العراق بين سندان ايران ومطرقة العقوبات الامريكية .. توقعات بصيف عراقي ساخن

نحو 28 مليون قدم مكعب حجم استيراد العراق اليومي من الغاز الايراني

بعد إعلان واشنطن أول من أمس، عزمها «تصفير» صادرات النفط الإيراني مع مطلع الشهر المقبل، تتجه أنظار العراقيين نحو توقعات الأرصاد الجوية لشكل وطبيعة الصيف المقبل في العراق الذي عادة مايكون ساخناً جداً ، فإذا لم تمنح واشنطن استثناءات جديدة للعراق بشأن استيراد الغاز والكهرباء من إيران فإن منظومة الطاقة الكهربائية مرشحة لأن تفقد أكثر من 4000 ميغاواط .

وزارة الكهرباء العراقية، كشفت اليوم الأربعاء، إن الغاز الإيراني مستمر بالتدفق إلى البلاد وبواقع 28 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا لتغذية المحطات الإنتاجية، وكذلك تجهيز العراق بـ1200 ميغاواط من الكهرباء.

وذكر المتحدث باسم الوزارة مصعب المدرس في تصريح لصحيفة ”الصباح“ الرسمية (حكومية) أن ”العراق يستورد حاليًا نحو 28 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، حيث تغذي عددًا من محطات التوليد، أي بحدود 2800 ميغاواط“.

ورغم أن الإعلان الأميركي شمل صادرات النفط ولم يتطرق إلى الغاز إلا أنه وطبقاً للمصادر العراقية، المشكلة سوف تكمن في الطريقة التي سيسدد بموجبها العراق تكلفة شحنات الغاز والكهرباء المستورد في ظل رفض واشنطن التعامل مع إيران بالدولار.

ورجّح المدرّس أن ”ترتفع الكميات الموردة منه بداية شهر يونيو/ حزيران المقبل إلى 35 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا لترتفع الطاقة المنتجة إلى 3500 ميغاواط“.

ولفت المتحدث إلى أن ذلك ”يسهم بالتخفيف عن الكاهل العراقي في فصل الصيف، لا سيما أن هدف الوزارة هو توفير 18 ألف ميغاواط ليكون حجم الطاقة هذا الصيف الأعلى في تاريخ العراق ، مؤكدًا أن هذه العقود تسدد مبالغها بالعملة المحلية“.

وتجهز إيران العراق بـ1200 ميغاواط من الكهرباء يوميًا والتي تغذي المنظومة الوطنية.

ويمثل ملف الطاقة في العراق من أبرز تحديات حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ومن المتوقع أن تشهد المحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة مع قرب حلول فصل الصيف.

وتخشى الأوساط الرسمية العراقية الصيف الذي يفجر عادةً المظاهرات وما قد يرافقها من أعمال عنف يمكن أن تتطور إلى مواجهات مسلحة على غرار ما حصل العام الماضي في محافظة البصرة، حيث استمرت المظاهرات أكثر من أربعة أشهر بسبب أزمة الكهرباء والصيف الساخن.
ويجد العراقيون بارقة أمل في التوقعات الجوية بأن معدلات الحرارة ستبقى هذا العام أقل من معدلاتها بالقياس إلى السنين الماضية، حيث ترتفع درجات الحرارة في العراق خلال فصل الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية في ظل انقطاع للتيار الكهربائي يستمر لساعات.

من جهتها، حذرت شخصيات وجهات سياسية عراقية رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، من عدم التزامه بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، فيما طالب عراقيون بـ“تقديم مصالح بلدهم على مصالح أي دولة أخرى“.

وطالب السياسي العراقي البارز مثال الألوسي، عبدالمهدي بـ“التعامل بكل حذر مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران“، محذرًا من أن ”عدم الالتزام بهذه العقوبات سيعرض العراق إلى عقوبات مماثلة، لا يتحمّلها، وهذا سيعرض حياة المواطنين للخطر، وربما الرجوع إلى أيام الحصار“.

وأضاف الألوسي في تصريح صحفي ، أن ”عدم التزام العراق بالعقوبات الأمريكية لعب بالنار، وعلى الطبقة السياسية والحكومة إدراك ذلك جيدًا، فواشنطن لن تتساهل بهذا الملف إطلاقًا“.

وفي السياق، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي فرات التميمي، في تصريح صحفي ، أن «الحكومة العراقية لم تستفد في الواقع من الاستثناءات السابقة التي منحتها لها الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً لمواجهة أزمة كبيرة محتملة، مع أن الإجراءات حتى في حال التوجه إلى البدائل لن تكون سريعة»، مبيناً أن «العراق يحتاج إلى فترة استثناء أطول من الولايات المتحدة الأميركية مع التفكير الجدي في البحث عن بدائل مع معرفة الجميع أنها تأخذ وقتاً».

وأضاف التميمي أن «الوضع في الصيف القادم سيكون صعباً في حال فقدان الكمية التي نستوردها من إيران وهي في حدود 4000 ميغاواط، وهو ما يعني أن الحكومة ستكون أمام امتحان قد يكون الأصعب خلال فترتها الحالية»، مشيراً إلى أنه «يتوجب على الولايات المتحدة الأميركية أن تتفهم هذا الوضع وهي تعرف جيداً أن العراق لا يملك الآن أي بدائل ممكنة».

من جهته، أكد عبد الله الخربيط، عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي، ، أن «العراق حالياً في الفخ تماماً، حيث إنه إن طبّق العقوبات فإنه يعني الاستغناء عن الكهرباء في هذا الصيف علماً بأن الاستغناء عن الكهرباء يعني المظاهرات والمصادمات مع الشارع، وفي حال تمرد على العقوبات فإنه يكون تحت طائلة العقوبات الأميركية».

وطالبت الولايات المتحدة ، الاثنين ، مشتري النفط الإيراني بوقف الواردات بحلول مايو/ أيار المقبل ، أو مواجهة عقوبات ، وأنهت إعفاءات لستة أشهر سمحت بموجبها لأكبر ثمانية مشترين من إيران ، ومعظمهم في آسيا ، بمواصلة استيراد كميات من الخام الإيراني .

وتأمل الحكومة العراقية الحصول على استثناء جديد للعراق من تطبيق العقوبات على إيران . وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية حسن فدعم إن ”واشنطن قد تعمل على تجديد الاستثناءات للعراق من عقوباتها على طهران“، مبينًا في تصريحات صحفية أن اللجنة ”ستعمل بكل قوة ومن خلال علاقاتها للضغط على الجانب الأمريكي لتمديد استثناء العراق من تلك العقوبات“.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here