خامنئي يشيد بقتال الأفغان في العراق .. والعرب «قلقون» من التوغل التركي

أدان قادة الدول العربية التوغل التركي في الأراضي العراقية وطالبوا أنقرة بسحب قواتها فوراً دون قيد أو شرط، في حين غضت الطرف عن تصريحات «مرشد الثورة الإيرانية» علي خامنئي، الذي أشاد بدور المقاتلين الأفغان في التصدي للولايات المتحدة بمنطقة غرب آسيا ولاسيما العراق ولبنان، وسوريا.

قمة معتادة وانتقادات

ويجتمع العرب للمرة الثلاثين في قمتهم المعتادة ويخرجون بموقف شبه موّحد تجاه قضايا مصيرية، لكن لا يتعدى أثره عتبة باب قاعة الاجتماع. هذه المرة انعكست الخلافات التي شبت بين معظم الدول العربية على مواقفهم وحتى البيان الختامي، وألقت بظلالها على العراق أيضاً. وإضافة لإدانة التدخل التركي في الأراضي العراقية، ضمّ البيان الختامي للقمة العربية مجموعة من المقررات التي تدعم جهود الحكومة العراقية في مجالات الاقتصاد، وتسوية الديون، وتوفير المساعدات الطبية والإغاثية للنازحين، ودعم مشاريع إعادة إعمار المناطق المحررة.

انهالت الانتقادات من قبل جمهور وسائل التواصل الاجتماعي على تجاهل التدخلات الإيرانية الواضحة في الشؤون العراقية، والاكتفاء بإدانة توغل القوات التركية داخل الحدود البلاد؛ إذ عبّر بعض الذين يكتبون باستمرار في هذا الخصوص عن ازدرائهم لمخرجات القمة التي تجلت فيها آثار الخلافات القائمة بين محور السعودية والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.

وسخر المنتقدون من التصريحات التي أدلى بها بعض مسؤولي الدول العربية خلال انعقاد القمة وحصرت التدخلات الخارجية بالوجود التركي في العراق وهو عادة ما تبرره الحكومة في بغداد بأنه متفق عليه بين البلدين، في حين يجاهر خامنئي بدفع ميليشياته متعددة الجنسيات إلى العراق.

تدخلات خارجية في العراق

وقال خامنئي خلال استقباله عوائل قتلى ‹لواء فاطميون› المُكوّن من مقاتلين أفغان لاجئين في إيران إن «قوات لواء فاطميون معظمهم شباب ومضحون ولديهم معنويات عالية وهم عامل هزيمة أمريكا في غرب أسيا»، مشيرًا إلى «ارتباطه الوثيق مع الأشقاء الأفغان قبل الثورة».

تعليقاً على هذا الموقف، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية رشيد الزيدي لـ (باسنيوز)، إن «التدخلات الخارجية بكافة أطرافها تؤثر سلباً على استقرار العراق وتهدد أمنه القومي وهذا لا شك فيه، لكن حجم الأضرار التي تتركه هذه التدخلات يتباين مع تباين مدى النفوذ داخل البلد»، مضيفاً أن «أكثر التدخلات التي أسهمت بوضوح في تدهور واضطراب العراق هي الإيرانية؛ لأن أذرعها متعددة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً». وتعتبر طهران الحشد الشعبي وفصائل مسلحة أخرى خارجة عن سيطرة الحكومة العراقية جزءً من مشروع «المقاومة» الذي تبنته «الثورة الإسلامية».

وينسب بعض الساسة والعسكر الإيرانيين فضل دحر تنظيم داعش في العراق لهم من منطلق اعتبارهم أن هذه الجماعات المسلحة هي امتداد للحرس الثوري الإيراني.

ولا يختلف الزيدي مع حقيقة أن «التدخل الإيراني في العراق يجري بقبول طيف واسع من السياسيين الشيعة؛ لما قدمته طهران لهم خلال معارضتهم النظام السابق حتى الآن، إضافة إلى الوفاء معهم وهو ما يتمثل بدعم إيران المستمر لعدد من الشخصيات الشيعية منذ الثمانينات».

وحاولت إيران بعد نجاح «الثورة الإسلامية» تصدير «ثورتها» إلى دول أخرى، واصطدمت بالعراق في أول طريق حين خاضت معه حرباً استمرت ٨ سنوات انتهت بوساطات دولية؛ ومنذ بداية المعارك تبنت طهران عدداً من الأشخاص العراقيين المعارضين كان أبرزهم زعيم تحالف الفتح هادب العامري. في الآونة الأخيرة، بدت بعض الدول الخليجية تدرك أن العراق كان البوابة الرئيسية لدخول النظام الإيراني إلى المنطقة العربية؛ ما حدا بها نحو الاصطفاف بقوة إلى جانب المعركة الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة ضد إيران، وربما تكون هي خلف هذه الحرب الأمريكية المعلنة نظراً لأنهم الحلفاء الأقرب لواشنطن من غيرهم في الشرق الأوسط.

وبالرغم من ذلك، لم تجتمع الدول العربية في القمة التونسية على موقف صارم تجاه تدخلات إيران السافرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، في حين كانت اللهجة لاذعة بشأن تركيا التي تختلف مع بعض دول الخليج سياسياً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here