مرجعيات الأحزاب

-تعتمد جميع الأحزاب في تكوينها على قضيتين أساسيتين :

-أولهما المرجع الفكري الذي يبني على أساسه الحزب كل برامجه للوصول لأهدافه القريبة والبعيدة.مثلأ هنالك أحزاب تتبنى الفكر الرأسمالي واخرى الأشتراكي ،الليبرالي،القومي ،الديني،الفاشي …….الخ .

-ثانيهما القانون الذي يسير حياة الحزب الداخلية (النظام الداخلي) وبعضها تلتزم به بشكل كبير وخاصة الأحزاب ذات النزعات الديمقراطية والمتواجدة بدول تحترم هذه النزعات وتخشى من ردود أفعال جمهورها عند الأنحراف عن مواد النظام الداخلي .البعض الأخر يبقى النظام الداخلي عندها يتحرك حسب رغبة القيادة للحزب ،حيث تطبقه متى رأت هنالك تناغم مع رغباتها وأحيانأ كثيرة تعطله بحجج متعددة يوم لا تنسجم رغباتها مع مواد النظام الداخلي.

*هنالك حالة جديدة تطورت في المستقبل المنظور عدا عن أختصار الحزب بفرد (مثل حزب البعث ايام صدام والنماذج الدكتاتورية المتعددة،الأحزاب النازية والفاشية) برزت حالة المراجع التي تسير الحزب أو الحركة السياسية من الخلف دون وجودها بداخل القيادة . أصرخ مثال ايام محمد مرسي (الرئيس المصري السابق ) وكيف كان المرشد الأعلى للأخوان يسير الرئيس حسب رغباته بل حتى يكتب له الخطب التي يلقيها بالمناسبات .

-نفس الحالة تطورت لدينا بالعراق خاصة بداخل الأحزاب الأسلامية حيث كل حزب أسلامي لديه مرجع ديني يسير كل اعمال الحزب من وراء الكواليس وبالتالي ترى سياسية هذه الأحزاب تسير تبعأ لقناعات تلك المراجع .

*نحن في الحزب الشيوعي العراقي كيف هي الحالة عندنا؟

-لدينا نظرية فكرية نستند أليها في صياغة برنامج الحزب حسب وضع البلد (النظرية الماركسية) رغم ابتعادنا الكبيرعن جوهرها بهذه الفترة .

-لدينا نظام داخلي يسير حياة الحزب الداخلية رغم أن الألتزام به يتأرجح بين التطبيق وعدمه حسب الحالة التي تقتنع بها قيادة الحزب .

*السؤال هنا ما دور الرفيق حميد مجيد موسى السكرتير السابق للحزب في هذه الفترة ووجوده الدائم بمكتبه السابق أيام كان سكرتيرأ للحزب داخل مقر اللجنة المركزية ؟

-هل هو مرجع حزبي مثل بقية المراجع الدينية للأحزاب الأسلامية ؟

-هل هو يعمل على تدريب السكرتير الجديد لكي يتعلم أصول مهنة السكرتير للحزب على أعتبار ان الكثير من الروؤساء يحتاجون لفترة تأقلم للمهمة الجديدة حتى يصبحون مؤهلين للمهمة ؟وأذا كانت الحقيقة هكذا كم هي المدة شهر، أثنان ، سنة ،ها نحن ندخل العام الثالث بعد التغيير للسكرتير ولم يتغير شيء؟

– ما هي حقيقة مهمته؟

-هل هنالك أجندات للرفيق حميد مجيد لا يعلم بها الرفاق الأعضاء وهي محصورة فقط بعدد معين من القياديين؟

-وجود الرفيق بداخل مقر اللجنة المركزية الأ يسمح له بالتدخل بعملها من أبواب متعددة؟

-هل يستمد البعض القوة بمركزهم القيادي من خلال تواجده بينهم يوميأ؟

-بالتاكيد يحضر أجتماعات المجالس الأستشارية ولكن هل حضوره يقتصر على هذه الأجتماعات فقط أم يتعداه الى غيرها ؟

-هل سيكون لدينا هذا الموديل في المستقبل على الدوام بمعنى أن خرج السكرتير الجديد في المؤتمر القادم هل سيحتفظ بمكتبه كذلك؟ ام أن هذا الموديل فقط للرفيق حميد مجيد موسى؟

-السكرتير السابق للحزب (عزيزمحمد) سكن داره بعد خروحه من المركز القيادي وبقي يقدم خدماته لأخر أيام حياته للحزب الشيوعي العراقي والكردستاني وحتى حكومة الأقليم ولم يطالب بوجود مكتب له بداخل مقر الحزب في بغداد أو كردستان .

-هل أن الأحزاب العراقية التي لديها السلطة الحالية وخاصة الأسلامية منها ووجود مراجعها المتحكمين بمركز القرار فيها أصبحت النموذج الذي يجب أن يكون حزبنا على شاكلتهم ؟

*أم أن جميع ما ذكر أعلاه غير صحيح والرفيق يقدم خدماته الكبيرة للحزب بطلب من القيادة لحاجتها الماسة أليه بهذه الفترة وتشعر (القيادة)بالأطمئنان والقوة في وجوده بينهم؟

-لقد جرى طرح هذا الموضوع في أكثر من مكان بعد المؤتمر العاشر حتى داخل الوسط الحزبي ولكن لم تتم الأجابة على هذه الأستفسارات وغيرها مما جعل الحديث يتعداه الى الذهاب بمنحى أخر أحيانا يضر بالحزب لذلك من باب أولى لقيادة الحزب توضيح هذه القضية التي يبقى السكوت عنها مدعاة الى الأستغراب والتشكيك بالنوايا .

*كل الأحزاب التي تؤمن بالديمقراطية الحقيقية داخل بنائها الحزبي (خذوا أمثلة الأحزاب العربية ،اللبناني ،المغربي وغيرهم ناهيك عن الأحزاب في الدول الأوربية) تعتبر النظام الداخلي هو القانون الذي يسير حياتها الحزبية ولا مجال لتجاوزه بأي شكل ونحن كحزب أختط منذ المؤتمر الخامس(1993 )شعار الديمقراطية والتجديد لا وجود بالنظام الداخلي بأية فقرة فيه لمرجع خاص (فرد) وبالتالي وجود الرفيق بهكذا شكل يعتبر خللأ بتطبيق النظام الداخلي.أن أستحداث أية مهمة لرفيق مهما كان دوره يجب أن تخضع لمواد النظام الداخلي لكي نضمن أحترام الجميع لهذا النظام وبالتالي قيادة الحزب أذا أرادت تطبيق بنود النظام الداخلي بشكل صحيح من قبل قواعد الحزب ملزمة هي أولا بتطبيقه بالشكل المناسب .

*أن تجربة أحزاب بلدنا التي لا تعير أهمية لنظمها الداخلية وتبقى سياستها محصورة برغبة فرد أو مجموعة لا يجب أن تكون هي النموذج الذي نستمد منه شكل أدارة حياتنا الحزبية بل نحن نفتخر بوجود نظام داخلي نتعب كثيرأ على الدوام في تطويره حسب حاجتنا وظروف عملنا ونسعى بأن نكون نموذجأ أيجابيا لبقية الأحزاب لكي تتطور الحياة السياسية ببلدنا بشكل صحيح وتنعكس نتيجتها على عموم المجتمع .

مازن الحسوني 7/4/2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here