كشف اللثام عن حقيقة اللئام في إيران

بقلم مهدي قاسم

الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد اثبت مرارا بأنه من
ضمن أنزه الساسة والرؤساء القلائل في العالم سواء كرئيس دولة أو عضو مجمع الدستور ، سواء من ناحية الحفاظ على المال العام وصيانته من الهدر و النهب ، أو نمط العيش المتسم بالزهد والبساطة ، و هذه الحقيقة البينة ، ربما قد لاحظها و أحس بها حتى بعض خصومه من ساسة ومسؤولين
في العالم ، وأن لم يعترفوا بها علنا ، كما أنه ينبغي الإشارة إلى أنه بالرغم ذلك فأن أحمدي نجاد كان مؤمنا بمبادئ الثورة الإسلامية الوخيمة التي حلت كلعنة صاعقة على المنطقة العربية من حيث نتائجها الكارثية الحالية ، ولا سيما على العراق الذي انتقل من دولة تُقاد
بقبضة صدامية فردية صارمة و باطشة إلى دولة ميليشيات ” جماعية ” تُقاد بالبلطجة و الزعرنة والنهب المنظم للعام و الخاص ، حسب الكيف و المزاج باسم الدين و المذهب حيث أصبح كل شيئ ” مقدسا ” من تراكتور إلى كبش و عمود كهرباء و انتهاء بقتلة ” مقدسين ” من فصائل إعدامات
سرية ..

و رجوعا لموضوعنا الأساسي وددنا القول أن الرئيس الإيراني
السابق أحمدي نجاد قد اكتشف هو الآخر ــ ولو متأخرا جدا ــ :

ــــ أن ( ..
الثورة الإسلامية التي قادها الخميني كانت من عمل بريطانيا“.
و أن ” الأوضاع في بلاده بـ“السيئة للغاية“، مشيرًا إلى أنّ ”الأوضاع الاقتصادية وغيرها في عهد نظام الشاه محمد رضا بهلوي كانت أفضل بكثير من الوقت الحالي “.بل و أكثر من ذلك وضوحا يضيف أحمدي نجاد” خلال حديث لوكالة أنباء ”فارس نيوز“، إنّ ” الحريات الاجتماعية في
إيران الآن أسوأ من زمن الشاه محمد رضا بهلوي، وإن السجون مليئة بمعارضي رؤساء السلطات الثلاث، وإن القضاء لا يسمح بتوجيه أبسط الانتقادات * “.. ) .

حسنا إذا كان هذا رأي رئيس جمهورية سابق في إيران عن الأوضاع السيئة
جدا في إيران سواء منها الاقتصادية أو الأمنية والقبضة القمعية الباطشة والساحقة ، فكيف الأمر برأي مواطن إيراني عادي الذي بتُلي بنظام ثيوقراطي قمعي خانق ولا يعرف كيف الخلاص منه بالرغم من تظاهرات عديدة ؟ .

بل فما هو موقف بعض العراقيين من ذيول النظام الإيراني من عملاء و خونة
وتخادميين بائسين الذين يدافعون عنه بطريقة فاضحة وبصورة من هو أكثر ملكيا من الملك نفسه فما موقفهم من رأي أحمدي نجاد عن سوء النظام الإيراني حاليا ؟..

علما بأن الحقائق و الوقائع المعاشة يوميا من قبل الناس ستبقى كثر مصداقية
ودلالة ــ سلبا أو إيجابا ــ على حقيقة وجود شيء ما ، سواء كنظام سياسي أو اجتماعي أو أي شيء آخر ، من أن تزُّوق تزّويقا عاطفيا زائفا و قائما على أوهام وأباطيل كاذبة مختلقة ، ولابد أن تبرز ظاهرة للعيان والبيان و تُكشف أمام الناس ، مهما طالت الأيام و السنين
.

فها هي الرتوش ” المقدسة ” و” الربانية ” المغدقة على النظام الإيراني
القمعي تتساقط لتكشف لنا ما هو مخفي من قباحة وبشاعة ..

لأنه يمكن أن يُقال أي شيء عن أحمدي نجاد ما عدا أن يكون بعثيا أو وهابيا
، مثلما التهمة الوحيدة و الجاهزة في جعبة بعض الكتبة الإسلاميين ..

هامش ذات صلة
:

* (… أحمدي نجاد: ثورة الخميني ”تخطيط وعمل بريطاني“
وصف الرئيس الإيراني السابق، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، أحمدي نجاد،
الثورة التي قام بها المرشد الراحل، الخميني، العام 1979 ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي بأنها ”عمل بريطاني“، وفقًا لما نقله عنه رجل الدين ”عباس أميري فر“، وهو من الشخصيات المقربة منه.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ”إيسنا“، اليوم السبت، عن أميري
فر، تأكيده لما قاله أحمدي نجاد خلال جلسة خاصة كان أحد الحاضرين فيها في منطقة (ولنجك) شمال طهران، بأن ”الثورة الإسلامية التي قادها الخميني كانت من عمل بريطانيا“.

وقال أميري، اليوم السبت، إن نجاد أطلق تصريحات أسوأ مما ذكرته (بأن
الثورة من مخطط وعمل بريطانيا)، وبسبب الكلمات المهينة التي أطلقها نجاد، غادرت ذلك الاجتماع وقطعت علاقتي به.

والآن -يقول أميري-”أنتم بكل اختيار يمكنكم أن تصدقوا أو لا تصدقوا،
وإذا نظرتم إلى المقابلات التي أجراها مؤخرًا (نجاد)، والأسوأ من ذلك، أنه أهان وأساء إلى المرشد الأعلى (علي خامنئي)“.

وأضاف:“أنا فخور بأن أعلن للجميع أنني الشيخ عباس أميري فر، عضو في الحرس
الثوري برتبة 19 ما يعادل (رتبة لواء) ومازلت متقاعدًا“.

وكان نجاد وصف خلال مقابلة صحفية في 26 من شباط/فبراير الماضي، بعدما
هاجم المرشد خامنئي، الأوضاع في بلاده بـ“السيئة للغاية“، مشيرًا إلى أنّ ”الأوضاع الاقتصادية وغيرها في عهد نظام الشاه محمد رضا بهلوي كانت أفضل بكثير من الوقت الحالي“.

وقال نجاد الذي حكم إيران لمدة ثماني سنوات خلال حديث لوكالة أنباء ”فارس
نيوز“، إنّ ”الحريات الاجتماعية في إيران الآن أسوأ من زمن الشاه محمد رضا بهلوي، وإن السجون مليئة بمعارضي رؤساء السلطات الثلاث، وإن القضاء لا يسمح بتوجيه أبسط الانتقادات“.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here