في يومهم العالمي.. ماذا تعرف عن الغجر؟

يصادف الـ 8 من نيسان ما يعرف بـ “يوم الغجر العالمي”، والذي يهدف إضافة إلى احتفاله بثقافة الغجر، إلى تسليط الضوء على ممارسات الاضطهاد والتمييز العنصري الذيي يواجه الجماعة، عبر تاريخهم الممتلئ بالأحداث الدموية والتراجيدية، متمثلاً بحملات التهجير والطرد والاعتقال والقتل، وليس انتهاءً بالعزل الاجتماعي.

من هم الغجر؟

اختار الغجر لحياتهم أسلوبا فريداً يختلف عن الشعوب التي يجاورونها، ويقدر تعدادهم في العالم بأكثر من 12 مليون شخص يتوزعون في أرجاء الأرض.

ولهذه الفئة تسميات مختلفة، ففي فرنسا يطلق عليهم “جيتان” وفي اسبانيا “بسكاي” وروسيا “چد” وفي إيران “زانگي” وفي انكلترا وأمريكا “جبسي”، أما في العراق فيعرفون بـ”الكاولية” أو “الكيولية”.

وأياً كانت تسميتهم فهم يمتهنون الرقص والغناء وصناعة الآلات الموسيقية وبعض الحرف اليدوية، فيما برعوا في الصناعات الفضية والمعدنية ومنها صناعة الخناجر والسكاكين، كما امتهنوا مهن أخرى غير الغناء، منها التجارة خلال ترحالهم بين القرى والأرياف، فيما يتشاركون بعض الصفات مع البدو، الأمر الذي دفع بعض المؤرخين والباحثين إلى اعتبارهم من البدو لترحالهم الدائم.

ارتبط أصل الغجر بأساطير قديمة جاءت من الغجر أنفسهم، وجاء البعض الآخر من غيرهم، ولكن علماء الغجريات يتفقون على الأصل الهندي للغجر، فيما لم يتردد بعض الباحثين في اعتبار الغجر من “سلالة قابيل الملعونة” معتمدين على ما جاء في العهد القديم – سفر التكوين – الإصحاح الرابع عدد 12 “متى عملت في الأرض لا تعود تعطيك قوتها، تائها هاربا تكون في الأرض”.

في أوروبا

يعد شعب الغجر أو “شعب الروما” أكبر الأقليات الإثنية في القارة الأوروبية، وأشدها تعرضا للاضطهاد والعزلة الاجتماعية، ولا يعرف الكثير من الأوروبيين ثقافة الغجر وتاريخهم ولغتهم وتطلعاتهم، على الرغم من كون الغجر عاملا ديمغرافيا هاما، قد يساعد في تقليص التباعد بين المجتمعات المختلفة.

وتندرج حملات التعريف المعاصرة بثقافة الغجر تحت اختصاصات التشريع الأوروبي، من باب الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في أوروبا، وكذلك من باب حماية لغات الأقليات الإثنية من ناحية أخرى، بحسب الاتحاد الأوروبي.

في العراق

ليلاً كانت تمتلئ بيوت الغجر بالموسيقى والرقص، المهنة الوحيدة التي وجدوا بها لقمة عيشهم حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، في ظل تهميش وتمييز عرقي منعهم من حقوقهم ووجودهم.

وحتى قبل حرب الخليج التي خاضها صدام حسين في بداية التسعينيات، كان الغجر، يشكلون نسبة ليست بالقليلة من سكان العراق، حيث ما كان يميز نساء هذه الفئة وحتى رجالها، هو السن المصنوع من الذهب الخالص، المركب بأحد الفكين، العلوي غالباً، والشعر الأحمر الكستاني للنساء.

وتعيش ثاني أكبر أقلية من الغجر في محافظة الديوانية (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، حياة “مأساوية” بعد أن فقدت عملها الأصلي المتمثل بـإحياء “حفلات الرقص”، لتجبر بعض نسائهم للعمل خارج أسوار القرية، في الأسواق أو المناطق التجارية، أو التسول عند التقاطعات ومواقف السيارات.

رفع التمييز

حصل الغجر، على قرار تاريخي طبق حديثاً خلال نيسان الجاري من قبل وزارة الداخلية، ومن خلال مكتب البطاقة الموحدة التي منحت بطاقات للغجريين دون إشارة تمييز.

وأكدت عضو كتلة سائرون النيابية، أنعام الخزاعي، الأربعاء، (3 نيسان 2019) منح وزارة الداخلية أول بطاقة وطنية موحدة لشريحة الغجر من دون إشارة كما كان في السابق.

وقالت الخزاعي، في بيان صحفي، إن “وزارة الداخلية منحت المواطنين من شريحة الغجر العراقيين أول بطاقة وطنية موحدة دون الإشارة إليهم كما كان في السابق”، مضيفة أن “هذا الاجراء جاء نتيجة الجهود الحثيثة والسعي الكبير من لدن مكتب الصدر في النجف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here