ايران وحصاد 40 عاما من الثورة

[email protected]

زعم البعض من اعوان ومريدي النظام الايراني,ان لقادته وحرسه الثوري, فضل كبيرعلى العراق,من خلال مساعدته في محاربة الارهاب الداعشي,بتقديمهم السلاح والخبراء,حيث سقط منهم ضحايا,وجرى تكريمهم بشكل مبالغ فيه, مقارنة باقرانهم من الشهداء العراقيين
والحقيقة ان هذا الزعم فيه تسطيح,ونظرة ضيقة منحازة
فالزعم بأن ايران ساعدت العراق يذكرني بفلم من حقبة السينما الصامتة,ابدع في اخراجه ولعب الدورالرئيسي فيه الرائع شارلي شابلن,عام 1921,وكان عنوانه (الصبي),حيث كان شابلن يؤدي دورمصلح زجاج المنازل,كان يرسل الصبي(ادى الدور جاكي كوغان)يضرب زجاج النوافذ بالحجارة,ليأتي بعده شارلي ليصلحها
وهذا بالضبط مافعله النظام الايراني بالعراق شعبا وكيانا
فقبل نجاح الثورة الايرانية واستيلاء الامام الخميني على مقاليد السلطة المطلقة,لم تكن هناك اية مشكلة طائفية,وفي اي مكان في اي دولة يتواجد فيها الشيعة,وبالرغم من ان الوهابية كانت منتشرة في عدة دول اسلامية ولما يزيد عن عشرات السنين.من ذلك التاريخ
المشاكل بدأت حينما اعلن الامام الخميني عزمه على اعتماد نظام ولاية الفقيه في الحكم, واعلن عن عزمه تصدير ثورته,ومايعنيه ذلك من اشعال فتنة طائفية ومحاولة التدخل في شؤون الاخرين والتحريض على اسقاط انظمة سياسية اجنبية مستقرة,وكانت السبب الاساسي في الحرب المدمرة التي فتكت بالشعبين الايراني والعراقي في حربهم المجنونة والتي استمرت حوالي 8سنوات.
والذي زاد الطين بلة,هوقيام امريكا باسقاط نظام حكم الديكتاتور صدام حسين,وتأسيس نظام حكم طائفي اثني,وهيمنة الاحزاب الدينية الشيعية المتعاونة مع ايران على مقاليد السلطة,ذلك الامراستفزالطائفة الاخرى وادى الى ولادة منظمات سنية زعمت انها تريد ان تحفظ حقوق السنة وتحميهم من هيمنة الشيعة وشكلت ماتسمته دولة (سنية)مقابلة لدولة التشيع
من هنا,ابتدأت الفتنة,ومارست التنظيمات السنية سلوكا ارهابيا اجراميا,ادى الى احتلالها للمدن ذات الاغلبية السنية,وبطشت بسكانها,مما يدل على ان وراء المسالة يد خفية تنوي سحق وتدمير الشعب العراقي,وذلك في زمن هيمنة ايران على كل مراكز القرار في الحكومات العراقية,المتعاقبة والتي حكمت بعد 2003
هذه هي حقيقة افكل مشاكل ومصائب الشعب العراقي اساسه وسببه الاول هوالتدخلات الايرانية في قيادتها للاحزاب العراقية الدينية,شيعية وسنية,وحتى بعض قادة الاحزاب الكوردية,والتي سببت الاحقاد وولادة الفتنة الطائفية
ولنعود الى الثورة الايرانية ولنرى مالذي حققته لايران ولبقية الشعوب(المستضعفة!)
بعد اربعين عاما,نرى الشعب الايراني يعيش في وضع مزري,محاصر,فاقد لابسط مقومات الحياة,تضخم نقدي كارثي ,فقر مدقع وبطالة لم يسبق لها مثيل ومستقبل اسود لاامل فيه,بل ,ان القادم لابد انه اسوأ بكثير,لاننا اليوم ندخل في الحلقة الاشد ضغطا من الحصار القاتل,دون اي بادرة من قبل النظام تدل على انه اصبح يعي خطورة وجدية الموقف
وماذا عن الدول التي تدور في رحى النظام الايراني
اولا :- لنتحدث عن اهم دولة من خلال سيطرة النظام الايراني على كل مقدراتها,وهوالعراق,فهل هناك اثنان يختلفان على ان من يحكمه هو اسوأ نظام حكم ,وفي تاريخ البشرية جمعاء؟فساد وسرقة وقتل وارهاب وهدم مستمر في كل البنى التحتية ,والاجتماعية,وسقوط حضاري مذهل
اليس كذلك؟
وكذلك في سوريا واليمن ولبنان,وغيرها من البلدان التي اكتوت بنار الفتنة الطائفية والتي يلعب الحرس الثوري الايراني ادوارا رئيسية في تسليح الميليشات التابعة له واستفزاز دول المنطقة وجعلها
تجر الى حروب استنزاف مدمرة
وكلها,وبكل تأكيد لن تخرج منها ايران باية نتيجة,لأن المنظقة هي تحت انظارواهتمام المصالح الغربية وعلى رأسها امريكا,والتي يبدوأنها اكتنفت بماقدمته لها مغامرات الدولة الاسلامية من سحق واضعاف تلك الدول ودفعها واجبارها على شراء الحماية الامريكية لقاء المال والكرامة الوطنية ,والقومية,والاستقلال السياسي
والايام القادمة حبلى بالاحداث,والتي كل الاحتمالات المنطقية والموضوعية,تؤكد,ان ايران ستجبرعلى دفع ثمن مغامراتها باهضاوان تصريحاتها وعنترياتها سوف تظهر قيمتها الحقيقة في اول اختبار جدي.واخيرا لايسعني ,الا ان اقول,وبكل اسف واسى:اللهم انا لانسألك رد القضاء,لكن اللطف بنا,ولاحول ولاقوة الا بالله

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here