الجاموس المقدس خطٌ احمرُ

منتظر الزيدي
وضع صديقي (انس البدري) مدير اخبار (NRT)حالة في هاتفه ينعى الشاب الذي في الصورة ، كتب: “حادث مروع لابن عمي الذي عقد قرانه منذ ايام” اتصلت حال قراءتي الخبر لتقديم واجب العزاء ومعرفة الحادث المروع . احزنني ان يكون مقتل هذا الطبيب بسبب جاموسة سوداء قطعت الشارع السريع المظلم المتجه نحو سامراء، فاصطدمت بسيارته وتحولت السيارة الحديثة الى صفيحة (خردة) وتوفي الشاب المسكين.
الى هنا لم ينتهي الحادث ،بل بدأ للتو . فهذا الحادث ليس الاول من نوعه بل هنالك (83 ) حادث مماثل خلال المدة الماضية .ولن يكون الاخيراطلاقا.فالجاموس ظهر فجأة ،ومعه رعاته ومربوه ،خلال المدة الماضية على اطراف المدينة التي لم يعرف عنها تاريخيا ،تربية هذا النوع من الماشية. اصحابها يتركون الحبل لقطعانهم على الغارب وكانها تتجول في الأهوار وليس على طريق مرورٍ سريع. الأدهى من ذلك ان مربي الجاموس هددوا جميع الصحفيين الذين ينتقدون (حلالهم) وعبثه في الشوارع مستندين بظهورهم على سطوة بعض الميليشيات هناك..! وكان الجاموس لدينا اصبح لها حظُ أبقار الهند المقدسة ،التي لايمكن المساس بها بل وحتى ازعاجها. اذكر في احدى زياراتي الى العاصمة الهندية (نيودلهي ) وكنت برفقة سائق ومترجم ،صادف ان مرت بقرة سمينة وسط الشارع ، تتوقف حينا وتمشي الهوينة حينا اخر ، طلبت من المترجم اخبار السائق كي يضغط على نفير السيارة علها تبتعد خوفا، الا ان المترجم المسلم ،هز رأسه بخوف قائلا: لا يمكن،ممنوع ،انها مقدسة ،وقد يحدث اقتتال بسببها . تعجبت وقتها كيف لبقرة ان تسبب بإزهاق ارواح انسان؟. والان زال عجبي، بعد صار لدينا خطا احمرَ جديدا وهو ( الدواب) وقد لا استغرب لو قال احد ٌ انه ليس بجديد وكل ما في الامر انها تعبت من الجلوس على كراسي الخضراء وراحت تتجول بالطرقات وبنفس الحماية من الميليشيات. منتظر الزيدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here