هيفاء الأمين وصناعة القبح بحق المجتمع العراقي

من بيروت اطلت علينا مؤخرا النائبة (المدنية) هيفاء الامين عن محافظة (ذي قار) في ندوة حوارية اقيمت اقيمت في العاصمة بيروت لتبث وتطلق سيل من الاتهامات والاوصاف المسيئة بحق ابناء جنوب العراق ، مستهزة وساخرة من خلالها من التقاليد والعادات والثقافة والموروث الاجتماعي لهم والذي اختصرته في ختام اكاذيبها بـ ( المتخلف ) .

وجاءت تصريحات هذه النائبة المتخلفة متزامنة مع الاساءة اللاخلاقية التي أقدم عليها احد زعماء قبائل الكويت ضد نساء العراق عموما والبصرة خصوصا والتي لاقت ردود افعال شعبية غاضبة اجبرت ذلك الزعيم العشائري البذيء اللسان على الاعتذار الرسمي للعراقيين والعراقيات ، وبدل ان ترد النائبة الامين وتدافع عن المرأة العراقية (التي تزعم الدفاع عن حقوقها وعن كرامتها ) في تلك الندوة البيروتية والتي حضرها العديد من الوفود العربية ، زادت الطين بلة واطلقت تلك الاتهامات الشنيعة بحق ابناء جنوب العراق .

والنائبة هيفاء الأمين ( سويدية الجنسية) لم تفكر قبل ان يزل لسانها بتلك التصريحات المهينة للعراقيين ولابناء الجنوب خصوصا انها بذلك تسيء بالدرجة الاولى الى ابناء ذي قار الذين لولا اصواتهم في الانتخابات النيابية لما تمكنت هي وامثالها من متعددي الجنسية والفاشلين من دخول مجلس النواب وتمثيل أبناء الجنوب في البرلمان العراقي .

لا أحد ينكر ان ثمة الكثير من المشاكل الموجودة على الصعيد والموروث الاجتماعي في الجنوب وغيره من مناطق العراق ، الا ان الامين تناست عن عمد ان تحمل نفسها وزملائها في البرلمان بدوراتهم المتعددة والكتل السياسية التي تمثلها النائبة هيفاء وغيرها من الكتل التي تمثل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 هي المسؤولة عن كل الانتكاسات التي يتعرض لها المجتمع العراقي ، لأن هذا المجتمع هو ضحية السياسات الحمقاء للكتل الحاكمة والمتحكمة في القرار السياسي العراقي ، وان هيفاء وغيرها من المسؤولين وبدل ان يوجهوا جهودهم لاستنقاذ المجتمع من الأفات والامراض التي يعاني منها نتيجة الويلات والبلاءات التي مر ويمر بها ، فأنهم يكتفون بالتشنيع بالمجتمع ولومه وتقريعه وتحميله المسؤولية الكاملة عن اخطاء ساسته الفاشلين الحمقى .

كان على الأمين وهي بمحضر وفود تمثل دول عربية ان تنصف المجتمع الجنوبي وتشيد بمواقفه البطولية والانسانية الكثيرة والمتعددة على كل المستويات ، وكان عليها وهي تمثل تحالف (شيوعسلامية) في كتلة سائرون ان تحترم جماهير الجنوب التي منحت تحالفها مئات الاف من الاصوات التي مكنتهم من الحصول على اعلى المقاعد في البرلمان العراقي ، وكان عليها كذلك ان تتحلى بالشجاعة لتعلن انها وتحالفها خذلوا ناخبيهم ولم يصدقوا بتعهداتهم لهم والتزاماتهم التي روجوا لها بشعاراتهم الانتخابية الرنانة في الجنوب المحروم من خيراته والمصادرة حقوق ابناءه على الدوام لغيره من مناطق العراق الأخرى .

وليت هيفاء الامين اكتفت بنكرانها الجميل للمجتمع الجنوبي الذي منحها الحياة وحقق ما لم تكن تحلم هي وربما اجداداها به وهو تمثيل ابناء ذي قار في البرلمان العراقي ، لكنها اساءت اليهم مرة اخرة حينما اقدمت على الانتقاص من ابناء جنوب العراق على حساب الاشادة بالمجتمع اللبناني والمجتمع الكردستاني مع ان تلك المجتمعات تشهد هي الاخرى تسلط الاعراف والتقاليد العشائرية والقومية والدينية والطائفية والحزبية على ثقافتها الاجتماعية بل والسياسية وخير مثال على ذلك حكومة العشيرة البرزانية للأقليم والقمع الذي تمارسه ضد كل شركائها ومعارضيها في كردستان العراق .

ان اعتذار النائبة الامين والذي حاولت تدراك زلتها فيه من خلال التلاعب بمقصودها لا يجدي نفعا ولا يمحي الاساءة التي صدرت منها كونها تمثل ذلك المجتمع الذي وصفته بالمتخلف وثانيا لأنها نشرت غسيلها القذر على ابناء الجنوب العراقي في محفل خارج العراق وبحضور نخب سياسية واجتماعية واعلامية من دول عربية عديدة سخر الكثير منهم من المتحدثة ومجتمعها الذي جاءت لتمثيله في تلك الندوة الحوارية في بيروت ، والعجيب ان البرلمان العراقي وبدل ان يوبخ ويعاقب النائبة الامين المتخلفة على أساءتها للعراقيين فانه قام بتكريم سليطة اللسان ومنحها رئاسة لجنة المرأة والاسرة لتضاف هذه المهزلة الى سلسلة مهازل المحاصصة الحزبية المقيتة ..

واختم ببيت من شعرنا الشعبي للأديب فرقد الاسماعيلي :

( عراقيين كلها أستاثرت بينه …يذم بينه المجنّس والمرشحينه )

احمد البديري

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here