الفيلي يطرح وقائع عن اول عمليات الابادة استهدفت الكورد وكيف بدأت

رأى ممثل الكورد الفيليين في برلمان اقليم كوردستان السابق علي حسين فيلي، أن معاناة الشريحة لم تنته بسقوط النظام العراقي السابق، لافتا الى ان القضية القومية هي النقطة التي كانت السبب الرئيس في ما تعرض له الكورد الفيليون من معاناة وكوراث من خلال قوانين جائرة وجرائم عدتها المحكمة الجنائية العراقية العليا ابادة جماعية.
وقال فيلي خلال مقابلة اجرتها معه قناة كوردستان24 الكوردية، رداً على تساؤل حول ماهية انتماء الكورد الفيليين فيما اذا كانت قومية ام مذهبية، ان اولى حملات التسفير والتهجير بحق الكورد الفيليين ابتدأت في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات حيث لم تكن القضية المذهبية مثارة على الساحة وحتى في بداية الثمانينيات من القرن الماضي والحملة الكبرى للتهجير لم تتبلور القضية المذهبية بشكل كبير اذ كانت الثورة الايرانية في بدايتها.
وشدد على ان ارتباط الفيليين بقوميتهم الكوردية هو ما اثار حفيظة النظام السابق واورد على ذلك مثالا خلال الاحتفال بالاتفاقية التاريخية بين القيادة الكوردستانية وحكومة البعث (البكر-صدام) اذ خرج اكثر من نصف مليون كوردي في بغداد للاحتفال بها وكان معظمهم من الكورد الفيليين.
واضاف فيلي ان “العراق منذ 1980 والى 2003 اقدم وبطريقة بشعة على سن قوانين جائرة انتجت واقعا خاليا من الوجود الفيلي، وبعد 2003 لم نشاهد من الجهات المسؤولة جهدا لمتابعة اثار تلك الجريمة”.
وعرج فيلي على حديث للمدعي العام بملف ابادة الكورد الفيليين عبد القادر الحمداني الذي قال “يوجد 10 الاف ملف تم جمعه من عام 1996 الى 2003، وهذه احتوت على اسم 600 الف كورد فيلي تم تهجيره ومصادرة امواله”.
واردف علي حسين فيلي، بالقول ان “أصل الابادة الجماعية في العراق عامة وعلى شعبنا الكوردي خاصة وضع نواته على الكورد الفيليين، مشددا على انه “يتوجب شعبنا الكوردي أن يعي حجم تلك المأساة. فمثلا باحصائية عام 1977، كان عدد نسمة محافظات اقليم كوردستان تتكون من مليون ونصف المليون، في حين ما تم تسفيره من الكورد الفيليين بلغ نصف عدد تلك النفوس تقريبا”.
وقال فيلي، ان “ماحصل على الكورد الفيليين لم يكن ضريبة قومية او مذهبية او اقتصادية فما حصل اكبر من تلك المسميات، مستدركا ان “ما يعزز الشق القومي بتلك الابادة يعيدنا الى عام 1970 وبالتحديد بعد توقيع بيان اذار بين كوردستان والحكومة العراقية، فقد خرج للاحتفال بهذا المنجز اكثر من نصف مليون كوردي، وكان اغلبهم من الكورد الفيليين، وكان ذلك جرس انذار صارخ لحزب البعث اذ اظهر حجم الانتماء القومي للكورد ببغداد، ليعقبها البعث بسلسلة جرائم”.

واوضح، “يثار الحديث كثيرا ان الفيليين قد تم تهجيرهم بسبب خلفياتهم المذهبية الى ايران، فلوا كان الامر حقا كذلك فكنا نراهم بعد 40 عاماً يتمتعون بالحقوق الكاملة ومنها الجنسية، لكن الحقيقة انهم منحوا ما يعرف بالكارت الاخضر والابيض، أي منقوصي ابسط الحقوق”.
وتعرض الكورد الفيليون للتهجير إبان حكم الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر في عامي 1970 و1975، ومن بعده صدام حسين في 1980 بحجج عديدة ومنها أنهم يتحدرون أصلا من إيران، وتم إسقاط الجنسية عنهم.
والفيليون هم من سكان العراق ويقطنون في مناطق جلولاء وخانقين ومندلي شمالا إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة وجصان والكوت والنعمانية والعزيزية.
ويسكن الكورد الفيليون أيضا في مناطق عدة في بغداد.
ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الكورد الفيليين في العراق خاصة في ظل الظروف التي تعرضت لها هذه الفئة من تهجير وإبعاد وإقصاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here