أبا ظفر .. أنت قصيدة الحياة

حبي لك يا ابا ظفر حقيقة مطلقة و أحبتي ظفر ويسار امتدادا لحبنا الذي لاينتهي

اليوم الثالث عشر من ابريل ،عيد ميلادك وكعادتي أخرج يومياتك ورسائلك واتلوها واعيد تلاوتها وكأنك أمامي . في احدى اليوميات قرأت مقطعا تقول فيه : ” .. لاح الأمل كنور من بعيد كفرحة تنبعث من اعمق اعماق الروح .. كالنسيم في يوم قائظ، يوم تكلمت مع حبيبتي بلقيس تلفونيا بعد قطيعة وحددنا موعدا لنلتقي ونخطط لمستقبلنا. ان ذلك اليوم قد غير نظرتي للحياة وصرت انظر لها بمنظار وردي

انت حبيبي حي في ضمير الأبد وكما قال عنك صديقك يحيى السماوي : ” أحبه من لم يبصره .. ورثاه من لم يلتقيه .. تباها به الجبل شقيقا له .. وتفاخر السهل ابنا . به من الجبال شموخ القمم ومن النخل انحناء السعف للكادحين .. شفاف كدموع العشق..صلب كمطرقة العامل .. حاد كمبضع الجراح

أبا ظفر انت انسان وطبيب وشيوعي نادر، تؤمن بالحب والخير والمبادئء . أنت القدوة والمثل النادر في هذا الزمن الذي ازدحم فيه كل شيء ماعدا النبل والصدق والوفاء

أنت انسانيا في سماتك الشخصية وفي عطائك . . قبل فترة شاهدت في برنامج ( البوصلة ) مشهدا في احدى مستشفيات العراق . كان هناك بعض المعاقين في عرباتهم وعليهم الصعود الى الطابق الثالث حيث يتواجد الطبيب ليفحص عليهم ولا يوجد في المستشفى مصعد مما دفع بذويهم لحملهم مع عرباتهم الى الطابق الثالث . اما كان الأجدر بالطبيب ان ينزل هو اليهم ؟؟ تذكرت يا أبا ظفر انسانيتك يوم جئت الى عدن في اجازة وجائك احد العراقيين يطلب منك مرافقته لفحص جاره الفلسطيني فبدلا من أن يجلبه لك ، طلب منك ان تذهب معه لفحصه . في وقتها أنا استغربت لذلك ، لكنك قلت لي : ” لااريد ان احرجه امام جاره.. أكيد هو مفتخر أمام صاحبه الفلسطيني ” . وذهبت معه

أبا ظفر ، الوطن الذي ضحيت بحياتك من اجل حرية وسعادة شعبه، قد كثرت فيه عصابات القتل والجريمة . فقبل شهرين أقدمت عصابة مجرمة على قتل اختي الكبرى وزوجها لبن عمي بطريقة بشعة داخل منزلهما . واستطاعت قوة من مكافحة الجريمة في بغداد من القاء القبض على المجرمين وننتظر أن يصدر بحقهم القصاص العادل

بلقيس الربيعي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here