الفتنة الكبرى

قرار الإدارة الأمريكية بسحب موظفيها الغير الأساسين من السفارة الأمريكية في بغداد مع تزايد حجم التحشيد العسكري ، وتصاعد حدة التصريحات الإعلامية ضد إيران مع التأكيد الروسي بعدم وجود ضمانات أمريكية بتصعيد الأمور نحو الموجهة العسكرية جميعها مؤشرات تؤكد قرار إعلان الحرب والمواجهة قد تكون مسالة وقت .

قد يستغرب البعض من القول إن العراق المتضرر الأول والأخير من هذه الحرب التي نتمنى لا تحدث ، وأكثر بكثير من كل الدول الأخرى وحتى الجمهورية الإسلامية ،لان وضع البلد العام لا يتحمل إي أزمة أو مواجهة (بيت القصيد ) ،وعواقبها ستكون وخيمة علينا جميعا لأسباب شتى .

اغلب التكهنات أو التوقعات تشير إن الخيار الأمريكي بضرب إيران سيكون بضربات جوية أو صاروخية للمواقع محددة،لإجبار إيران التراجع عن مواقفها ، والجلوس على طاولة الحوار،واتساع العمليات أكثر من ذلك خيار غير مطروح في وقتنا الحاضر ، لكن في المقابل الخوف من ردة الفعل الإيراني ، وخصوصا من الفصائل المسلحة المرتبطة بها في حالة إعلان الحرب هذا من جانب .

جانب أخر لو فرضنا جدلا قيام هذه الفصائل بضرب المصالح الأمريكية ، لتكون الحكومة بين المطرقة والسندان بين التحذيرات الأمريكية المستمرة بضرورة منع هذه الفصائل بضرب مصالحنا ومصالح حلفائنا ، والحكومة أعطت وعودا بمنع استهداف المصالح الأمريكية ،و الخشية أو التخوف بعدم امتثالها لأوامر أو طلب الحكومة ، لتكون الحكومة بين المطرقة والسندان بين ردة الفعل الأمريكي التي ستكون لهم حجة لضرب هذه الفصائل أو نشهده قيامها أمريكا بخطوات أحادية تصعيديه قد تدمر البلد ، وتفتح علينا أبواب جهنم ، ونتائجها لم يحمد عقباها مطلقا ، وليس من باب التهويل أو تضخيم ا لأمور قد نشهد نسف العلمية السياسية برمتها ، وإسقاط النظام السياسي ، وهذه ما ترمي إليه أمريكا وجهات كثيرة داخلية وخارجية ، بسبب هذه الفصائل ، وبين وقع تصادم مباشر

بين هذه الفصائل ، وبين قواتنا الأمنية من جهة ، وبين فصائل الحشد الشعبي الأخرى مع هذه القوات المسلحة من جهة أخرى ، وهي حقيقية الفتنة الكبرى التي ستحرق الأخضر واليابس .

رغم إننا نتمنى عدم وصول الأمور نحو التصعيد والمواجهة العسكرية ، وحل المشاكل بين جميع الإطراف عن طريق الحوار والتفاوض ، ونتمنى مرة أخرى من هذه الفصائل ترجيح لغة الحكمة والمنطق ، ومراعاة ظروف البلد العامة التي لا تتحمل أزمات أو مواجهات ، ورص الصفوف من الجميع ، ومواجهة هذه التهديدات والتصعيدات كفريق واحد متماسك وفقا متطلبات المرحلة، ومصالحة البلد وأهله .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here