الإختلاف الكبير للتحرير الأميركي الثاني القادم للعراق

خضير طاهر
التحرير الأميركي الثاني القادم للعراق ليس توقعا ، بل هو أمر حتمي ينتظر التنفيذ وقدر واقع في تاريخ العراق .
لكن ماهي الإختلافات التي تميز التحرير الثاني عن الأول هذه المرة ؟
توجد العديد من الإختلافات النوعية الكبيرة والحاسمة في تقرير نجاح العملية وإنقاذ العراق من اللصوص والعملاء والإحتلال الإيراني ومن أبرزها هو :
– أصبح لدى أميركا إمتداد واسعة بين صفوف الشيعة والسنة إضافة الكورد من قبل .
– لأول مرة بتاريخ العراق السياسي صار الوجود الأميركي ووصايته على العراق مطلبا من قبل قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي ، بل أصبح الرأي العام ينظر الى أميركا على انها صديق ومنقذ يمكن الإعتماد عليه أكثر من الطبقة السياسية العراقية ، وبات النموذج الأميركي المتجسد لدى دول الخليج العربي هو المطلوب بعد فشل الإسلام السياسي وكافة النظم السياسية الوطنية.
– هذه المرة تمتلك أميركا بنك معلومات هائل عن الخارطة الإجتماعية والدينية والسياسية وبالإسماء للشعب العراقي ، ولاتحتاج الى مساعدة العراقيين الذين خدعوها وغدروا بها في التحرير الأول .
– ليس لدى أميركا في التحرير الثاني أفكار رومانسية حول نشر الديمقراطية ، فبعد فشل تجربة الديمقراطية في العراق ومصر وليبيا ولبنان ، أصبح يقينا عدم صلاحية شعوب هذه المنطقة للتجارب الحضارية ، وان الديمقراطية كما هو واضح نتج عنها الفوضى والفساد والخراب وصعود الإسلاميين ، وبات الحكم الديكتاتوري المتسلط على غرار سلطة قائد الإنقلاب السيسي في مصر هو النموذج المطلوب والناجح .
– باتت الصفقة واضحة لدى الشعب العراقي وأميركا ، وهي : الحماية والرعاية والبناء والإعمار من قبل أميركا للعراق ، مقابل فتح المجال للشركات الأميركية للإستثمار ،إضافة الى إتفاقات أخرى مثل ما تفعل دول الخليج بعلاقتها مع أميركا وتؤدي ماعليها وهو بمثابة ثمن حماية ورعاية ونقل خبرات وفق قاعدة تبادل المصالح بين الدول.
لعل الواقعية السياسية ستجعل العراقيين يدركون عدم وجود حلول وطنية وقدرة للشعب على تسيير شؤونه بيده وقيادة البلد بعد كل التجارب المريرة مع الأنظمة والاحزاب التي تدعي الوطنية طوال تاريخ العراق السياسي التي فشلت في إدارة البلد ، والدرس الهام المستخلص من مأساة العراق هو ان المشكلة في عمقها وحقيقتها ليس السياسي الفاسد والعميل ، فهذه العيوب هي نتيجة لعجز المجتمع العراقي الاصيل وفشله في النشاطات الجماعية وغياب المؤهلات النفسية والعقلية لدى العراقيين وعموم العرب وسكان قارة أفريقيا والدول اللاتينية التي تؤهل هؤلاء البشر قيادة بلدانهم نتيجة القصور والعجز المتأصلة فيهم بعيدا عن التعليم والثقافة والممارسة والخبرة !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here