بقعة ضوء على تجارة السلاح الأمريكي

عبدالجبارنوري

توطئة/ لقد أشتهرت أمريكا تأريخياً بسياسة صيد المواقف الملوثة بفايروسات الميكافيلية والماكارثية وتقديم الأنا على العلاقات الدولية ، ويقدم لنا التأريخ مثالاً على تجارة المواقف الأنتهازية لحكومات الولايات المتحدة الأمريكية حين كانت الحرب العالمية الثانية في أوج أشتعالها والأحداث تتسارع بأنهيار بولنده وهولنده وبلجيكا كانت أمريكا تبيع السلاح وتمنح الدعم المالي إلى كل الفرقاء المتقاتلين سواءً كانوا من المحور أو الحلفاء ، ولم تدخل الحرب رسمياً مستخدمة الحرب لأنعاش مصانع السلاح وأقتصادها الوطني ، وكان بودها سقوط كل دول أوربا بيد النازية والفاشية لكي تبقى تابعة لها .

تحتل أمريكا مركز الصدارة في العالم في تصدير الأسلحة حيث تصدر أسلحتها إلى 130 دولة في العالم ، ووصلت المبالغ المرصودة 229 مليار دولار حسب البيانات التي جمعتها مؤسسة ( S A M ) البحثية التي تراقب تجارة السلاح ، وتنحصر تلك التجارة في مجموعة المجمع الصناعي العسكري Military industriadl Complex وهي تضم شركات الأسلحة الأمريكية والسماسرة ، ومن أشهر شركات السلاح الأمريكي ( شركة لوكهيد مارتن ) تجاوزت مبيعاتها 39 مليار دولار ، وتليها عملاق صناعة الطائرات Boeing ب 32 مليار دولار ، وأن هناك حقائق حول صفقات السلاح الأخيرة في الشرق الأوسط : لقد سجلت السعودية أعلى رقماً للأنفاق العسكري في عام 2014 وذلك لتورطها في حرب اليمن بلغ 61 مليار دولار وتبعتها الأمارات بأنفاق قدره 39 مليار دولار من شركة ( جيرنال آتوميك ) الأمريكية لشراء أسطول من الطائرات بدون طيار لأنجاز أمور تجسسية على دول عربية مجاورة وستكون الأمارات أول حليف خارج حلف الأطلسي ( الناتو ) ، ثمّ قطر تشهد هي الأخرى هوس تسوّقْ أنفجاري بلغ 19 مليار دولار لشراء طائرات هليكوبترهجومية من طراز أباتشي وقذائف موجهة مع معداتها وأنظمة دفاع جوي من نوع باتريوت ، بلغ مجموع أجمالي الصفقات العسكرية التي أشترتها قطر في العام 2017 9-24 ملياردولار .

وكان من (أسباب) تجليات حمى التسلح بأتجاه الكم والنوعية والجديد من أكتشافات الموت والفناء وتخريب البنى التحتية لبلدان المنطقة تتمثل : أرتفاع خط أيرادات بيع الأسلحة عندما تجرب أمريكا سلاحاً فتاكاً جديداً وأستعماله في المعركة بواسطة حلفائها لأبادة المدنيين وتخريب البنى التحتية والفوقية ، والقتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي ، وأعتقد أن نظرية الحروب بالوكالة هي السائدة على جغرافية الشرق الأوسط وهي ربما تستمر لسنين عدة مستقبلية مما تؤدي لتغذية شريان المبيعات ، وكان لأمريكا قصب السبق في تصدر بيع السلاح وذلك من خلال دعم أسرائيل ودعم حكومات الأستبداد ، أشاعة أيران فوبيا ، أنشاء قواعد عسكرية في تركيا وشمال العراق ودول التعاون الخليجي والذي يسهل على موردي السلاح والتدريب والأستشارة ، فوبيا الأرهاب وتخويف دول المنطقة كما جرى في أفغانستان عام 1996 أضافة إلى أستغلال أحداث 11 سبتمبر2001 وأسقاط نظامي الحكم في أفغانستان والعراق ، ولا تخفى حرب اليمن في ترويج أسلحة الموت والدمار الأمريكية التي تشق طريقها إلى أيدي الأطراف المتقاتلة عبر قنوات غير رسمية ، وكان لظهور التنظيمات الأرهابية داعش في المنطقة كان أيذاناً بفرصة ذهبية لترويج تجارة السلاح الأمريكي بحيث أرتفعت اسهم شركة ( لوكهيد ) الأمريكيةبنسبة 3-9%وأسهم شركة ( جنرال دايناماكس )نسبة 3-4%ونسبة شركة ( رايثون نورثروب) بنسبة 8-3% إلى تكريس تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط .

وكان من( تداعيات) تجارة السلاح الأمريكي مقابل الحرب : نشر الفوضى في المنطقة تحت مسوّغ مسمى ” الديمقراطية الخلاقة ” وهي ليست أكثر من ديمقراطية كسيحة على مقاسات تجار الحروب في البنتاكون ، خلق الصراعات الطائفية والأثنية كما جرى في العراق سنة 2006 و2014 ، وتقسيم الأراضي السورية إلى دويلات مدن ، وتطبيق مشروع بايدن في تقسيم العراق الذي فشل مبكرا ولم يرى النور بفضل رفض الشارع العراقي ، أضافة إلى أن صفقات السلاح تكون بمثابتة فتح باب للنفوذ والسيطرة الأجنبية ووقوع المشتري فيمتاهات التبعية كما هو اليوم في دول الخليج في عقد علاقات ستراتيجية مع امريكا وتسهيل بناء قواعد عسكرية لها في السعودية والأمارات وقطروالكويت ثم التطبيع مع أسرائيل ، وليس من الضرورة أن يكون المشتري دولة لا بل يمكن أن تباع في السوق السوداء للميليشيات والجماعات التي تدعي أنها مهمشة في العراق ، والتسليح أصبح نعمة للجماعات الأرهابية داعش والنصرة أن تشتري الأسلحة الأمريكية بواسطة عملاء الكومشن عبرتسهيل أمريكي ، وتدفق تجارة السلاح الأمريكي في المنطقة أدى إلى ظهور بؤر مشتعلة بأستمرار لا تنطفيء لضمان أستمرار الأرباح المليارية ، وأخيراً ليس آخراً الأحتلال الأمريكي للعراق أكتشفتُ فيهِ أن للبنتاكون خطة طويلة الأمد في العراق بدأت بتطبيق الخطة في 1991 بالحصار الأقتصادي ثم النفط مقابل الخبز ثم الأحتلال في 2003 وحرب أستنزاف ضد الجيش العراقي لبث الروح الأنهزامية لديه وبث اليأس والأحباط لدى المقاتل العراقي سواءً كان عسكريا أم مدنياً .

عبدالجبارنوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here