الاخلاق المحمدية الاصيلة ..في فكر المحقق الصرخي

احمد الركابي
من سمات كمال وجمال ديننا الحنيف ، بناؤه على مكارم الأخلاق وفضائل القيم ، ونبينا الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم خير من جسًّد الأخلاق الحميدة في سيرته العطرة ، وهو الذي قال عنه المولى عز وجل ***64831; ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ***64830;. سورة القلم، الآية (4).
كان النبي -صلى الله عليه واله وسلم – أعدل الناس، فقد استقى عدله من التربية الإلهية، والأخلاق القرآنية، فكانت فطرته السليمة مهيأة للعدل منذ شبابه، وكيف لا وهو المبلغ للشريعة، والمنفذ لها، وهو القاضي الأول الذي يطمئن المسلمون إلى أحكامه، ويقتدون بها، فمن يعدل إذا هو لم يعدل؟ إن عدل رسول الله وسع القريب والبعيد، والصديق والعدوّ، والمؤمن والكافر، عدلٌ يزن بالحقّ ويقيم القسط.
في الواقع يتميّز الأنبياء عادة بالاتّصاف بأكرم الصفات وأسمى الآداب والأخلاق، لينشروا دين اللّه ودعوة التوحيد في الأرض، ويتحمّلوا صنوف المواجهة والمعارضة، ويحلموا على الناس ويتوسّعوا فيهم، ونبيّنا -صلّى اللّه عليه واله وسلّم – هو في قمة الخلق والأدب، وصفوة الناس في مكارم الأخلاق والآداب.
هذه الاخلاق أصبحت نشيدا عذبا في فم الإنسانية، ولحنا سماوياً تهتف به الأجيال كلها كلما ظمأت إلى نبع الحياة الكريمة، والمثل الرفيعة، والقيم العليا النبيلة. كانت حياة الرسول – صلى الله عليه واله وسلم – في هذه الدنيا كالشجرة الطيبة التي نبتت أصولها، وانبسطت ظلالها،وآتت ثمارها المباركة في كل وقت وحين.
لقد كان -صلى الله عليه واله وسلم – مثلاً أعلى فرض على البشر في جميع مواقف حياتهم وعلى اختلاف مستوياتهم أن يكون لهم القدوة في كل شيء، فقد كان العابد والمعلم، والمهذب، والمربى، والمستشار، والقاضي، والصابر، والشجاع.
ومن هذا المنطلق فقد اشار المحقق الاستاذ الصرخي الى التكليف الالزامي حول ذكر مواقف الرسول الاعظم الاخلاقية ومنازلة الواقعية التشريعية ، وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((لا يجوز شرعًا وأخلاقًا إقامة مسيرة أو تظاهرة أو موكب أو مجلس وتأسيسه أو التصدي للخطابة في مجلس أو الحضور في مجلس، لا يذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- وكراماته وأخلاقه وجهاده ومجاهداته ومنازله الحقيقية الواقعية الباطنية والظاهرية التكوينية والتشريعية.)) انتهى
شذرات من كلام سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني- دام ظله-
أسال الله بأسمائه الحسنى أن يوفقنا وإياكم للتمسك بهذه الأخلاق التي مدحها الله وأمر بها وأثنى على أهلها وأن يوفقنا وجميع المسلمين في كل مكان وجميع ولاتهم وقادتهم في كل مكان من مشارق الأرض ومغاربها للتمسك بهذه الأخلاق العظيمة الفاضلة ، وأن يجنبنا وإياهم جميع الأخلاق المذمومة وأن ينصر دينه ويعلي كلمته .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here