حول قضية الدفاع عن النفس

د. حامد السهيل والدفاع عن الوطن

حينما يتعرض المرء الى الخطريجد نفسة ملزما للدفاع عن نفسة, خاصة عندما يشعر من القريب والصديق , لمختلف الاسباب, يعتذر, يتجاهل او انه له تصوراته ومواقفه الخاصة التى تمنعة, تحيل ان يقدم موقفا ايجابيا, ومن المحتمل جدا ان يكون ضعيفا لايقوى على حماية نفسة, يعيش فى مهب الريح تتدافعه الرياح والامواج شرقا وغربا شمالا وجنوبا. ان الكثير منا عاش هذه الحالة على درجات مختلفة وخلفت علية تأثيرات وردود افعال مختلفة. على اى حال لابد على المستوى الشخصى ان نتعلم قضية الدفاع عن انفسنا ونأخذ امورنا بايدينا ولا ندع الذين يحملون شرا وضغينه ان يتمكنوا منا. من هنا فان الدفاع عن النفس قضية ضرورية جدا وتقوم ايضا على الاعتماد على النفس لاسيما بعد خيبات الامل وسؤ التجربة مع الاخرين, هذا لايعنى الانعزالية والشك والتشكك بالاخرين وبناء حواجز من الاحكام المسبقة

حينما يلتقى العراقيون فى الوطن او فى الغربة فان الحديث الذى يتداول فيما بينهم يدور حول الاوضاع العراقية قديمها وحديثها ومستجداتها ويتطور الحديث ويكتشف كل لوحده ان الازمة مستمرة وقد طال عمرها وتاخذ اشكالا مختلفة تتجدد بشكل مستمر, ان مجرد عملية التكرار لمختلف الاحداث يجعل منها ظاهرة اجتماعية تخضع الى منهجية لها الادوات والاساليب, الاهداف والنتائج ولها من الفاعلين الظالعين فى السلطة والقرار. وينتهى الحديث مؤقتا ويتجه كل منهما الى مشاغلة والتزاماته بقلب موجع والم كبير وتساؤلات محيرة حول حقيقة هذا الذى يحصل الذى لا يتقبله العقل والضمير, والى متى يمكن ان تستمر هذه الفواجع والمأسات بحق الشعب والوطن والى متى يمكن ان تستمر نخبة المحاصصه فى تصوراتهاالبائسة, انهم بناة العراق .

لقد اصبح جليا بوضوح من حكومة المحاصصه لا تفكر ببناء وتطوير البنية التحتية, وسوف تستمر مأساة الكهرباء والماء الصالح للشرب وكذلك ازمة المدارس وازمة السكن سوف تزداد حدة وتعقيدا, ان الشوارع التى تربط المحافظات لعدم صلاحيتها الفنية وحالتها المتردية قد اصبحت مجالا واسعا لموت العراقيين ناهيك عن ساعات الانتظار الطويلة فى مغامرة استخدام السيارة فى شوارع المدن وخاصة مدينة بغداد, هذا الاهمال المتعمد من قبل الطبقة الحاكمة يعتبر جريمة متكاملة الابعاد بحق الشعب والوطن. ان انتفاضة العراقيين فى الصيف الماضى وخاصة فى مدينة البصرة عبرت بقوة عن الاوضاع

الماساوية التى يعيشها الشعب العراقى, وكما هى العادة فقد وعدت قيادة حكومة المحاصصة بتنفيذ وتحقيق مطاليب السكان ولكن لم يحصل عمليا شيئا يستحق الذكر ,وتتفاقم الازمة والنخبة الحاكمة تعيش مستمرة على حالة ” لا ارى لا اسمع لا اتكلم”.

