المعلم الأستاذ : الأشد على الأمة من الدجال هم أئمة الضلالة

الإنسان بفطرته كائن حي يهوى الحرية التي لا حدود، و يميل أيضاً و بحسب فطرته إلى عدم التقيد بما تفرضه القوانين و الأنظمة المتعارف عليها في المجتمع البشري و كذلك السماء وما أوجبته من تعاميم و أحكام تعمل على تنظيم حياة الفرد و المجتمع الذي ينتمي إليه كلنا منا، لكنها ومن أجل ضمان سير الحياة وكما هو مخطط له من قبلها فقد رفدت الإنسانية بالقيادات الكفاءة القادرة على إدارة دفة الأمور بما يحقق طموحات الإنسان من جهة، وبما يحقق ما تصبو إليه الإرادة السماوية من جهة أخرى حتى لا تنقلب الموازين و يقع المحظور، فجاءت الأنبياء و الرسل و الخلفاء الراشدين و الأئمة الصالحين كلهم يعلمون على هداية الإنسان إلى قيام الهدف الأسمى الذي خُلقنا من أجله على وجه المعمورة، و أيضاً إن من أهم الوظائف الملقاة على عاتق هؤلاء المرسلين أن لا يسمحوا لكل مَنْ تسول له نفسه الضعيفة بأن يتخذ من العباد مطيةً له لكي يصل إلى غاياته الفاسدة التي تطيح بالكرامة و الأخلاق الإنسانية، فلطالما كانت وما تزال النفوس الشريرة و الضمائر الميتة و العقول المتحجرة التي يتملكها حبّ الدنيا و المال السحت الحرام و الواجهات المزيفة القائمة على خدمة المخططات الأجنبية كأجندات لها تعمل على حماية مصالحها و إغراق العراقيين بمزيدٍ من المآسي و الويلات حتى تبتعد عن دينها يوماً بعد يوم من خلال قراءة ما يجلو في خاطر الفرد العراقي و تهيئة السبل الكفيلة بانحرافه عن جادة الصواب حتى يكون لها تابعاً ذليلاً يجعل كل شيء في رقبتها وكما يقول المثل ذبها براس عالم و اطلع منها سالم هذا يعني أن الإنسان قد سلم زمام أموره بيد هؤلاء المتمرجعين وقد ألغى دور العقل وما يفرضه عليه من عقلانية و التفكر قبل اتخاذ هكذا قرار قد يندم عليه في الأولى و الآخرة و حينها ولات مناص ؛ لان الشارع المقدس و العقل الأعراف الاجتماعية تفرض على متصدي لقيادة المؤسسة الدينية أن يكون من أهل العلم، وله من الآثار و الأدلة التي تؤيد صدق دعواه، و بخلاف ذلك فإن مصير الأمة سيكون في خطرٍ إذا سلمت أمورها بيد جُهالها المتلبسين بزي القديس، وهذا ما حذر منه الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في حديثه الشريف القائل : ( لغير الدجال أخوفني على أمتي أئمة مضلين ) فالكل يعرف حقيقة الدجال وحجم خطره الذي لا يقف عند حد لكن رسولنا الكريم يعطي حقيقة الأشد من الدجال وهم الأئمة المضلين أداوت الدجال التي تنفذ له مخططاته و تدافع عنه بكل الأساليب و الطرق حتى تدفع الخطر عن عنه، و اليوم نجد أن المحقق الأستاذ الصرخي الحسني يجدد التحذير من الأئمة المضلين الذين يهددون مستقبل فلذات أكبادنا، فوجودهم كالوباء الفتاك فلابد من استئصاله و بأسرع وقت ممكن ولهذا نرى أن السيد الأستاذ قد وصفهم بالأئمة الضلال في بحثه الموسوم نزيل السجون فقال : ( ما من نبي إلا وحذر أمته من الدجال، و النبي الأمين – صلى الله عليه و آله و سلم – و المعصومون – عليهم السلام – حذروا الأمة من الدجال و فتنته ومن أتباعه و أشياعه، بل حذروا ممَنْ هو أشد على الأمة و من الدجال وهم أئمة الضلالة وهم الدجالون الممهدون للدجال الأكبر الأعظم ) .

فالله تعالى وهب للإنسان نعمة و جوهرة العقل و منحه عملية التفكير بكل خطوة قبل أن يُقدم عليها أو أي قرار يتخذه مستقبلاً، فالعقل و المنطق و الشرع كلها تفرض علينا أن لا نتبع أناس جُهال، فأين هم من العلم وهو منهم براء.

http://www.m9c.net/uploads/15541916511.jpeg?fbclid=IwAR2cGM9q5juAAo9DLQ2oJpJMJsXNLkLYu9eU5ZhuN-CghZvUXZSs8No9ocgا

بقلم الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here