رأي في عقوبات ترامب ضد ايران

ليث شبر

التعميم غالبا مايوصلنا الى نتائج مشوشة وغير سليمة وعلى أساس هذه المقدمة نطرح هذا الموضوع للنقاش ونحدده ضمن اطاره فقط..
بلا أدنى شك أن عقوبات ترامب التي يفرضها على ايران انما يراد منها اضعاف النظام الذي يحكم ايران وتقليص نفوذه وتأثيره الخارجي سواء على العراق أو سوريا ولبنان واليمن أو دولا خارج الإطار الإقليمي في اسيا وأفريقيا وأيضا تصفير درجة الخطر على الكيان الصهيوني ومن يسانده في المنطقة وكل ذلك من خلال انهاك اقتصاده وقطع تعاملاته التجارية وتصفير صادراته النفطية الى العالم وهو بالنتيجة حصار شامل أدى وسيؤدي الى صعوبة الحياة في ايران وتجويع شعبه وسلب حياته الكريمة..
هنا يجب أن نتساءل قبل أن نتخذ موقفا محددا.. هل مايقوم به ترامب مسموح به؟ وهل اجراءاته التي يعارضها أغلب القوى العالمية ونسبة كبيرة في أمريكا سياسيا وشعبيا واعلاميا قانونية وشرعية ؟..
اعتقد أن العراقيين الذين عانوا من الحصار الظالم في التسعينات هم أقدر الناس على الإجابة فالسنوات العجاف التي عانوا فيها الأمرين؛ ظلم النظام الذي حكمهم.. وظلم امريكا التي قررت ومعها العالم حينها تجويع الشعب العراقي وإذلاله وكسر ارادته وتحطيم كرامته..
واذا كان ترامب بعنجهيته وقراراته الحمقاء التي هددت وتهدد الاستقرار والعيش الكريم في كل العالم مقبولة من أطراف محددة وتوجهات وسياسات لدول في المنطقة بسبب عدائها لإيران أو استسلامها للضغوط الأمريكية.. فإن العراق اليوم يقف في مفترق طرق وإن قراره يجب أن يصدر على أساس معاناة شعبه والتوازن في علاقاته الدولية ورفض الاملاءات من أي طرف كان..
ان الاستسلام للإجراءات التي يقوم بها ترامب في المنطقة هو في حقيقته تهميش العراق واضعاف دوره الريادي في المنطقة وهو ايضا خطوة لتقسيم العراق الى معسكرين ايراني وامريكي وأن العراقيين وان اختلف قسم منهم مع النظام في ايران فهم لايقبلون جميعا تعريض شعوب المنطقة وبالخصوص جيرانهم الى التجويع والإذلال وسلب الإرادات.. وعلى الحكومة العراقية عليها أن تؤكد موقفها الداعي الى احترام القرار العراقي بأن لايكون طرفا من بعيد او من قريب بهذه العقوبات غير القانونية وغير الانسانية..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here