ان حكومة السيد عبد المهدى التى بعد هذه المدة الطويلة التى رافقتها فضائح عدم اهلية بعض الوزراء, لاسباب متنوعة لمنصب وزارى لم توفق لحد الان فى تسمية وزيراء للدفاع والداخلية, ونحن نسئل هل عجز الاسلام السياسى ان يجد بين اعضائه من تجد فيهم الاهلية لمثل هذه المناصب الرفيعة,ام ان الجميع قد بات تاريخهم ليس مشرفا ولايمكن الاعتماد عليهم. ونسئل ايضا عن هذا الاصرار على تسمية السيد الفياض لوزارة الداخلية وكما يبدو فأن السيد الفياض يتمع بقدرات وكارزما فريدة نادرة لا تتوفر فى الاحزاب وكتل الاسلام السياسى الاخرى وعلاقاته تمتد شمالا وجنوبا شرقا وغربا وربما طور المعادلة الرياضية لاطلاق صواريخ الى القمر بدون وقود؟ !!.

ان التطورات المثيرة لتى حصلت فى وزارة السيد عبد المهدى تدعو الى القلق وتلزم التفكير الجدى لنا جميعا باعادة النظر فى تفكيرنا ونشاطاتنا, ان ميزانية عام 2019 حملت مفاجئة سعيدة واعدة بالنسبة لحكام اقليم كردستان. بعد ان كانت النسبة 17% من الميزانية اصبحت 20% بالرغم من النسبة القديمة كانت لا تتناسب من حجم السكان, ولابئس لو انها سوف تستخدم للتعليم والصحة ورفاهية الشعب الكردى. ان الاتفاق الذى عقدة السيد عبد المهدى عندما كان وزيرا للنفط حينما كان وزيرا للنفط كان مريبا حقا, ان الاقليم لم يلنزم بالاتفاق لحد الان, بل انه ممتنع عن تسليم 250 الف برميل من نفط الاقليم الى شركة النفط الوطنية سومو. ان الاتفاق مهد الطريق لتصدير نفط الاقليم بشكل رسمى بعدما كان الاقليم يقومون بتهريبه!! , ترى لماذا اذن تمت زيادة حصة الاقليم من ميزانية 2019 الى 20%, ولماذا يتعامل د. عبد المهدى بهذا الكرم مع او بهذه اللامبالاة والضعف مع الاكراد. اننا نسئل فيما اذا كان للاكراد مع الدكتور عبد المهدى ” فصل عشائرى” يخاف من عواقبه وربما لهم علية بعضا من التاريخ والجغرافية.؟ ان حالة الضعف والامبالاة تقود الى اشياء غريبة وغير معقوله: ان يتم استقبال السيد البرزانى رئيس الاقليم المنتهية صلاحيته فى الاردن كرئيس دولة مستقلة ويرفع علم كردستان دون وجود لعلم دولة العراق, مازال اقليم كردستان جزءا من العراق وما زال السيد البرزانى قد انتهت شرعيته كحاكم للاقليم. ترى لماذا تقبل الحكومة بهذة الاهانه ويتعامل معها بهذا الاستخفاف والذى ينعكس على تعامل الاردن وبقية الدول مع العراق والعراقيين بمثل هذه الاهانات, هل فقدوا كرامتهم واعتادوا الاهانه منذ زمن المظلومية؟

ان احداث جسام واتفاقيات توقع عليها حكومة السيد عبد المهدى تهدد حياة ومستقبل العراقيين والوطن, لماذ توافق الحكومة على دخول 403 من مختلف انواع البضائع الاردنية دون ان تخضع للرسم الكمركى, الم تفكر الحكومة العراقية باوضاع الصناعة

