قطار العراق المعلق

في اغلب دول العالم تسير قطاراتها من محطة إلى أخرى في مسار واحد وبسرعة محددة وفق مخطط مرسوم بدقة ، ووصلت إلى هدفها أو مقصد راكبيها ،إلا في بلاد الرافدين فقطارنا عكس كل تلك القطارات فمازال معلق ليومنا هذا .

مصائب العراق لا تأتي فردا،فبين حكومات تعاقبت على حكمنا منذ عهود طويلة،وسارت بالبلد وأهله في عدة مسارات واتجاهات شتى ،ومن محطة إلى أخرى،بل كانت من دهليز إلى دهاليز أخرى ،وأسوء من السابق بكثير جدا ، و مهما كان واكرر مهما كان الثمن أو النتيجة لتلك الرحلات الطويلة والشاقة على كل العراقيين من حروب ودمار وخراب ، وقتلى وجرحى وأرمل وأيتام بالمئات الآلاف ، ويستمر نفس السيناريو إلى وقتنا الحالي .

وبدون إي تخطيط أو تنظيم لتلك الرحلات ،لأنهم ليسوا أهل للمسؤولية والقيادة في اغلب الأحيان ، والخبرة والكفاءة معياران غائبان عن معظم تلك القيادات السابقة والحالية ، ولا أتصور يمتلكون ذرة من الإنسانية والوطنية ، وإلا بلد الخيرات والثروات ، والثقافات والحضارات يكون حاله بهذه الصورة المزرية في مختلف الجوانب والنواحي ، وهم غارقون في بحر ملذاتهم السلطوية،وقراراتهم وتشريعاتهم تخدم مصالحهم ومصالح الغير بالدرجة الأولى , وعلى العكس تمام لشعوبنا المظلوم .

سيول أغرقت أرضينا الزراعية وغمرت منازل ساكنيها ، وشردتهم في العراة ، وتهدد الآخرين بنفس المصير ، وبين قرب فصل الصيف اللهب ، ومعاناة لا تنتهي منذ سنوات في كل موسم ، وبدون أي حلول واقعية للسيول من جهة وللمشكلة الكهرباء من جهة أخرى ،و الحكومة تريد أنشاء قطار معلق في العاصمة بغداد الحبيبة .

قطار العراق معلق ، وسيبقى على هذا الحال مادامت القيادة غير قادرة ولا تمتلك الخبرة والكفاءة على قياداته باتجاه الصحيح ، لكن الأمل في إن يقول الشعب كلمته الفصل لكي يكون على المسار الذي يوصلنا إلى بر الأمان .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here