مازن الحاج قاسم فنان سوري شاب يقيم مهرجاناً للأفلام السورية في اوربا

جاء من وطن الياسمين يحمل عبق الشام وارثها وحضارتها متسلحاً بإيمان راسخ ان لاشيء مستحيل اما الصدق والحب .

يحاول بجد ان يخلق لغة مشتركة بين الشرق والغرب ، يمد جسوره الإبداعية عبر التزاوج بين كوبنهاگن ودمشق. لن تكن مهمته سهلة لكنها ليست مستحيلة فأمام الإرادة والعزيمة ينثني المستحيل ليصبح ممكناً.

مازن الحاج قاسم اسم يعرفه الدنماركيون عن قرب كما يعرفه العرب تماماً .

فهو سوري الهوى دنماركي النشأة والتعليم، شارك في العديد من الاعمال الدرامية السورية الى جانب فنانين كبار عمل في مسلسل (تحت سماء الوطن بشخصية سالم) ومسلسل روزنامة وغيرها ،جاء الى الدنمارك مع والده وعمره 4 سنوات ، أحب الدراما وعشق الفن ، وتعرف على الحياة في هذا البلد الاسكندنافي الجميل ، وتشرب من ثقافته كما تعرف على النخب الفنية الدنماركية ، لكنه في الوقت نفسه حمل هم وطنه الأم سوريا ، وسعى بشكل حثيث على تغيير الصورة النمطية عن العرب وإنتاج ثقافة ثالثة تكون حلقة الوصل بين الثقافتين. التقته مجلة لندن لايف ستايل ليحدثنا عن رحلته و منجزه الفني وعن مهرجان السينما السورية للافلام القصيرة .

استاذ مازن حدثنا عن مازن الحاج قاسم الفنان والأنسان ؟

‫ ولدت في سوريا بمدينة اللاذقية، وأتيت الى الدنمارك وانا في الرابعة من عمري ، كان والدي اول سوري تطأ قدماه هذا البلد منذ ٤٠ سنة وعشت طفولتي وشبابي بالدنمارك تعلمت ودرست وتعرفت على الحياة وعلى الفنانين والوسط الفني ، لكني عدت الى سوريا وعشت ردحاً من السنين بدمشق و عملت بالدراما السورية وشاركت في دور بطولة عام ٢٠١٣ في مسلسل تحت سماء الوطن بشخصية سالم ، ورجعت للدنمارك بنفس العام و أعملت افلام و مسلسلات وعروض مسرحية باللغات الدنمركية و الانكليزية و كنت اول سوري يقدم عمل من انتاج Netflix بعمل The rain‬

‫س: ليس من السهولة بمكان ان يقوم فنان شاب بإقامة مهرجان بهذا المستوى وان يخلق بيئة متشوقة لمعرفة ما يحدث في بقعة جغرافية بعيدة عن اهتمامات البيئة التي يعيش فيها ،كيف ولدت فكرة المهرجان وماهي المشاكل التي اعترضتك ومن ساعدك في ذلك ؟‬

‫ مازن : كنت قد عدت للتو من سوريا في زيارتي الثانية اثناء الحرب المجنونة وكان أصدقائي الدنمركيين يسألوني اسئلة غريبة عن ثقافتي و بلدي ولم يكونوا يعرفوا غير عن سوريا سوى (داعش – حرب – لاجئين – اسلام ) ‬

‫ففكرت ان اجيب على أسئلتهم ضمن أدواتي الإبداعية فنشأت فكرة مهرجان السينما السورية ، لهذا كان همي ان ‬

‫ أرسل صورة حقيقية عن حياة السوريين و ثقافتنا بعيد عن اي طرف سياسي بالحرب السورية. ‬

