مدينة البرتقال بلا خدمات

imageلم تغير موازنة محافظة ديالى لعام 2019 من أحوال السكان، فلا تزال تفتقر إلى جميع الخدمات الأساسية، كما أن البنية التحتية فيها انتهى عمرها الافتراضي قبل سنوات، وإن بدأت تشهد استقراراً أمنياً بعد نحو عامين على إعلانها محررة من تنظيم “داعش”.
وقال النائب عن ديالى، أحمد مظهر، إنّ “ميزانية المحافظة تبلغ 189 مليار دينار، وما يزيد على 100 مليار منها مخصصة للمشاريع والخدمات، ولدى المحافظة نحو 180 مليار دينار من تلك المخصصة لـتنمية الأقاليم لتنفيذ المشاريع، فضلاً عن القروض وعائدات المنافذ. هذه المبالغ لو تم استثمارها بالشكل الصحيح لشهدت المحافظة طفرة نوعية في جميع المجالات”.
وأوضح الناشط المدني ماجد هادي، أنّ “الزائر لمحافظة ديالى سيفاجَأ بحجم الإهمال وتردّي الواقع الخدمي وتهالك البنية التحتية، خصوصاً في مدينة بعقوبة مركز المحافظة. كل المباني والمرافق قديمة، ولا يوجد مبنى أو شارع أو حديقة عامة على طراز حديث”.
وأضاف هادي أنّ “ديالى تعيش نوعاً من الاستقرار الأمني بعد أن عصفت بها الحروب والطائفية، ومنذ أكثر من عامين بدأت تتعافى من التفجيرات والاغتيالات، وكان ذلك يدعو إلى الإسراع بإعادة إعمارها، واستكمال المشاريع المتوقفة، وبناء المدارس، غير أنه لم يحدث، وما زالت مدن المحافظة يعصف بها الخراب والإهمال وتعيش واقعاً خدمياً مؤسفاً”.
وأشار إلى أنّ “المشاريع المتوقفة يمكن إنجازها بنصف ميزانية العام الحالي، لكنّ حجم الفساد كان أكبر من إنجاز أي مشروع، ما جعل مدن ديالى الأكثر بؤساً وتردياً رغم إمكانية جعلها الأفضل على الإطلاق”.
وقالت المحامية من ديالى، أطياف علي: “هناك تلكؤ واضح في تنفيذ المشاريع في ديالى يلقي بضلاله على الواقع الخدمي، والمحافظة تنتقل من وضع سيئ إلى أوضاع أسوأ. دائماً هناك حلول ترقيعية لدى الحكومة المحلية بسبب عدم وجود رقابة حقيقية أو تفعيل القوانين التي تحاسب المسؤول أو المستثمر المتلكئ في عمله، أو من يقوم بتنفيذ مشاريع وهمية، وبمواد رخيصة لا تطابق المواصفات التي تعاقد عليها”.
وأكدت على “ضرورة المباشرة بالإعمار لأنّ جميع المؤسسات الخدمية والترفيهية والصحية والبنى التحتية متهالكة، وبعضها آيل للسقوط، ولم تشهد أي إعمار”.
ويُطلق على محافظة ديالى اسم “مدينة البرتقال” باعتبارها تضم أشهر بساتين البرتقال في العراق، والذي يتميز بجودته وتنوع أصنافه بسبب وفرة المياه والطقس المعتدل، ومنها يتم تصديره إلى باقي مدن العراق، وقبلها كان يصدر الفائض إلى خارج البلاد.
وأكد مجلس محافظة ديالى في شباط/فبراير الماضي، أنّ ميزانية العام الجاري بلغت 189 مليار دينار، وأنّ 70% منها خصص للمشاريع، مبيناً أنّ عدد المشاريع يزيد على 400 مشروع كلفتها مئات المليارات، وبعضها توقف العمل بها منذ 2014.
وتعرضت مدن ديالى إلى موجة تدمير وتخريب هائلة عقب سيطرة تنظيم “داعش” عليها، وكانت معدلات التدمير للبنى التحتية أكثر من 80%، بحسب مجلس المحافظة، وتبلغ فاتورة إعمار المدن تريليون دينار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here