ماذا نحتاج لكي نحافظ على قدسية مدينة النجف الأشراف ؟

يناقش في مجلس محافظة النجف قانون مسودة قدسية مدينة الأنبياء والأوصياء ، ومرقد إمام المتقين على ابن أبي طالب ، والعلم والعلماء ، والحديث عنها يطول ،وبحاجة إلى عشرات المقالات ، وليس لمقالة واحدة تعطي أهمية ودور هذه المدينة المقدسة .

ماذا نحتاج لكي نحافظ على قدسية مدينة النجف الأشراف ؟

قبل الحديث عن حاجة مدينة النجف لابد لنا من نعرف أمران الأمر الأول اغلب القوانين المشرعة في البلد ما بعد 2003 من قبل الحاكمين هي قوانين تقف ورائها مكاسب سياسية أو إعلامية بحتة ، وليس من اجل مصلحة البلد وأهله ، والحقائق أو الوقائع على هذا الأمر كثيرة ،و لا تحتاج إلى دليل أو أثبات من خلال تجاربنا الماضية للحكومات السابقة والحالية سواء كانت المركزية أو المحلية.

والأمر الأخر تطبيق أو تنفيذ هذه القوانين الكثير منها بقيت حبر على ورق دون تنفيذها ، وما أكثر الاستثناءات بحجج شتى أو تتدخل أطراف حزبية متنفذة أو مجموعات معينة تحول دون فرض القانون على المخالفين من قبل جهات الرسمية من باب الو لاءات أو المحاباة، والعلاقات ذات الطابع التجاري الربحي بينهما ، ولا ننسى التدخل العشائري في هذا المسائل .

ما نحتاج لكي نحافظ على قدسية مدينة النجف الاشرف بالفعل إلى يعرف المشرعين او الحاكمين له الأسباب الحقيقية لأصل المشكلة قبل تشريع القانون ، لان الحل من خلال فرض القانون بالقوة سيعقد المسالة أكثر، وبدون نتائج فعلية ،ولا يفوتنا أمر غاية في الخطورة ، وهو من يقف وراء هذه الأفكارالمضللة لشبابنا جهات تعمل منذ سنوات على نشرها، وتدمير فكر وعقيدة اغلب فئات المجتمع ، لكي تحقق من ورائها مأربها الشيطانية

الدنية، وما جرى في البلد من دمار وخراب ودماء خير دليل على ذلك هذا من جانب .

جانب أخر مهم جدا تفاقم مشاكل البلد عموما و المدينة خصوصا التي حالها كحال المدن العراقية التي تعاني من تردي الواقع الخدمي ، ونقص مؤثر في الأبنية التحتية ، والآلاف من العاطلين اللذين هم أسرى المقاهي والكازينو ، وممارسة الألعاب الالكترونية التي لا تنفع لساعات طويلة أو السهر حتى الصباح على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبدون حلول واقعية من قبل الطبقة السياسية التي تعمل أمر واحد هو تقاسم السلطة وملذاتها ،ومشاكل وهموم الناس مجرد ورقة يحالون الاستفادة من ورائها لتحقيق مكاسبهم ، ليكون نتاج هذا الوضع ما نعيشه اليوم من وضع يندى له الجبين ، وما نشهده من إساءات أمر وارد في ظل عدم وضع حلول جذرية من قبل كل الجهات ذات العلاقة .

خلاصة الحديث على الحاكمين أولا معرفة القيمة الدينية و التاريخية والمعرفية والحضارية لمدينة النجف الاشرف، وان يتعلموا ويقتدوا بمنهج الإمام على عليه السلام في كيفية إدارة الدولة،ورعاية الرعية ، والمحافظة على قدسية و منزلة المدينة من خلال حملات توعويه تثقفيه للكل من خلال إقامة ندوات أو جلسات حوارية فكرية ، وخصوصا لفئة الشباب التي تحتاج إلى فكر يعالج الإمراض الفكرية والعقائدية التي أصابت عقولهم ، بسبب الغزو الثقافي ، والتي أثرت سلبا على ثوابتنا الدينية والمجتمعية ، والعمل على حل مشاكل ملف الخدمات ، وتوفير فرص لهم ، لكن هذا الأمر يتطلب مشاركة الجميع من الجهات الرسمية وغير الرسمية ، لان خطورة الأمور تستوجب هذه المشاركة الجماعية .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here