‫عرضت الفكرة على وزارة الثقافة الدنمركية وبلديات الدنمارك فرحبوا بها ودعموني كثيراً هذه المؤسسات الدنماركيةً لها الفضل ببناء هذا المهرجان ، اقدم شكري وثنائي الكبيرين لهم بكل بصدق ومحبة ، لقد ساعدتني مهنتي وموهبتي على تنفيذ المشروع. المهرجان بنسخته الثانية سيكون من 3-24 شهر مايو القادم يأتي هذا المهرجان بعد نجاح ضخم حققناه في العام الماضي في خمسة مدن دنمركية و ٣ مدن نرويجية و ٣ مدن سويدية وبمعنى أصح اصبح بكل بقعة بالمدن الإسكندنافية وحديث الشوارع لانها فكرة جديدة‬

‫س: حبذا لو تحدثنا عن مهرجان السينما السورية لهذا العام وعدد المشاركات و قيمة الجوائز ؟‬

‫مازن : هذا العام سيكون المهرجان بطعم خاص وبمشاركات متميزة وستجوب الأفلام دول عديدة كالسويد والنروج بالإضافة الى ثمانية مدن دنماركية رئيسية لاطلاع الجمهور الدنماركي والغربي بشكل عام على الصورة الحقيقة لانسان منطقتنا ، وهذا سيساهم. لتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين . ‬

‫سيكون عدد الأفلام المشاركة 10 افلام قصيرة و طويلة وثائقية و روائية. ‬

‫س: هذا المهرجان بنسخته الثانية الذي سيقام في الشهر الخامس حدثنا عن النسخة السابقة وماهي الافلام المشاركة من خارج اوربا‬

مازن : مهرجان السينما السورية في العام الماضي كان حدث جديد في الدول الاسكندنافية، لذا واجهنا صعوبات كبيرة في إقامته من حيث دور العرض والأفلام السورية المختارة سواء من داخل سوريا او خارجها.

لكن لجنة التحكيم من الفنانين الدنماركيين ساهموا بشكل فعال في المهرجان من ناحية اختيار الأفلام والضيوف والاجابة على اسئلة الجمهور .

علاوة على ذاك كان هناك اهتمام إعلامي دنماركي بالمهرجان ، لكنني وللاسف واجهة صعوبة كبيرة من السوريين في الدنمارك ، اذا قاطعوا المهرجان واعتقدوا انه يلمع صورة النظام، اما السوريون في سوريا اعتقدوا انه مهرجان للمعارضة ، ولم يمنحوا انفسهم فرصة لتبديد شكوكهم من خلال التعرف عليه عن قرب .

‫س: ما هي الرسائل التي تريد ايصالها من خلال السينما؟‬

‫مازن : السينما فن عظيم قادر على صناعة وعي انساني راقي ، وخلق نمط حياة جديدة قادرة على الاستمرار بالحب، و لغة السينما لغة عظيمة يمكنك ان تصلح افكار شعوب كثيرة من خلالها ، وكما يقال : ‬

‫ان كنت تريد ان تعلم مافي الصين يجب ان تعلم مافي الهند‬

‫سوريا بلد الحضارة واقدم عاصمة في التاريخ بل اقدم مدينة بالعالم ، والشعب السوري شعب خلاق وعظيم . نحن السوريون لدينا الكثير مما تمتلكه الدنمارك لكن اكيد باختلاف ثقافات. ‬

‫س : هل ان الصورة النمطية السائدة للانسان العربي في اوربا او في الاعلام العالمي تحتاج الى مزيد من العمل لتغييرها او تصحيحها ، وما هو دور الفنان في ذلك ؟‬

‫مازن : سأكون صريحاً معك ‬ وليسامحني القارئ لصراحتي.

الكثير من العرب عكسوا صورة سيئة عن مجتمعنا، وبالتالي اختزن العقل الأوربي صورة مشوشة وغير واضحة للإنسان العربي ، ساعد في ذلك الاعلام الغربي ، لكن هناك نوافذ مهمة علينا ان نفتحها لتدخل الحقيقة ويدخل الضوء ليكشف السوء ، وهذا هو دور الفنان الذي يحمل رسالة إنسانية يتمكن من خلالها التغيير وايصال الحقيقة كما هي وهذا ما نفعله هنا .

