يوم 9-4-2003 يوم خالد في تاريخ العراق

نعم أنه يوم فاصل بين العبودية والحرية بين الوحشية والحضارة من اجمل الايام واقدسها في كل تاريخ العراق في هذا اليوم شعر الانسان العراقي الحر انه انسان انه حر انه عراقي في هذا اليوم شعر انه يملك عقل يفكر به يملك لسان يتكلم به يملك احاسيس ومشاعر يرفض يقبل بقناعته لا خوفا من احد ولا مجاملة لأحد

المؤسف والمؤلم ان هذه النقلة المفاجئة والغير متوقعة من ظلام العبودية الى نور الحرية من الحاكم الواحد الرأي الواحد الى حكم الشعب الى التعددية الفكرية من الحكم بالاعدام الى اطلاق سراحنا فأنطلقنا جميعا الى الحياة وكل واحد حسب فهمه حسب مستوي وعيه حسب مصلحته الخاصة تحت اسماء مختلفة المذهب القومية الطائفة والعشيرة ففقدنا الرؤية الواضحة مما ادى الى الفوضى الى درجة الفوضى المتوحشة والفوضى المتوحشة ادت الى نشر الفساد والارهاب وسيطرت الارهاب والارهابين لاننا لسنا بمستوى الحرية والتعددية الفكرية والسياسية لانها تحتاج الى ممارسة الى وقت الى تجربة الى شعب متمسك وملتزم بقيم واخلاق الديمقراطية والحرية وبما اننا لسنا بذلك المستوى اي بمستوى القيم الانسانية اي الحرية والديمقراطية فاستخدمنا قيم واخلاق العبودية والاستبداد اللا أنسانية في عصر الحرية والتعددية وهذا هو الخطأ الكبير الذي وقعنا فيه والذي اوصلنا الى هذه الحالة المؤلمة المحزنة ومع ذلك اقول ان العراق دخل نهر الديمقراطية وبدأ يتعلم العوم وبمرور الوقت سيتعلم قيم واخلاق الحرية والتعددية ويبدع فيها ويقبر قيم واخلاق العبودية والاستبداد

لا اقول ان امريكا جمعية خيرية ترغب في الجنة وتخشى النار امريكا دينها وربها الذي تعبده هو الدولار لا يهمها سنة ولا شيعة ولا اسلام ولا مسيح الذي يهمها هو الدولار يجن جنونها اذا تعرض ربها اي الدولار لاي خطر وتوجه كل اساطيلها وطائراتها واسلحتها المختلفة لمصدر ذلك الخطر انها لم تدافع عن دين ولا عن مذهب ولا حتى عن أخلاق حتى لو اعتنق الامريكون الاسلام التشيع اي دين واي مذهب الذي يهمها سلامة الدولار وقوته

فتحرير العراق بالنسبة لامريكا كان من اجل تقوية الدولار ليبقى دائما العملة الاقوى والاعلى في العالم لان قوة امريكا بقوة الدولار وضعف امريكا بضعف الدولار وكانت ترى في تحرير العراق قوة للدولار وهذا يعني قوة لامريكا وهذا هو سبب كل حروبها في العالم من اليابان حتى كوبا

لهذا عندما أقدمت على تحرير العراق كان هدفها بناء عراق ديمقراطي تعددي في المنطقة العربية وتجعل منه قوة تطور وتقدم للمنطقة العربية يفوق سرعة ونجاح تطور وتقدم اليابان في غرب آسيا ويفوق سرعة ونجاح تطور وتقدم المانيا في اوربا من هذا ترى نجاح العراق في بناء عراق ديمقراطي تعددي نجاح لها وفشل الديمقراطية في العراق فشل لها لهذا تحاول ان لا تفشل في العراق وفي الوقت نفسه لا تريد ان تضعف قوة الدولار في المنطقة لا شك ان هذه الحالة تجعلها في موقف حرج جدا لكنها اذا فشلت هذه الحالة من الطبيعي ستختار احدى الحالتين اي قوة الدولار او الديمقراطية فأي نظرة موضوعية للسياسة الامريكية يتضح لنا بشكل واضح انها بدات تتجه الى تقوية الدولار على حساب الديمقراطية وهذا يعني تتجه الى بقاء الارهاب واستمرار الفوضى لكنها تحصره في المنطقة القريبة من اسرائيل فقط ولا تسمح له الا وفق القوة والمساحة التي حددتها امريكا له

لا شك ان تحرير العراق والعراقيين على يد امريكا كان في صالح كل العراقيين الاحرار الذين يعتزون بحريتهم بأنسانيتهم بعراقيتهم والاكثر استفادة هم احرار الشيعة ان الاطاحة بنظام العبودية وقبر صدام وزمرته الفاسدة انقذهم من اخطر مؤامرة حيكت خيوطها من قبل الموساد الاسرائيلي وبتمويل من قبل ال سعود وبتنفيذ من قبل صدام وزمرته العفلقية وكانت تستهدف ابادة شيعة العراق ابادة كاملة لا تذر ولا تبقي وكان شعارها لا شيعة بعد اليوم وبشكل علني وبتحدي

من هذا يمكنني القول ان القوات الامريكية منحت الشيعة في العراق امور كثيرة لو يأتي المهدي المنتظر لم يمنحهم كما منحهم جورج بوش والقوات الامريكية

فكان الشيعي منذ استشهاد الامام علي وحتى 9- 4- 2003 لا مكان له في العراق ولا يحسب انه عراقي الا اذا اقر انه عبد فكان اما مطارد او معتقل او مذبوح وكان لا يثق به لانه حسب رأي ا ل سفيان وال عثمان وال سعود وكل دعاة القومجية لا يملكون شرف ولا كرامة ولا يمتون للعرب ولا الاسلام بأي صلة لهذا من لم يرحب بظلام الخرافة العثمانية واحتلالها للعراق والعراقيين ولا يقر انه من عبيدهم من رعيتهم لا يعتبر عراقي ولا يمنح الجنسية العراقية

رغم ان شيعة العراق رغم معاناتهم ورغم الاهانات التي توجه لهم من قبل اعراب الصحراء استمر اخلاصهم وحبهم للعراق والعراقيين فهم الذين حموه ودافعوا عنه وهم الذين ساهموا في بنائه في كل المجالات الفكرية والعلمية و

الحضارية ولولاهم لا عراق ولا عرب ولا أسلام فالشيعة كانوا وراء تأسيس الاحزاب والحركات الفكرية والسياسية والثورات والتغيرات المختلفة ومنها حزب البعث ومنها العلماء والمفكرين والفنانين والادباء في حين الصحراء لم تخلق الا الارهاب الدين الوهابي داعش والقاعدة منذ ايام معاوية وحتى قبر صدام

من هذا يمكننا القول بدون الشيعة لا اسلام ولا عرب في الوجود وهذا هو السبب الذي يدفع اعراب الصحراء قديما وحديثا اعلان الحرب على الشيعة والتشيع لهذا على قادة الشيعة ان يتحركوا وفق منطق العقل وفهم الواقع والانطلاق منه

والا والا

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here