الوطنية, متى تعافى وتتطور وتتوجه نحو تشغيل الايدى العامله العراقية المعطله. كيف يمكن الكلام عن التعاون والعمل المشترك مع دول الجوار العراقى وقد اصبح العراق سوق استهلاكية لهذه الدول, وسوف تعمل كل دول الجوار بكل قوة على ابقاء العراق على وضعه الراهن التعيس, لا صناعة, لا زاعة ولا خدمات, المهم ان السلطة بيدهم!! ان حكومتنا “الرشيدة” تنوى بمد انبوب لنقل البترول عبر الاراضى الاردنية الى ميناء العقبة والذى تقدر كلفتة 10-18 مليار دولار, ماهى الضرورات المستجدة لمد مثل هذا الانبوب, ان نفطنا يتدفق وبلغ انتاجه3- 4مليون برميل. ان هذه الطاقة الانتاجية عالية جدا ولاتوجد اوضاع ملحة لزيادتها والتفكير بفتح انبوب جديد عبر الاردن. هل تعلم حكومتنا بان الاردن قامت بتخفيض اجور ميناء العقبة للبواخر والذى بدات اولياته بتعطيل ميناء البصرة وعدم استخدامه من قبل خطوط النقل العالمية. والجديد المثير هو الاتفاقيات المحتملة مع جمهورية مصر العربية ونوايا تصدير بضعة ملايين من العمالة المصرية الى السوق العراقية. الم تكن التجربة مع العمالة المصرية ايام الثمانينيات كارثية؟. وماذا عن تعديل قانون الجنسية العراقية المزمع تشريعه, ماهى الضرورات التى تلزم تشريعة ولمصلحة من؟. هل يجهل الدكتور عبد المهدى اثر هذه الاتفاقيات ومواقف دول الجوار على العراق والشعب العراقى, وهوخريج جامعة بغداد ايام العز والمهنية, وخريج فرنسا وضليع باللغة الانكليزية والفرنسية , هل ان هذه الاتفاقيات تفرض علية ولا يقوى على المقاومه, ام انه احد المنظرين وعنصرا فعالا فيها.

ان الخطر يهدد العراق بان يصبح منطقة نقل وساحة للحروب والصراعات والتى نحن ووطننا ليس له فيها لا ناقة ولا جمل. هل سوف يوفق رئيس الوزراء بطرح مشروع يحمى العراق من ويلات حروب التى يمكن ان تحدث, وهل سيكون قويا ومسؤلا وويحدد من تطرف ما يسمى بالمتشددين وحاملى الاسلحة وتجار المثاليات والتعصب .

ان اوضاع العراقيين قد اصبحت فى جميع حقول الحياة يرثى لها وهناك قصور كبير فى تلبية متطلبات الشعب الضرورية, علما بان قطاعات واسعة من الشعب قد انتفضت وخرجت الى الشوارع تطالب بابسط مقومات الحياة, العمل, ماء صالح للشرب, التعليم الكهرباء…..الخ الا ان الحكومة قدمت وعودا ولكن لم تقوم بتحقيقها, وهذا قد اكد على سلبية العلاقة بين الشعب وحكومة المحاصصه, واصبح الموقف مثيرا حقا وقابل للانفجار فى اى لحظة, وصيفنا بأيامه الطويلة قادم بكل تاكيد.

لقد انتج وينتج المثقفون والمهتمون الامناء على العراق وشعبة دراسات وكتابات تنويرية رائعة ترسم صورة لاوضاع العراق وشعبه, وكما يبدو لى اننا نكتب لانفسنا وكوسيله للتعبير باننا ما زلنا على قيد الحياة, على الرغم من اليأس والاحباط والامراض والعديد منا من يعيش بصعوبات مادية كبيره. ان شعبنا العراقى على علم باوضاعه ووضع بلده ويدرك الى حد كبير ما يدور فى الكواليس وما يدور حوله وعلية ان نخبة المحاصصه

لا تقرأ ولا تكتب ولم تعتاد على ذلك, ولذلك يجب ان نطور الاساليب والطرق التى تفهما نخبة المحاصصة وتعير لها اهمية وتحس بخطورتها. انها افكار وسائل يجب ان تبتكر جديرة بالدفاع عن الذات والوطن. ان الوطن بحكومة المحاصصه مهدد بالضياع, ان لم يكن معروض للبيع اصلا , وسوف نكون , نحن ابنائه غرباء فيه او مشردون فى مختلف بقاع الارض.

د. حامد السهيل 15/ 4/ 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here