حول مازعم عن وجود وساطة عراقية بين امريكا وايران

مازن الشيخ
البريد الالكتروني
[email protected]

نقلت احدى قنوات التلفزة العراقية,خبرا غريبا,زعمت خلاله ان الحكومة العراقية,تنوي القيام بحملة تهدف الى التوسط لحل الازمة المتفاقمة بين ايران وامريكا !
والحقيقة ان من يصدق مثل هذه الدعايات والافتراضات لايمكن ان يكون يعيش في الواقع ,أويدرك ابعاد المشكلة القائمة
حيث ان اصل واساس الموضوع برمته هو اصرار الادارة الامريكية على اخراج النظام الايراني من الخارطة السياسية الفاعلة,في منطقة الخليج والشرق الاوسط,ولايمكن افتراض اي حل اخر يمكن بواسطته نزع فتيل الازمة,لذلك يمكن القول ببساطة وبكل اختصار
هناك حل واحد,سواء توسط طرف اخر,أوتم الاتفاق بين الطرفين بالتراضي,وهوان توافق ايران على تنفيذ شروط,بل املائات وزير الخارجية الامريكية بومبيو ,ال (12),عدى ذلك لايمكن اطلاقا التفكيرفي اي حل اخر
وحسب رأيي المتواضع,ان تلك الشروط صيغت بشكل دقيق يهدف الى اسقاط نظام الولي الفقيه ,والذي استمر لاربعة عقود,حيث,ان وافقت ايران ,فمعنى ذلك اعترافها بالهزيمة وبانتهاء مشروع تصدير الثورة,باعتبارها عالمية,تهدف الى نصرة المستضعفين,ومحاربة الشيطان الاكبر,وبقيادة نائب الامام المهدي المنتظر حتى ظهوره,مما يعني ان شعاراتها استهلكت,وفشلت ولم تعد ذو فائدة
اما اذا ما عاندت وتحدت,فانذاك ستوجه اليها ضربات ماحقة,وتؤدي بدورها الى انهاء نظام الحكم,ذلك ملخص للموقف
اماماسمعناه عن الادعائات التي تفترض وقوف الشعب الايراني سندا لحكومته والتفافها نحو قيادتها,فذلك الامرلايعدو,كونه أحد وسائل واساليب الدعاية الحكومية,والتي يروجها أعوانها,حيث ليس خافيا على اي فرد من ابناء شعب ايران بأن سبب تدهور الوضع المعيشي والحروب الدائمة ,هو سياسة الحكومة والتي لم تتوقف عن تجنيد وتسليح الميليشيات الاجنبية,وعلى حساب الدخل القومي الايراني,حيث لولا تلك النشاطات الفوضوية لكان الشعب الايراني ينعم بعيش رغيد واستقلال سياسي واحترام وتقدير كل شعوب العالم,فهو والحق شعب عريق بناء,ويستحق ان يتبوأ مكانة مرموقة بين شعوب العالم
نسأل الله ان يهدي القيادة الايرانية الى اتخاذ القرار الصحيح,وقطع الطريق عن الوحش الامريكي الجاثم المتربص ,بثروات واموال الشعوب الضعيفة,والذي طالما استغل الفرص من خلال التدخل في الخلافات التي تنشأ بين شعوب المنطقة,لينحاز الى طرف ويضرب الاخر,ويأخذ الحساب,اي انه في النهاية المستفيد الوحيدووحيث يصبح كالمنشار ياكل صعودا ويأكل نزولا
فمتى يهدي الله الحكومة الايرانية,لتصحى وتعي واقع الامر,
بأن احلامها بمنافسة الكبار ,وسعيها للعب دور مؤثر على ساحة الشرق الاوسط كقوة عظمى مؤثرة
هو امر مستحيل بكل المقاييس,فامريكا,الممثل الوحيد للمصالح الراسمالية الكبرى,أصبحت واقعيا تتربع فوق قمة العالم,ولن تسمح لاحد بالتسلق,بل ستضربه وتسقطه كلما حاول,هذه هي الصورة الواقعية,والتي يجب ان يفهمها ويراها الجميع,اذا اردت الحصول على حقك,فليس اماك الا ان تفاوض امريكا,اما تحديها فيشبه مناطحة الصخور الصلدة
اليوم ليس امام ايران الا العودة الى الداخل,واقامة علاقات متوازنة مع الجميع,وعدم التدخل في شؤون الاخرين
انذاك اتحدى اية قوة في العالم يمكن ان تتعرض الى ايران او شعبها,بل ان الشرق الاوسط كله سينعم بالهدوء والسلام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here