ترجمة: موسى مهدي فالح و ا.د. كاظم خلف
-
العلي
اظ
استاذ اللسانيات و الترجمة – كلية الآداب – جامعة البصرة
في وقت ما، تكلم جميع البشر في العالم باللغة ذاتها، و استخدموا الكلمات ذاتها. وعندما هاجروا الى الشرق، وجدوا سهلا منبسطا في أرض بابل واستقروا هناك. و بدأوا بالقول لبعضهم البعض ” لنصنع الطوب ونجعله قاسيا بالنار” (في هذه المنطقة كان الطابوق يستخدم بدلا من الصخور و كان القطران يستخدم مونة للبناء). و قالوا من بعدها “تعالوا، لنبني مدينة عظيمة لأنفسنا، ببرج يطال عنان السماء. و سيجعلنا هذا مشهورين، ويحمينا من التبعثر في ارجاء الأرض”.
لكن الرب هبط ليلقي نظرة على المدينة و البرج اللذين كانا يبنيانهما. و قال “انظروا!، الناس موحدون ويتكلمون اللغة ذاتها. و بعد هذا لن يشرعوا بالقيام بشيء و يكون مستحيلا عليهم!، تعالوا، لنهبط و نشوش الناس بلغات مختلفة . و من بعدها لن يكونوا قادرين على فهم بعضهم بعضاً.”
وبهذه الطريقة بعثر الرب الناس على جميع بقاع الأرض، وتوقفوا عن بناء المدينة. و لذلك السبب سميت المدينة ببابل، لأن ذلك هو المكان حيث شوش الرب البشر بلغات مختلفة، وتمت بهذه الطريقة بعثرتهم في ارجاء العالم*.
المصدر: https://www.biblegateway.com/passage/?search=genesis+11&version=NLT
*هامش المترجم:
تتقاطع هذه القصة الواردة في سفر التكوين مع القصة القرآنية حيث يقول الله تبارك و تعالى } وَمِنْ آيَاته خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ وَأَلْوَانكُمْ { اي انه تبارك وتعالى جعل اختلاف اللغات معجزة و تنوعاً و علامة من علامات قدرته، اما عن البعثرة و الانتشار
فاعتبر ان هذا الامر غير دقيق تماما فقد قال الله في محكم كتابه } وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا{ فالتعارف يعني التواصل و التقارب وهذا دليل على الانسانية والمحبة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط