البطاقة الوطنية في أحوال الكرخ.. حظائر حيوانات!!

أحمد الجبوري

من حضر لإستلام البطاقة الوطنية يوم الاحد 7 نيسان 2018 في دائرة البطاقة الوطنية لأحوال الكرخ قرب ساحة النسور ، منذ الثانية ظهرا ويمتد الى السابعة مساء ، يجد ان آلاف المواطنين نساء ورجالا ، وغالبيتهم من كبار السن ، تكدسوا في قاعة واحدة، وهي تشبه في أحوالها حظائر الحيوانات ، حيث يعامل هؤلاء البشر وهم بالالاف يوميا ، كما يبدو، على أنهم (حيوانات) يستحقون ان يوضعوا في حظائر تكريما لقدرهم!!

وبالرغم من أغلب من راجعوا من المواطنين جاءوا بعد يومين أو ثلاثة من الموعد الذي حدد لهم بإسبوعين ، الا انهم ما ان سلموا الوصولات وبقوا واقفين لثلاث او اربع ساعات في تلك القاعة والتي تذكرهم وكانها (سجن) وليس قاعة، حيث تم حشر الآلاف من النساء والرجال فيها عصر الاحد ، وفي اساليب تعامل لايمكن لإنسان ان يتقبلها، كونها تعود الى القرون الوسطى!!

ويتساءل آلاف المواطنين لماذا هذه الآلية المتخلفة ، والتي تبدأ بعد الساعة الثانية ظهرا لغاية السابعة مساء ، ولا يتم الالتزام بموعد تسليم البطاقات الوطنية لتلك العوائل ، بالرغم من انهم جاءوا متأخرين عن موعدها بيومين او ثلاثة بعد فترة اسبوعين حددت لهم ، واذا يتفاجأون من ان بطاقاتهم لم تنجز بعد ، حتى بعد تأخرهم لايام عن الموعد ، ولماذا لم يبتكروا وسيلة تعامل حضارية مع الناس، بدل تلك الأساليب البالية التي عفا عليه الزمن، وترى ضباط دائرة البطاقة ومنتسبوها من صغار الشرطة ،وهم يسومون آلاف المراجعين سوء العذاب، ويتوعدون النساء والشيوخ بالويل والثبور، وكان الكثيرون توقعوا ان يتم استخدام غاز الأعصاب وخراطيم الياه لتوجيهها ضد الناس الذين تجمعوا وقوفا لساعات طوال ويكاد النفس يتقطع بالكثيرين من هول الزحام الخانق والضجة التي مل الناس من وقوفهم لساعات وبعضهم سقط مغشيا عليه !!

ولاندري هل أن وزارة الداخلية ومدير عام البطاقة الوطنية ودائرة احوال الكرخ على علم بتلك الاجراءات البالية والتي تنتهك حقوق الانسان، وهل يحدوا حلولا سريعة لمعاناة تلك العوائل ، أم ان الفوضى والفلتان والاجراءات الروتينية المعقدة والمواعيد غير المضبوطة ، تبقى هي السارية في دائرة احوال الكرخ وبطاقتها الوطنية ، التي تعد اكبر مأساة يواجهها مواطنونا هذه الأيام؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here