عبد المهدي امضِ قُدْماً

مجيد الكفائي

لا اعتقد ان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لا يمتلك رؤية واضحة لأعادة بناء العراق الجديد قبل تكليفه برئاسة الوزراء او تشكيل الحكومة العراقية الجديدة كما يعتقد البعض من خصومه السياسيين والذين توهموا انه قد كتب استقالته يوم تكليفه وانه سيعجز يوما وسيقدمها مرغما بعد ان يضعوه في الزاوية الضيقة ويجعلونه يندم على قبوله التكليف وتشكيل الحكومة, بل على العكس تماما كان عبد المهدي يعرف بالضبط ما تحتاجه هذه المرحلة والمرحلة المقبلة وكان مطلعا تماما على نوايا الخصوم وعارفا بما يخبؤنه خلف تلك الوجوه المبتسمة الداعمة له امامه وتخبأ وراء الظهر سكين الغدر ان لم تحصل من دعمها له على المكاسب والمغانم, وكان ايضا يعرف معاناة ذلك البيت العظيم الذي نخره الزمن واهلكه القدم واستوطنته الخفافيش والافاعي واللصوص وتهدمت اركانه ولابد من ترميمه وتأهيله او هدّه واعادة بناءه من جديد وفق تصميم جديد يتفق مع ذوق اهله وحاجتهم ومكانتهم ومصالحم .

كان عبد المهدي يعرف كل ذلك , لذلك حدد طريقه بدقة منذ البداية ورسم للعراق كما يرسم المهندس البارع خارطة جديدة لتعيد لذلك البيت رونقه وبهاءه وشموخة وهيبته بعد ان اصبح خربة لا تسر الناظرين ,وانه ليعلم ان اول عمل يقوم به بعد استلامه السلطة سيصطدم بعقبة المحافظين الذين لايحبون التغيير ولايريدون التجديد ولا يحلو لهم السير الا على انغام والغام الماضي وتلك العقلية الكلاسيكية التي تفترض ابدا وجود العدوالدائم الذي لايمكن التصالح معه مهما كانت الاسباب , بل العقلية التي تستعدي الاخرين وبلا سبب او لاسباب واهية وهي عقبة كاداء من الصعب تخطيها دون خسائر.

ولأن هؤلاء لايريدون للبيت ان يرمم او يبنى من جديد لاسباب كثيرة فستستمر المؤامرات وستبدأ التحالفات لأعاقة البناء بحجج واعذار كثيرة وستضطرب الامواج بسفينة عبد المهدي خصوصا بعد ما جعل العراق مقصد القريب البعيد والاخوة والجيران والاصدقاء ونظم العلاقات مع كل الدول المهمة وغير المهمة بما يجعل الكل رابح وليس هنا ك من خاسرٍ ابدا. ان السفينة التي يقودها عبد المهدي ستصل بر الامان بعون الله وعون كل من دعم عبد المهدي صادقا من الكتل السياسية و القوميات و الطوائف وكل الدول ولأن عبد المهدي قبطان ماهر لا يخاف ولا يابه لشيء ولا يهمه الا مصلحة العراق ومَنْ حسب انه سيمل اويكل فذلك منه بعيد فاستقالته لم ولن تكتب وسيعود العراق الى مكانته ووضعه ودوره الذي لا يستغني عنه العالم كله وسيجني شعبه الكثير.

ان عبد المهدي رسم الخارطة الجديدة للعراق بعين المهندس الخبير وعنايته وحدد التكلفة بقلب الاب الرحيم الذي يريد لعائلته منزلا امنا ومرفهاً في الوقت نفسه وان يبعد عنه شر الاعداء وباية طريقة ويقرب منه الاخوة والاصدقاء ويجعل مبدأ لا غالب ولا مغلوب اساس العلاقات والتسامح سيدها ,لم ينسَ ولم يغبْ عن باله مطلقا ان هذه العائلة (العراق) قد عانت وصبرت وصامت وآن لها ان تستريح وان تفطر ولكن ليس على بصل , وعلى الذين لا يروق لهم ذلك ان يصمتوا فالعراق بحاجة الى ترميم داخلي وخارجي وكل نشاز سيلقى خارج السرب وعلى عبد المهدي ان يمضي قُدْما في طريقه لأنه طريق مبارك سيعود بالخير على العراق وشعب العراق وكفى العراق سنينا من الحروب والجوع والعداء غير المبرر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here