التخلف والمتخلفين وهيفاء الأمين

أنا في مقالي هذا لا أدافع عن السيدة هيفاء الأمين، ولكن اود ان اكتب ملاحظاتي على ما صرحت به النائبة عن تخلف البنية التحتية وظروف معيشة المواطنين ومعاناتهم، ولم تتعرض او لم تصرح بتخلف المواطنين هناك بل قالت ان الجنوب اكثر تخلفاً كمنطقة، وهنا أنا اتفق معها بشكل كلي ولكن علينا ان نعرف كلمة التخلف فهي تعني ان يأتي المرء في مرتبة او عدة مراتب في الخلف، كأن يكون المرء متخلفاً عن زملائه في الدراسة او في الفهم او في الرياضة او اي شيء آخر، وكلمة التخلف وصف لحالة مكان او إنسان وعكس الكلمة التطور، وكلمة التخلف تطلق على المناطق والافراد والدول والشعوب التي لا تواكب الحضارة والتطور، وهذه الضجة المفتعلة التي يقوم بها سدنة الاحزاب الاسلامية والقومجية وأزلامهم، له دليل على ان الجنوب ليس متخلفاً كمنطقة وحسب بل كبشر متخلفين عن أقرانهم من الشعوب المجاورة والقريبة، فما بالك بالشعوب الأكثر تطوراً، فغالبية الشعب العراقي مغيبين وتحت تأثير الخرافة والأساطير، فلا يمكن لأي عاقل ان يتصور ان للمكعب ستة أضلاع ولكن عند بعض رجال الدين هذه حقيقة، وعندما يخطبون بين الناس ويقولون لهم المكعب بستة أضلاع ولا احد يرد على هذا المعمم الهبل، يعني انهم يصدقونه، اي انهم لا يملكون عقول يفكرون به، وعندما يوهمونهم بالشفاء من الأمراض بزيارة الأضرحة ويصدقون ذلك لابد ان في عقولهم خلل، عندما لا يفهمون معنى كلمة التخلف لابد ان في عقولهم مرض، ان المشكلة أنهم يعيشون على كومة من القاذورات والازبال وأنهم يعرفون ذلك ولكن عندما يُذكرهم به أحد ينتفضون لأنهم لا يريدون ان يسمعوا عن مدى تخلفهم، فهل شرب المياه الملوثة تقدم ام تخلف؟ وهل العيش في مناطق مليئة بالإزالة تقدم ام تخلف؟ وهل انتخابهم لمن يسرقهم تقدم ام تخلف؟ وهل ضرب انفسهم بالنعال تقدم ام تخلف؟ وهل وهل والاف الهل، ماذَا تسمون كل ذلك؟ هل العيب فيكم ام في الذي يُذكركم بعيوبكم، أنتم أضحوكة الشعوب الاخرى وحتى ترامب المجنون يضحك عليكم، ويضحك على تخلفكم، ماذا قدمت لكم هذه الاحزاب الاسلامية ومراجعها الدينية غير اللطم والتخلف؟ أنتم بدل ان تشكروا النائبة التي تدافع عنكم وتذكركم بتخلفكم ماذا تصنعون؟ ان مشكلتكم يا أبناء جلدتي أنكم لا تعون حقيقة وضعكم المتخلف ولا تريدون ان يُذكركم اي شخص بذلك لأنكم تعودتم على التخلف والإذلال وان تقبلوا أيادي جلاديكم وكل من يسرقكم، فلا حياة لمن تنادي.

بهاء صبيح الفيلي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here