري الذي كان قد تعهد للملك حسين إنه سوف ينفق من ماله الخاص كل ما يحتاجه فيصل في العراق”. ثم يتحدث المؤلف عن تفاصيل تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق.

الفصل السادس والعشرون بعنوان( موقف السيد نور من الإرهاب الوهابي في مؤتمر كربلاء لعام 1922) ويجيب فيه المؤلف على تساؤلات عديدة عن الحركة الوهابية ويتحدث عن وثيقة تاريخية عن جرائم الوهابية حصل عليها وعرضها في هذا الفصل. ثم يتحدث عن البداية الأولى لعقد مؤتمر كربلاء. و في الفصل السابع والعشرين من كتابه يتحدث المؤلف عن التهويل السياسي والإجتماعي لقصة حول زواج السيد نور الياسري.

أما الفصل الثامن والعشرون فجاء بعنوان ( دفاع السيد نور الياسري عن عروبة الموصل) وتحدث فيه المؤلف بإسهاب وأجاب على تساؤلات كثيرة عن كيفية دفاع السيد نور الياسري عن عروبة الموصل وما المخاطر التي كانت تحيق بالموصل؟. وما الفرق بين موقفه من الموصل وموقفه من إنفصال البصرة؟ وأكد أن كل مواقف السيد نور الياسري تعبر عن تمسكه بالوحدة الوطنية العراقية. وأشار الى ان السيد نور قام بدور كبير في الدفاع عن عروبة الموصل وكان على إستعداد لإرسال المقاتلين المتطوعين الى الموصل وتحمل نفقاتهم لمقاتلة الأتراك. كما أشار الى دعم السيد نور لموقف الملك فيصل الأول من قضية الموصل.

أما الفصل التاسع والعشرون فعنوانه ( لماذا السيد نور في مجلس الأعيان رئيسا؟) ويشير المؤلف الى أن مجلس الأعيان كان يعتبر أعلى جهة رسمية في البلاد بعد الملك بالموافقة على التشريع وإن الملك يؤدي القسم حين ينصب على البلاد أمام رئيس مجلس الأعيان، وأن مجلس الأعيان هو قوة للملك لكنه هو الذي يعين أعضاءه بإرادة ملكية وانهم لا يأتون بالإنتخاب مثل البرلمان. ويشير المؤلف الى أن السيد نور كان أكبر أعضاء مجلس الأعيان سنا (92 عاما) في العام 1933.

دور السيد نور في صناعة المدرسة الوطنية العراقية

الفصل الثلاثون جاء بعنوان( دور السيد نور في صناعة المدرسة الوطنية العراقية) عنوان جميل و مثير وضعه المؤلف ليكون جزءا من عنوان الكتاب الذي نعرضه..ويؤكد المؤلف إن الحديث عن دراسة المدرسة الوطنية العراقية ليس بالأمر السهل ولا سيما أن هذه المدرسة لم يتناولها كثيرون في الدراسات التاريخية العراقية بعنوان مستقل ومنفصل. ويعرض المؤلف في هذا الفصل معالم هذه المدرسة وأفكارها وما هي أهم خصائصها؟. ويجيب بالتفصيل عن السؤال الأهم وهو من هم أعداؤها؟. ويعرض المؤلف نشوء المدرسة الوطنية العراقية ومفرداتها والمواقف السياسية والإجتماعية والدينية منها. كما يعرض بالتفصيل الجهات التي كانت تعاديها ووضعت العراقيل أمام مسيرة نجاحها. وتحدث عن تحول كربلاء الى مركز المعارضة الوطنية بعد الاحتلال البريطاني للعراق. كما أشار الى مجموعات الشبانة ووصفها [انها كانت شوكة في جنب الوطنية العراقية. واشار الى أن مدينة الناصرية كانت نواة الشبانة ومدينة الحلة معقل للشبانة. وأجاب المؤلف بالتفصيل عن تساؤل مهم طرحه في الفصل: لماذا أغفل المؤرخون العراقيون الشبانة؟. كما أثار المؤلف تساؤلات عن مواقف سياسية وعشائرية ودينية وإجتماعية متعددة ومهمة أجاب عليها في متن هذا الفصل بكل تفصيل وجرأة يحسد عليها. كما أشارالمؤلف الى تحول المدارس لمراكز للوطنية العراقية التي عملت على بث ونشر الحس الوطني .وتحدث المؤلف عن مواقف السيد نور الياسري من أعداء المدرسة الوطنية العراقية، واكد أنه كان للسيد نور الياسري مواقف واضحة وبارزة للعيان من أدلاء الاحتلال ومرشديه منذ اللحظة الأولى في مناهضتهم مهما كان لهم من نفوذ في الوسط الإجتماعي أو السياسي أو الديني من أجل الحفاظ على الوطن والوحدة الوطنية العراقية.