‫س: هل باعتقادك ان مثل هذه المهرجانات تساهم وتساعد على مد الجسور و التعريف بالاخر ؟ س : هل هناك تقصير عربي من جانب الفنانين في تقديم الجوانب الحضارية لمجتمعاتنا‬

مازن :

لقد دأبت الدول الأوربية على اقامة مثل هذه المهرجانات فهناك‫ مهرجان السينما الالمانية ومهرجان السينما الفرنسية، وهناك مهرجان الفلم العربي في هولندا . ‬

‫لكن المختلف في مهرجان الافلام السورية انه يقام في بلد لم تكن تعرف المثير عن العرب والشرق وهو مهرجان لبلد شرقي يسعى للوصول الى اروح الناس في الدول الاسكندنافيةً . ‬

‫مهرجان السينما السورية له مذاق خاص في الدنمارك اذ ستعرض الافلام باكبر دور العرض السينمائية. ‬

‫فهناك إقبال جماهيري رائع على استقبال المهرجان وشراء التذاكر فهو حديث الدنماركيين كما هو حديث الوسط الفني . وستفتح المدن الدنماركية أذرعها لاستقباله بشغف . ‬

‫س: كيف يتم ترشيح الأفلام وما هي القواعد المتبعة في تقييم ومنح الحائزة ؟‬

مازن :

‫ هناك لجنة خاصة هي من تختار الافلام بما يناسب رسالة المهرجان وهي لجنة التحكيم ايضاً التي ستختار الفلم الفائز وجائزة الإخراج والتمثيل…. والخ. ‬

‫ ‬

‫س: هل هناك مشاركات عربية واجنبية في المهرجان ؟‬

‫مازن : ‬

‫طبعا سيكون هناك مشاركات اجنبية كثيرة من حيث الاعلام و السياسيين و المخرجين و الممثلين الدنمركيين المشاهير الذين سيحضرون في الافتتاح مع فنانين ومخرجين سوريين مشاركين بالافلام المعروضة. ‬

‫س: مهرجانات كهذه تحتاج الى تمويل كبير كيف تحصل على التمويل ؟‬

‫س: هل لديك فكرة ان تجعل المهرجان عالمياً اذا ما توفرت لك الظروف والامكانات ؟‬

مازن :

‫تمويل مثل هذه المهرجانات كبير و مهرجان السينما السورية هو الاخر لا يختلف عن بقية المهرجانات فهو ذو ميزانية. كبيرة و ضخمة وهذا شيء صعب الحصول عليه ولكن مكاتب و شركات الثقافة و بلديات الدنمارك هي سند حقيقي لمشروع ثقافي بفكرة جديدة ، يقدم رسالة إنسانية عبر الفن والإبداع . ‬

‫س : هل تطمح ان يكون المهرجان عالمياً ؟ ‬

‫مازن : ‬

‫ مهرجان السينما السورية الذي وصل لـ ٢٢ مدينة و ٣ دول إسكندنافية اعتقد يكفي ان يكون على طريق العالمية بعد هذه العروض، وسنسعى بشكل حثيث ام يكون له صدى في كل العواصم . ‬

‫ انا مدير لمهرجان ارغوس للفيلم العربي الذي سيكون في مدينة ارغوس الدنمركية بشهر أكتوبر وهو حدث ضخم واستثنائي ايضا و المهرجان العالمي للأفلام السورية قادم بفكرة لم تخطر ببال احد. ‬

‫ كلمة اخيرة استاذ مازن ‬

‫انا فخور بكل شخص لديه موهبة يستخدمها خارج بلده ولا ييسأس و يحارب من اجل تحقيقها ‬

‫انا اتطلع لرؤية شعوبنا تصبح مثل ما نشأت عليها من قبل من شعوب وحضارة و تاريخ ومواهب و علماء يتكلمون عنهم جامعات الغرب‬

‫نحن نستطيع نستطيع نستطيع‬

علاء الخطيب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here