هل ستطلب أميركا من السنة والكورد الإنسحاب من العملية السياسية ؟

خضير طاهر
إستثمار اللحظة السياسية عمل لايجيده إلا الكبار أصحاب الخبرة المسنودة بالقوة ، ومنطق اللحظة الراهنة جاهز لإستقبال الحضور الأميركي الكامل في العراق ، إذن ان معظم أبناء الشعب يرحب حاليا بالوصاية الأميركية ، نتيجة ان العملية السياسية منهارة وفقدت شرعيتها بسبب الفساد والتزوير والهيمنة الإيرانية .
وأميركا كما نلاحظ ماضية بالفعل في خطوات نزع الشرعية عن العملية السياسية في العراق ، ومن يقرأ دلالة إعلان البنتاغون عن مسؤولية الميليشيات الشيعية عن قتل أكثر من ( 600 ) جنديا أميركا في العراق ، سيدرك ان هذه الخطوة هي تمهيد إعلامي وسياسي لتهيئة الأجواء للقيام بإجراءات عقابية ضد هذه الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وسيكون من الطبيعي ان تطلب أميركا من حلفائها سنة العراق والكورد الإنسحاب من الحكومة والبرلمان إحتجاجا على مشاركة فضائل ميليشياوية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في العملية السياسية ، وعندها ستصبح الحكومة غير شرعية ، وسيكون من الواجب على أميركا المسارعة الى وضع العراق تحت الوصاية ، وتشكيل حكومة طواريء عسكرية .
وكل من شاهد إستقبال الرئيس الأميركي ترامب لقائد الإنقلاب في مصر الرئيس السيسي والترحيب به في البيت الأبيض ، عليه الإقتناع ان عهد الديمقراطية في العراق والوطن العربي قد إنتهى ، وان نموذج إنقلاب السيسي هو المطلوب لمنع وصول الإسلاميين الى السلطة والفوضى الإجتماعية والسياسية ، وان هذا النموذج قادم حتما الى العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here