ثورة العشرين.. الوحدة الحديدية للشعب العراقي

اما الفصل الحادي والثلاثون من الكتاب فمنحه المؤلف العنوان التالي( الفصل الغائب قبل الثورة – القسم الأول) وكذلك ضم عنوان(الفصل الغائب بين السيد نور وضاري وفيه عتاب الوطن- القسم الثاني). القسم الأول ويعرض فيه المؤلف كيف كانت ثورة العشرين هي الوحدة الحديدية للشعب العراقي في ذلك الحين ، ولا مثيل لها في تاريخ العراق ويضيف وكان شهر رمضان المبارك هو بوابة تلك الوحدة الحديدية. وكان النسيج الاجتماعي والطبقي والمذهبي ليتلتقي بعضه ببعض مكونا خيوط الوحدة المذهبية ويصبح عنوان المدرسة الوطنية الكبرى. ويضيف المؤلف أن الأهمية السياسية لهذا التقارب لم تظهر بصورة جلية إلا في شهر رمضان الذي بدأ في 19 أيار 1920 حيث أخذت إحتفالات المولد النبوي تقام في الجوامع السنية والشيعية بالتناوب واخذ أبناء الطائفتين يحضرونها. . وكانت الإحتفالات الدينية تشهد في جميع الحالات إلقاء الخطب السياسية وإنشاد الشعر الوطني تتلوها المراسيم الدينية المعتادة. ويتطرق المؤلف الى الجهود التي بذلها قادة الثورة لتوحيد الصف الوطني العراقي وعرض وثائق وتفاصيل تقارير المخابرات البريطانية تنشر تفاصيلها لأول مرة عن قلق سلطات الاحتلال البريطاني من هذا التقارب الوطني والتي حاولت بكل جهدها إضعافه بكل ما أمكنها . القسم الثاني عرض فيه المؤلف قصة السيد نور الياسري والشيخ ضاري المحمود الزوبعي والعلاقة بينهما في رحاب الوطن والجديرة بالذكر ، ويضيف ان الفصل الغائب بين الإثنين إشترك فيه الجميع وليس للسيد نور ولا للشيخ ضاري ناقة ولا جمل لهما به حسب قول المؤلف الذي نشر تفاصيل وثائق للمخابرات البريطانية المتعلقة بهذا الموضوع. كما يتضمن الفصل عنوانا آخر( مختبرات الإنقلابات العسكرية ومحنة الثورة) ويتحدث فيه المؤلف عن إغفال الحكومات التي أعقبت الإطاحة بالنظام الملكي أغلب قادة ثورة العشرين وكان التركيز على بعضهم دون الآخرين وكان الشيخ ضاري مثالا حيث برز الاهتمام بدوره في فيلم المسألة الكبرى ولم يمنح السيد نور الياسري حقه ودوره في الأحداث. ويضيف المؤلف قائلا:” لن يغفر الشعب العراقي الكريم لكل من شوه التاريخ وللذين تطفلوا عليه أو سيسوه لأغراضهم الشخصية ولن ترحم الأجيال الحرة والمؤرخون كل من اساء في كتابة التاريخ والله هو الحسيب والرقيب”.

وكان الفصل الأخيرمن الكتاب نافذة مؤلف الكتاب حفيد السيد نور الياسري وهو الأستاذ المؤرخ عادل عبد النبي كاظم السيد نور الياسري الذي عبر في كلماته عن مشاعر عراقية صادقة تجاه نضال السيد نور الياسري وما قدمه للعراق والعراقيين وجهوده في تحقيق الوحدة الوطنية العراقية وبالتالي إستقلال العراق وطرد الاحتلال البريطاني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here